هل تدرك الفلبين مخاطر الدور الذي أسندته إليها الولايات المتحدة؟
تقرير إخباري
يرى المحللون السياسيون في الصين أن بحر الصين الجنوبي ليس حديقة خلفية يمكن للولايات المتحدة أن تلعب فيها دون مبالاة، كما أنه ليس ساحة لألعابها الجيوسياسية، وأن الولايات المتحدة على النقيض من ادّعاءاتها بحماية “النظام القائم على القواعد” في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، تشكّل أكبر تهديد للسلام والاستقرار في المنطقة، وهي تتطلّع إلى استغلال وكلائها في المنطقة لإثارة المشكلات، ولكن لسوء الحظ استجابت الفلبين لذلك.
ولكن مانيلا بدلاً من تقديرها صبر بكين تجاه السفينة القديمة التي أوقفتها عمداً على شعاب ريناي الصينية في عام 1999، في خطوة تهدف إلى جعل ملكية الفلبين للشعاب المرجانية أمراً واقعاً، أخطأت واعتبرت الأمر ضعفاً من الصين وبادرت إلى لعب دور العميل المحرّض الذي خصّصته لها واشنطن، وهذا سوء تقدير استراتيجي خطير وقصير النظر، وبينما يمارس جيش التحرير الشعبي ضبط النفس الكامل رداً على التحرّكات غير المسؤولة والاستفزازية الأخيرة التي قامت بها الولايات المتحدة والفلبين، فإنه يظل في حالة تأهّب معلناً أنه سيتصرّف بحزم لحماية السيادة الوطنية والأمن.
لقد بات من الواضح أن الولايات المتحدة هي التي تعمل عمداً على إثارة الاضطرابات في المياه بسلوكها الفظ ومحاولتها تشجيع الفلبين في نزاعها مع الصين بشأن الشعاب المرجانية، وقد أجرت الولايات المتحدة والفلبين أول دورية جوية وبحرية مشتركة لهما في بحر الصين الجنوبي منذ سنوات في أواخر الشهر الماضي، وردّ جيش التحرير الشعبي الصيني بتدريب واسع النطاق بالذخيرة الحية، وفي تحرّكه الأخير أرسل الجيش الأمريكي سفينته القتالية الساحلية يو إس إس غابرييل جيفوردز للإبحار في المياه القريبة من شعاب ريناي الصينية في جزر نانشا في بحر الصين الجنوبي، وتبلغ سرعة السفينة التي يبلغ وزنها 3104 أطنان، والمصمّمة للتنقل في المناطق الساحلية الضحلة، 47 عقدة، ومن الواضح أن الجانب الأمريكي، بفضل خفّة الحركة والسرعة العالية، كان يأمل في إغراء جيش التحرير الشعبي الصيني للعب لعبة “اصطياد الفأر”.
وحسب تيان جونلي، المتحدث باسم قيادة المسرح الجنوبي، فإن جيش التحرير الشعبي الصيني لم يرَ أيّ حاجة للعب هذه اللعبة، وبدلاً من ذلك نظّم قواتٍ بحرية لمراقبة مرور السفينة الحربية الأمريكية، التي دخلت المياه بشكل غير قانوني دون موافقة الحكومة الصينية.
إن دعم الولايات المتحدة للفلبين، الذي يهدف إلى تحويل النزاع البحري الذي اتفقت مانيلا وبكين على ضرورة حلّه من خلال المفاوضات والحوار، إلى بؤرة صراع إقليمي، ينبع من حساباتها الأنانية المتمثلة في جعل دول المنطقة ضماناتٍ لاستراتيجيتها لاحتواء الصين.
تجدر الإشارة إلى أن المعاناة الجسيمة التي يعيشها الناس في الصراعات التي تحرّض عليها الولايات المتحدة على الجانب الآخر من القارة الأوراسية، لا بد أن تكون بمنزلة تذكير صارم لدول المنطقة مثل الفلبين بضرورة عدم الاهتمام بهذا الدور.
عائدة أسعد