“تراثنا الشعبي والهويّة” في ملتقى البعث للحوار بفرع اللاذقية
اللاذقية – مروان حويجة
أقيمت في ملتقى البعث للحوار في جلسته السادسة التي أقامتها قيادة فرع اللاذقية جلسة حوارية بعنوان “تراثنا الشعبي والهويّة”.
وأكّد الرفيق الدكتور عصام درويش رئيس مكتب الإعداد الفرعي أن الموضوع المطروح للحوار والمناقشة تكمن أهميته من القيمة الوطنية والحضارية والثقافية للتراث الذي يرتبط بالهويّة لأنّ التراث نتاج ثقافي وفكري وتاريخي، وبالتالي فإن الحفاظ على التراث واستحضاره إغناء للحياة الثقافية والاجتماعية بكل أبعادها وتجليّاتها ودلالاتها، ولفت إلى أهمية الجهود لإحياء تراثنا الشعبي.
من جهته الباحث في التراث برهان حيدر ركّز على مكامن الغنى في تراثنا الشعبي بشقيه المادي واللامادي، مبيناً أن هذا الغنى يتجلّى في الكثير من الأوجه التي تحاكي الموروث الشعبي بكل ما فيه من نفحات حضارية.
وأشار إلى مدلول كل مكوّن تراثي بما فيه من بساطة فالأغنية التراثية والحكاية الشعبية والقصص والأمثال والأهازيج تشكل جزءاً من التراث اللامادي الذي يتكامل مع المادي بما كان يتم استخدامه من أدوات قديمة في الحياة اليومية.
وأورد بعض الأمثلة والمقولات والأغنيات و الأمثال الشعبية المتداولة بأسلوب تفاعلي وبجوّ تراثي يستلهم الذاكرة الشعبية.
بدوره الباحث الدكتور هاني ودح أستاذ في الهندسة المعمارية، أوضح أنّ التراث تسجيل لذاكرة الشعوب ويشمل كل ما ورثته عن سلفها لأنّه المخزون المتميّز بالثبات والاستمرار.
وبيّن أنّ التراث منبع من منابع الإبداع وهو صلة وصل بين الأجيال.
وأشار إلى أنواع التراث المتمثلة في التراث الطبيعي، والتراث الحضاري الذي يتضمن التراث الثقافي والعمراني والمعماري.
وتابع: أما تصنيف التراث فيتجلى في المحلّي والوطني والإقليمي والعالمي، مؤكداً أنّ للتراث أهمية ثقافية وفكرية ما يحتّم التعاطي مع هذه الأهمية بأكبر جهد ممكن في ظلّ ظروف وآثار العولمة، كما لفت للأهمية المعمارية التي تعكس الهوية العمرانية والطابع التراثي العمراني والذي يستوجب الحفاظ عليه الذي يظهر في رونق وعبق وجمالية المدينة القديمة.
ولفت إلى تلازم العلاقة التي تربط التراث المادي باللامادي بما يثبت تكامل التراث وترابط مكوناته، وضرورة اعتماد منهجية في حفظ التراث وصونه وتدريسه ليبقى ماثلاً وحاضراً في العقول وعند الأجيال الناشئة والشابة .
بدوره الباحث في التراث بسام جبلاوي ركّز على العلاقة بين التراث والأجيال الجديدة والتفاعل فيما بينهما، والانطلاق من التراث إلى آفاق العالم الجديد الذي يتشكل، داعياً إلى عدم الاكتفاء بالتغنّي بالتراث وتمجيده، بل البناء عليه للمضي نحو حياة أفضل، والتعاطي الفاعل معه في حياتنا المعاصرة، لأنّ التراث ليس ذكريات ماضية وإنما مفردات ومعطيات حيّة وكنوز حقيقية ونتاجات إبداعية تثري كل نتاجات عملنا وثقافتنا المعاصرة وجميع مجالات حياتنا، والأهم من ذلك أن تراثنا يختزن ويختزل التجارب والخبرات والمعارف التي أخذ منها الآخرون، والأجدى أن نستلهم منها وتستعين بها قبل غيرنا من الشعوب، ويمكن أن تستوحي من تراثنا الكثير من الإبداعات في المسرح والدراما والفن والأغاني وغيرها، فالتراث الشعبي يدعونا إلى إعادة صياغته ،صياغة جديدة برؤية جديدة تنسجم مع التربية الحديثة.
حضر الملتقى الرفاق أمناء وأعضاء قيادات الشعب الحزبية والمنظمات الشعبية والنقابات المهنية وشخصيات ثقافية وأدبية ومجتمعية.