أوكرانيا ضحية للسياسة الحزبية الأمريكية
تقرير إخباري
حذّرت مديرة الميزانية بالبيت الأبيض، شالاندا يونج، مؤخراً من أن الوقت والمال ينفدان لدى الولايات المتحدة لمساعدتها أوكرانيا في حربها ضد روسيا. وكتبت يونج في الرسالة التي نشرها البيت الأبيض، أنه بحلول نهاية العام، سوف تنفد لدى الولايات المتحدة الموارد اللازمة لشراء المزيد من الأسلحة والمعدات لأوكرانيا وتوفير المعدات من المخزون العسكري الأمريكي. وممّا لا شك فيه أن قضية المساعدات لأوكرانيا تشكّل أداة قوية يستخدمها الجمهوريون للتلاعب بالديمقراطيين في الصراعات السياسية الحزبية، حيث يعتقد الخبراء أن أوكرانيا أصبحت ضحية للصراعات الحزبية الأمريكية والمصالح الأمريكية.
ووفقاً للتقارير، كتبت يونج في رسالة إلى رئيس مجلس النواب الجمهوري، مايك جونسون، وغيره من زعماء الكونغرس، أنه من منتصف تشرين الثاني، استخدمت وزارة الدفاع الأمريكية 97 بالمائة من التمويل الإضافي البالغ 62.3 مليار دولار، واستخدمت وزارة الخارجية 4.7 مليارات دولار من أموال المساعدات العسكرية التي خصّصتها لها. وطلبت إدارة بايدن ما يقرب من 106 مليارات دولار من الاعتمادات من الكونغرس في تشرين الأول، لكن مجلس النواب الذي يسيطر عليه الجمهوريون رفض الاقتراح. وقال التقرير: إن هناك مخاوف أثيرت من أن فشل مجلس النواب في النظر في طلب البيت الأبيض قد يعني أن تمويل كييف ربما لا تتم الموافقة عليه أبداً.
وقال لو شيانغ الباحث في الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية: بعد أن أصبح مجلس النواب الآن في أيدي الجمهوريين، الذين هم معارضون بشدة لتورط الولايات المتحدة في الصراع الروسي الأوكراني، من غير المرجح أن تتم الموافقة على الميزانية، بالإضافة إلى ذلك، فإن اندلاع الحرب في غزة سيؤدّي حتماً إلى إضعاف المساعدات العسكرية الأمريكية لأوكرانيا.
وفي سياق متصل يشكّل الاستغلال السياسي لأوكرانيا عاملاً مهمّاً لا يمكن تجاهله في تعامل الولايات المتحدة مع القضايا الأمنية الأوروبية، والقضايا المتعلقة بالسياسة الروسية، والصراع الروسي الأوكراني. فالولايات المتحدة لا تستطيع أن تتخلى عن أوكرانيا، ولكنها أيضاً غير قادرة على تلبية احتياجاتها كاملة. وفي هذا الشأن قال لي هايدونغ، الأستاذ في جامعة الشؤون الخارجية الصينية: إن أوكرانيا لا يتم استغلالها استراتيجياً من الولايات المتحدة فحسب، بل يتم استغلالها سياسياً أيضاً، ولن توقف الولايات المتحدة هذه العملية، وهي مأساة لأوكرانيا.
فأوكرانيا أصبحت ضحية للسياسة الحزبية الأمريكية، حيث تمثل القضية الأكبر في السياسة الأمريكية في الانتخابات، من خلال استخدامها لكسب النقاط في الانتخابات، إذ لا يمكن أن يتخلى الجمهوريون عن استخدام قضية أوكرانيا لإحراج بايدن والديمقراطيين. وبغض النظر عن أداء بايدن في الصراع الروسي الأوكراني، فقد أوضح الجمهوريون أن تعامل بايدن مع الوضع الحالي فاشل، وسيواصلون انتقاده بشأن هذه القضية، وإذا فاز الجمهوريون في انتخابات عام 2024، فقد يقومون بإجراء تعديلات كبيرة على سياساتهم، بما في ذلك تحويل المسؤولية عن المساعدات ذات الصلة إلى أوروبا.
إن المساعدات الأوروبية لأوكرانيا مجرد قطرة في بحر، وسوف يؤدّي تبادل اللوم من جانب الولايات المتحدة حتماً إلى تعميق شكوك الحلفاء الأوروبيين في الولايات المتحدة. ورغم أن الشكوك بين الولايات المتحدة وأوروبا أمر طبيعي، إلا أن الاتجاه الحالي يؤدّي إلى تفاقمها، وستكون أوكرانيا الضحية الكبرى لذلك.
عناية ناصر