رياضتنا الأنثوية متفوقة خارجياً ومهملة محلياً ودعمها يقتصر على الوعود!
البعث الأسبوعية-عماد درويش
تعتبر الرياضة الأنثوية ركيزة أساسية من ركائز رياضتنا وركناً مهماً وشريكاً رئيسياً لا غنى عنه، وكانت وما زالت إلى وقت قريب شاهداً على التفوق والتألق وتبوأت منصات الفوز والتتويج في العديد من المنافسات وشاركت في استحقاقات عربية وإقليمية وحققت إنجازات مهمة للرياضة الوطنية.
مسؤولية جماعية
في البداية لا بد من الذكر أن هناك كثير من الأسباب التي أدت لتراجع الرياضة الأنثوية ومنها على سبيل المثال، فالظروف الراهنة التي تمر فيها رياضتنا بشكل عام، إضافة إلى ضعف الإمكانيات المادية وهجرة عدد كبير من اللاعبات، وغياب المواهب القادرة على رفد الرياضة الأنثوية التي تأثرت كثيراً خلال العشر سنوات الماضية، بشكل أكبر لأن الأولوية دائما تصبّ في مصلحة الرجال.
وعلى مدار الزمن مرّت الكثير من الأسماء الأنثوية التي حفرت اسمها في رياضتنا بالذهب في شتى الرياضات وطرقت بطلاتنا أبواب البطولات الإقليمية والعالمية،
لكن اليوم ورغم الكثير من الاستثناءات التي حدثت مؤخراً ومنها تتويج منتخبنا الوطني للناشئات والواعدات بلقب بطولة غرب آسيا لكرة القدم، ومنتحبنا تحت 14 سنة بلقب بطولة غرب آسيا لكرة السلة، إلا أن الكل مسؤول عن هذا التراجع على مختلف المستويات.
فالأندية معنية أكثر من غيرها ﻷنها تضم القاعدة الواسعة من الرياضيين والاحتكاك المباشر معه، وهذا التراجع هو محصلة لعدم اهتمام إدارات اﻷندية بالرياضة اﻷنثوية كمثلها في رياضة الذكور حيث جل اهتمامها للعبتي القدم والسلة. وهنا نرى قليل من الاهتمام لإناث كرة السلة كون هذه اللعبة تحظى بالدعم اللازم.
عدم الاهتمام
يبدو أن فجوة الرياضة الأنثوية آخذة بالاتساع أكثر نظراً لضعف الاهتمام بها من إدارات الأندية التي تهتم بفئات الرجال فقط دون غيرها من بقية الإناث مع استثناءات بسيطة لبعض الأندية، والمدهش حقاً أن كل الاجتماعات التي تجريها اتحادات الألعاب تتفق على أن المرحلة التي تمر بها رياضتنا الأنثوية بالغة التعقيد ، ويخرجون في الاجتماعات والمؤتمرات السنوية بتوصيات ووعود لا تلبث أن تتلاشى.
لذلك إعادة البناء لا يقف عند مشاركة في بطولة عربية أو قارية بل الأمر بحاجة لإعادة بناء رياضتنا أنثوياً من جديد على أرض صلبة لا هشاشة ولا رخاوة فيها، ووضع روزنامة عمل طويلة ونظام دوري جديد ومتطور للفئات العمرية مع إمكانية فرض على إدارات الأندية المشاركة فيها، والاهتمام بها، وعلى سبيل المثال يجب عدم السماح لأي نادٍ المشاركة بدوري السيدات (خاصة في كرة القدم والسلة) إذا لم تتوفر لديه فرق هذه الفئات مع عدم نسيان تعيين كوادر فنية عالية المستوى لهذه الفئات والعمل على تطوير مستواها.
تكريم ولكن؟
القيادة الرياضية قامت الأحد الماضي بتكريم منتخب الناشئات والواعدات لكرة القدم والواعدات لكرة السلة ، لكن ليس المهم التكريم بحد ذاته “مع العلم أنه مفيد للاعبات لشعورهم أن هناك من يهتم بهم” فالأهم هو الاعتناء بهذا الجيل من اللاعبات الصغيرات في السن والاستمرار بهن لإعداد جيل جديد من منتخباتنا الوطنية للسيدات، لا أن يصل هذا الجيل للسيدات ويتم الاستغناء عنهن.
فإذا ما أراد القائمون على الرياضة الأنثوية عودة الألق إليها لابد من إقامة مسابقات لفرق السيدات تكون كافية في إكساب الجيل الجديد من اللعبة الخبرة لتطوير المستوى، ويجب على اتحادات الألعاب خاصة المحترفة محاولة لفت اهتمام الأندية لإعادة بناء ألعابها، والاهتمام بالفئات العمرية، خاصة وأن رياضتنا الأنثوية أصبحت تمتلك من المواهب الكثير والمبشرة بالخير، وأصبحت تمتلك ألقاباً في كرتي القدم والسلة، وسبق لبقية الألعاب مثل كرة الطائرة أن نالت لقب بطولة العرب الشاطئية ووصلت لمراكز متقدمة في بقية البطولات، والتألق الكبير للألعاب الفردية مثل نيل اللاعبة نجلاء شرقي لقب بطولة العرب في لعبة المبارزة، وغيرها الكثير التي تعج بها رياضتنا الأنثوية التي تحتاج للرعاية والاهتمام فقط.
تنظير ووعود
لا شك أن رياضتنا الأنثوية ما زالت تدور الوعود فيها بخانة الكلام فقط ، والدليل على ذلك أن العديد من الندوات التي أقيمت وما زالت تقام التي تنادي بضرورة تقديم الدعم اللازم للرياضة الأنثوية ، لكن كل ذلك عبارة عن وعود كلامية، فحتى الآن نجد أن الدعم الذي يقدم للرياضة الأنثوية لا يخرج إلا من باب التنظير والبروظة الإعلامية خاصة للقيادة الرياضية، التي لم تسارع للضغط على الأندية لتقدم الدعم لها ، فكم من نادٍ سمعنا عنه أنه اعتذر عن المشاركة في أي نشاط أنثوي بسبب عدم وجود الدعم المالي، وهناك أندية أخرى عمدت على إلغاء فئة الإناث ضمن ألعابها في كرتي القدم والسلة ومنها من كان يحمل لقب دوري أو كأس، وهذا يجعل الكثير من اللاعبات يطالبن الأندية والاتحاد الرياضي العام بتقديم الدعم اللازم لرياضة المرأة ولكافة الألعاب فبدون الدعم لا يمكن الاستمرار بهذه بالرياضة، رغم أن الكثيرين يعتبرون أن رياضتنا الأنثوية تقدم مستوى جيد في أي مشاركة خارجية، وبعضها نجح في تحقيق مراكز متقدمة في البطولات التي شارك فيها، لكن في الوقت نفسه نجد أن هذه الرياضة ظلمت من قبل القائمين على الرياضة سواء في الأندية أم من قبل القيادات الرياضية التي تعاقبت.