خسائر تين هاغ تزيد حنين المان يونايتد إلى أسطورته فيرغسون وبطولاته
البعث الأسبوعيّة-سامر الخيّر
تعرض نادي مانشستر يونايتد الإنكليزي الذي يوصف بالنادي الأكثر شعبية حول العالم، لخسارة كبيرة أمام نظيره بورنموث بثلاثة أهداف نظيفة في المباراة التي جمعت الفريقين ضمن لقاءات الجولة الـ 16 من الدوري الإنكليزي الممتاز، ليسجل خسارته السابعة هذا الموسم والخامسة والثلاثين بشكل عام منذ رحيل المدرب الأسطوري السير أليكس فيرغسون، ليحتل في الوقت الحالي المركز السادس في جدول الترتيب برصيد 27 نقطة.
ليدخل التاريخ من جديد ولكن هذه المرة برقم قياسي سلبي في تاريخ الفريق الذي سيطر على كافة البطولات المحلية في أحد الأيام، تاركاً خلفه البطولات والإنجازات وذاهباً نحو الهاوية، فالشياطين الحمر خسروا طوال 21 عاماً تواجد فيها السير أليكس فيرغسون على رأس القيادة الفنية للفريق 34 مباراة فقط، وهو العدد الذي تم تجاوزه اليوم على يد إريك تين هاغ، لكنه ليس وحده، فهناك أيضاً دافيد مويس وجوزيه مورينيو ولويس فان خال، وأولي سولشاير ورالف رانغنيك سبقوه وساهموا في ذلك الرقم.
وللأسف النادي الأكثر إنفاقاً في السنوات العشر الماضية في سوق انتقالات اللاعبين هو واحد من الأكثر معاناة وتخبطاً في الوقت الحالي، هذا هو حال المانيو الوحيد الذي بلغ صافي ما دفعه على شراء نجوم جدد وما باعه من لاعبين، أكثر من مليار جنيه استرليني، أي ما يفوق أيضاً المليار بالعملات الأخرى، ورغم الميزانية الضخمة منذ 2013- سنة تقاعد مدربه الأسطوري فيرغسون- فإنه لم يفز بلقب الدوري الممتاز، ولا حتى تأهل إلى مسابقة دوري أبطال أوروبا بانتظام، ورغم ذلك ما زال التفاؤل يعم أنصاره الأكثر عدداً، والمنتشرين في كل أنحاء العالم، خصوصاً بعد قدوم المدرب الهولندي إيريك تين هاغ، وإدخال تحسينات وتطويرات كانت ملموسة خلال الموسم الماضي على عروض اللاعبين ونتائج الفريق.
وظهرت في السنوات القليلة الماضية العديد من المطالبات بإعادة السير من تقاعده، بعد الوضع المزري الذي وصل له النادي، فمن هي هذه الشخصية التي أثرت بعالم كرة القدم ليس الإنكليزية وإنما العالمية؟ حيث حقق الذي حقق طوال مسيرته 895 انتصار، و38 بطولة و2767 هدف، كل هذا جاء خلال 1500 مباراة، وما أهم إنجازاته وأثره الذي لا يقارن بأحد؟
هو السير ألكاسندر تشابمان فيرغسون، لاعب كرة قدم ومدرب كرة قدم إسكتلندي سابق، من مواليد 31 كانون الأول 1941 في غلاسكو، ويعتبر أحد أفضل المدربين في تاريخ اللعبة وحصل على لقب مدرب الموسم 13 مرة خلال تاريخه التدريبي مع نادي مانشستر يونايتد، وبدأ مسيرته الكروية مع نادي كوينز بارك في عام 1958، وبالرغم من أنه لعب 31 مباراة وسجل 11 هدفاً إلا أنه لم يجد مكاناً أساسياً في الفريق، لينتقل إلى نادي سانت جونستون عام 1960، ولعب معهم حتى عام 1964، وشارك معهم في 37 مباراة وسجل 19 هدفاً، منها ثلاثية في مرمى نادي رينجرز.
في عام 1964 انتقل إلى نادي دنفرملاين، ولعب معهم حتى عام 1967، وقد قادهم إلى المنافسة على لقب الدوري في عام 1967 ولقب الكأس، ولكنه أستبعد من نهائي الكأس أمام نادي سيلتك، فخسروا النهائي بنتيجة 3-2، وخسروا الدوري بفارق نقطة واحدة، وقد لعب مع نادي دنفرملاين 88 مباراة وسجل 66 هدف، وفي عام 1967 انتقل إلى نادي رينجرز، ولعب معهم حتى عام 1969، وشارك معهم في 41 مباراة وسجل 25 هدف، وفي عام 1969 انتقل إلى نادي فالكريك، ولعب معهم حتى عام 1973، وشارك معهم في 106 مباريات وسجل 36 هدف.
