أضرار صحية واقتصادية للري بالصرف الصحي.. و”الموارد” تعيد تأهيل محطات المعالجة المتضررة
دمشق – ميس خليل
نظراً لظروف الجفاف والتغيّرات المناخية يلجأ بعض المزارعين إلى استخدام مياه الصرف الصحي غير المعالجة لري المزروعات، ما يؤدي إلى تلويث الأراضي الزراعية والمياه الجوفية (نترات، بكتيريا، عناصر ثقيلة)، وأن عدم معالجة مياه الصرف الصحي يسبّب مشكلات وأزمات صحية وروائح كريهة ويهدّد بنشر الأمراض المعدية.
معاون مدير الهيئة العامة للموارد المائية الدكتور باسل كمال الدين أوضح لـ “البعث” أن الشحّ في الموارد المائية يقتضي إعادة استعمال مياه الصرف الصحي بعد معالجتها، حيث يوجد في سورية العديد من المحطات، ولكن ظروف الحرب والحصار الاقتصادي أدّت إلى تخريب عدد من المحطات المركزية (محطة عدرا بدمشق– محطة الشيخ سعيد بحلب)، أو تراجع في عمل هذه المحطات، كما أن الزيادة في عدد السكان والنمو الاقتصادي، بالإضافة إلى قلة الموارد المائية، سيؤدي حتماً إلى زيادة استخدام مياه الصرف الصحي في الري مباشرة دون معالجة.
وذكر كمال الدين أن المياه غير التقليدية (الصرف الصحي) هي المياه التي استخدمت لأكثر من مرة وتغيّرت مواصفاتها الأساسية بحيث لا يمكن استخدامها إلا بعد معالجتها لتتوافق مواصفاتها مع الاستخدام الجديد، أو استخدامها ضمن ظروف وشروط خاصة تحقق الغاية من الإنتاج دون الإضرار بعناصر البيئة، وتوافقها مع الجانب التشريعي لإعادة استعمال المياه، وأن غياب الوعي الكافي لدى المزارعين المتعاملين مع مياه الصرف الصحي بعدم اتخاذ الاحتياطات الأزمة يعرّض حياتهم وحياة الآخرين لمخاطر صحية حقيقية، بالإضافة إلى عدم التقيّد بالإرشادات والتوجيهات حول نوعية المزروعات التي يمكن زراعتها بمثل هذه النوعية من المياه، لأن العناصر الكيميائية السامة تنتقل إلى المحاصيل الزراعية، وبالتالي إلى الإنسان والحيوان.
أما عن تأثير الري بتلك المياه على الصحة فهو تأثير خطير –بحسب كمال الدين- لأن ري المزروعات بمياه الصرف الصحي يؤدي إلى أمراض خطيرة من خلال الخضراوات الملوثة أو المياه الملوثة مثل (السالمونيا، الجراثيم، والجيارديا الطفيلية، ودودة الاسكاريس، وأمراض الكبد، والكوليرا، وشلل الأطفال، والطفح الجلدي والالتهابات)، كما يؤدي استخدام مياه الصرف الصحي من دون معالجة إلى الوفاة بسبب أمراض مرتبطة بتلوث المياه بالصرف الصحي مثل (الكوليرا، التيفوئيد، والتهاب الكبد الوبائي، وشلل الأطفال).
وهناك تأثير على التربة، وفي هذا الإطار يبيّن كمال الدين أن استعمال المياه الخام يؤدي إلى خلل في التنوع الحيوي وتلوث التربة، واختفاء بعض المحاصيل وظهور أنواع أخرى، وتلوث المياه الجوفية بـ(الكلور، الفوسفات، النترات، وانخفاض نسبة الأكسجين المنحل) ما يسبّب أحياناً موت الكائنات في المسطحات المائية، ناهيك عن تأثيرها الاجتماعي فتجمع مياه الصرف الصحي وانتشار الروائح والغازات من مياه الصرف الصحي (ميتان H2S –NH3 ) يؤدي إلى تهجير الأفراد من منازلهم نظراً للأضرار التي تسبّبها هذه الروائح وانتشار الحشرات وتكاثرها وانتشار الأمراض الجلدية مما يساهم في التدهور الاجتماعي.
أما التأثير الاقتصادي، فهو التدهور الاقتصادي، نظراً للتكاليف الباهظة الناتجة عن إعادة المياه الملوثة إلى صلاحيتها للشرب أو للري، وكذلك نفوق الكائنات الحية بكميات كبيرة، والتكاليف الباهظة لإعادة استصلاح الأراضي الزراعية والتكاليف الصحية والاجتماعية… وغيرها.
وأوضح كمال الدين أن وزارة الموارد المائية تقوم بإعادة تأهيل محطات المعالجة المتضررة نتيجة الحرب، ولاسيما محطة عدرا، حيث يستفاد من المياه المعالجة الناتجة عن المحطة في ري الأراضي الزراعية في منطقة الغوطة، وقد تمّ إعادة تأهيل الجزء الأكبر من مشروع ري الغوطة (محطات الضخ في عدرا، الريحان-2 والريحان-3 بالإضافة إلى شبكات ري MC – PC1 – PC2) وإدخال المساحات المروية في الخطة الزراعية، ويتمّ العمل على استكمال إعادة تأهيل المشروع بالكامل (محطة ضخ الشيفونية، شبكة ري PC4)، كما أن لدى وزارة الموارد المائية خططاً طموحة لتطبيق المعالجة المكانية والاستفادة من المياه الناتجة عنها في ري المزروعات.