سامانثا باور عرّابة الحروب
تقرير إخباري
وصلت مديرة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية سامانثا باور إلى غزة بعد مرور 60 يوماً على العدوان الإسرائيلي على القطاع والضفة الغربية، وأعلنت على الفور أن الولايات المتحدة ستمنح 26 مليون دولار إضافية لغزة، إضافة إلى 100 مليون دولار أعلن عنها الرئيس جو بايدن بالفعل.
سطع اسم باور في عام 2002 عندما كتبت كتاب “مشكلة من الجحيم: أمريكا في عصر الإبادة الجماعية”، وصفت فيه عمل رافائيل ليمكينز في عصبة الأمم حول الاعتراف بالإبادة الجماعية للأرمن والآشوريين. وأعربت في ختام كتابها عن أملها في أن تستأنف الولايات المتحدة عملها، دون الكشف عن عمليات الإبادة الجماعية المتعدّدة التي تورّطت فيها واشنطن. وقد لخّص البروفيسور إدوارد هيرمان عملها على النحو التالي: “بالنسبة لها، الولايات المتحدة ليست المشكلة، بل هي الحل”، وخلال مقابلة عبر الفيديو مع جامعة كاليفورنيا في بيركلي، تحت عنوان “محادثات مع التاريخ”، سُئلت عن ردّ فعل الولايات المتحدة إذا تصاعد “الصراع الإسرائيلي الفلسطيني” وجعل الإبادة الجماعية ممكنة، فكان ردّها بأنها أوصت بإرسال قوة عسكرية ثقيلة للفصل بين الطرفين، المقاومة الفلسطينية والكيان المحتل. وقد تم استخدام هذا الردّ لاتهامها بعدم الانحياز إلى الكيان الإسرائيلي وبمعاداة السامية. عندها، اضطرت إلى طلب المساعدة من شخصيات يهودية أمريكية، مثل أبراهام فوكسمان من رابطة مكافحة التشهير، لإخراجها من هذا المأزق واستعادة صورتها. وكانت باور قد أصبحت مستشارة للسيناتور باراك أوباما، الذي لم يكن معروفاً آنذاك، وهي التي أعدت المرحلة التالية في دارفور من خلال الرحلة التي قام بها السيناتور إلى إفريقيا نيابة عن وكالة المخابرات المركزية.
ومن ثم انضمّت إلى حملة أوباما الرئاسية، لكنها سرعان ما تركتها بسبب خلافاتها الشخصية مع هيلاري كلينتون، المرشحة المنافسة لأوباما آنذاك، وبعد تعيينها في مجلس الأمن القومي، نصحت الرئيس أوباما بعدم المشاركة في مؤتمر الأمم المتحدة في ديربان، لأنه كان سيناقش إعادة العمل بالقرار 3379 الذي يصف الصهيونية بالعنصرية. تزوّجت من أستاذ القانون اليساري الليبرالي كاس سنشتاين، الغالي على قلب وسائل الإعلام الأمريكية، وهو المنظر الرئيسي لـ”الأبوية الليبرالية”، كما صمّم خطة لمواجهة عمل الصحفي الفرنسي تييري ميسان والحركة الاحتجاجية التي أطلقها. أدّت باور دوراً مركزياً في العدوان على ليبيا، وبرّرت ذلك العدوان بخطاب تم التدرّب عليه جيداً حول الحرب “ضد الطغيان”، وبعد أن أصبحت سفيرة لدى الأمم المتحدة، دعت بالطريقة نفسها إلى تبرير الحرب على سورية باسم الحرب “من أجل الحرية والديمقراطية”، ومعروف للقاصي والداني الدور الدنيء الذي قامت به إدارة اوباما ومن ثم ترامب وبايدن في إشعال فتيل الحرب على سورية واستقدام الإرهابيين المرتزقة من 85 دولة وتدريبهم وتسليحهم ومن ثم إرسالهم إلى سورية عبر تركيا، في محاولة يائسة لتغيير نظام الحكم ووضع إرهابيي القاعدة و”داعش” على رأس السلطة، ولكن دون جدوى.
هيفاء علي