وفي حزيران من عام 1974 دخل السير أول تجربة تدريبية له من باب نادي إيست ستريلنغشاير وهو في عمر 32 سنة، وقد كان يتقاضي 40 جنيه أسترليني في الأسبوع، ولم يكن فيرغسون يعمل بدوام كامل، ولم يكن للفريق حارس مرمى، ولكنه قادهم إلى تحقيق نتائج طيبة، وفي تشرين الأول 1974 عرض عليه نادي سانت ميرين أن يصبح مدرباً له، وبالرغم من أن نادي سانت ميرين يلعب في درجة أقل من درجة إيست ستريلنغشاير إلا أنه نادي أكبر منهم، وقد وافق فيرغسون على الانتقال إلى سانت ميرين، وبالرغم من عدم استطاعة النادي صرف الكثير من الأموال فإن فيرغسون قادهم للتأهل إلى الدرجة الأولى في عام 1977، ولكنه بالرغم من تلك النجاحات، فإن خلافاته مع إدارة الفريق أدت إلى طرده من الفريق، وهو الفريق الوحيد الذي طرد أليكس فيرغسون من تدريبه.
ليبدأ رحلةً جديدة مع نادي أبردين عام 1978، فأوصل الفريق إلى الدور النصف نهائي من كأس إسكتلندا ونهائي كأس الدوري الإسكتلندي، وحل في المركز الرابع في الدوري الإسكتلندي الممتاز، وفي موسم 1980 فاز النادي بلقب الدوري الإسكتلندي الممتاز، وهي المرة الأولى منذ خمسة عشر سنة لا يفوز فيها نادي سيلتك أو نادي رينجرز بلقب الدوري، وفي عام 1982 فاز النادي بلقب كأس إسكتلندا، وقد عرض على فيرغسون بأن يدرب نادي وولفرهامبتون واندرز الإنكليزي، ولكنه رفض تدريبهم.
وهنا عاش بداية المجد حيث تأهل فريقه إلى كأس الكؤوس الأوروبية، وقد أخرجوا نادي بايرن ميونخ الألماني الذي أخرج نادي توتنهام هوتسبر الإنكليزي بنتيجة 4-1، وفي 11 أيار 1983 تغلب نادي أبردين على نادي ريال مدريد الإسباني في نهائي كأس الكؤوس الأوروبية بهدفين مقابل هدف واحد، ليصبح بذلك ثالث نادي إسكتلندي يفوز بلقب أوروبي، وفي نفس الموسم فاز النادي بلقب كأس إسكتلندا بهدف مقابل لاشيء أمام نادي رينجرز، وفي موسم 1984 فاز نادي أبردين بلقب الدوري الإسكتلندي الممتاز، وفاز في بكأس إسكتلندا، وقد عرض عليه تدريب نادي آرسنال الإنكليزي ونادي توتنهام هوتسبر الإنجليزي، ولكنه رفض جميع تلك العروض، وبعد وفاة المدرب جوك ستين مدرب منتخب إسكتلندا لكرة القدم، درب المنتخب خلال كأس العالم لكرة القدم 1986.
وفي السادس من تشرين الثاني من عام 1986 تولى اليكس فيرغسون تدريب فريق مانشستر يونايتد، وكان قلقاً من بعض اللاعبين الذين كانوا لا ينتظمون في التدريب وتعليمات الطاقم الطبي، ما أثر على لياقتهم البدنية كثيراً وكان أبرزهم بريان روبسون، لكنه استطاع إصلاح الأمور وعودة اللاعبين إلى الانضباط في التدريبات حيث أنهى موسمه الأول في المركز الحادي عشر في ترتيب الدوري وحقق فيرغسون فوز الوحيد خارج أرضه على فريق ليفربول الذي كانت خسارته الوحيدة في الموسم من هذه المباراة، وبعد أشهر من توليه التدريب في مانشستر يونايتد عانى فيرغسون من الناحية النفسية بعد أن توفت والدته بعد صراع مع مرض السرطان.
عاد موسم 1988 وجلب العديد من اللاعبين أبرزهم ستيف بروس واندرسون وحقق بعد تلك الصفقات المركز الثاني بعد نادي ليفربول الذي كان متفوق بفارق تسع نقاط عن مانشستر يونايتد وكان مارك هيوز هو نجم الفريق.
لتبدأ إنجازاته المحلة والقارية مع الشياطين الحمر: الدوري الإنكليزي الممتاز 13 مرة وكأس إنكلترا 5 مرات، وكأس الرابطة الإنكليزية 4 مرات والدرع الخيرية 9 مرات و أبطال أوروبا مرتين وكأس الكؤوس الأوروبية مرة واحدة وكأس العالم للأندية مرة موسم 2008 وكأس السوبر الأوروبي (مرة) موسم 1992 وكأس الإنتركونتيننتال موسم 1999.