إعادة الثقة بين القيادات والقواعد الحزبية هدف المرحلة القادمة.. والأمل بالمشاركة الشبابية
دمشق- حياة عيسى
لا شكّ في أن اجتماع اللجنة المركزية لحزب البعث العربي الاشتراكي له أهمية كبيرة في الحياة الحزبية، كما له دور كبير ومهمّ في رسم معالم المرحلة القادمة، ولاسيما فيما تحدث به الرفيق الأمين العام للحزب الدكتور بشار الأسد في ضوء رؤية تطويرية لعمل الحزب والقيادات الحزبية، وما هو مأمول من القيادات الجديدة في تطوير البنية الحزبية وتأهيلها لخدمة القواعد وتلبية متطلباتها عبر الخطط والرؤى الحزبية للتطوير، والتي يجب العمل عليها كونها الركيزة الأساسية التي من شأنها إعادة الحزب إلى مكانه الحقيقي وإعادة الثقة بينه وبين قواعده.
أمين الشُعبة الثالثة في فرع القنيطرة للحزب الرفيق خلدون الأحمد بيّن في حديث لـ”البعث” أن المأمول من تشكيل قيادة مركزية يكمن في تفعيل دور الحزب، وخاصة القواعد، بحيث يكون لديه سياسات اقتصادية وخدمية تساهم في توسيع قاعدة الحزب الجماهيرية، وألا تقتصر على الرفاق المنتسبين للحزب، كما يجب اختيار الكوادر القاعدية بشكل جيد ممن يتمتعون بقوة تأثير اجتماعي كلّ من مكانه، علماً أن الحزب لايزال هو الأمل للشارع العريض في سورية، وخاصة الجيل القديم.
وأشار الأحمد إلى الحاجة الماسة لرفد المؤسّسات الحزبية بالكثير من الاحتياجات اللوجستية التي تساعده في تنفيذ خططه وبرامجه، ولذلك لا بدّ من تأمين أدوات العمل للمؤسّسات الحزبية من المقرات التي تناسب حزب البعث كحزب حاكم، وتأمين أدوات ومستلزمات العمل الحزبي، وخاصة ما يتعلق منها بأجهزة الكمبيوتر وغيرها من المستلزمات التي تسهم في تطوير العمل الحزبي.
أما بالنسبة للعنصر الشبابي ضمن القيادات الحزبية، فقد أشار الأحمد إلى أنه لا بدّ من وجود الفئات الشابة ضمن القيادات الحزبية العليا، ولكن يشترط ذلك بأن يكون الرفيق الشاب خاضعاً لدورات حزبية كدورات الإعداد الفرعية والمركزية، وكذلك مؤهل لإعداد جيد للعمل الحزبي ومتسلسل بالمهام الحزبية القاعدية الدنيا، وأن يكون من الشخصيات القيادية المميزة.
وتأتي أهمية إدخال الشباب في العمل الحزبي لفتح مجالات العمل الحزبي أمامهم وضخ دماء جديدة وأفكار شبابية تناسب الجيل الصاعد وتلبي احتياجاته، على أن تكون مضبوطة بالنظام الداخلي والدستوري للحزب، ولاسيما أن الحزب شهد تراجعاً جماهيرياً أو انكفاء، مع وجود عدم رضى عن عمل بعض القيادات الحزبية مما انعكس سلباً على قيادات الحزب، لذلك يجب إعادة النظر بسياسات الحزب الداخلية وخاصة العلاقة مع الجانب الحكومي والاستفادة من تجارب بعض الدول كـ”الصين”، والعمل بشكل فعّال وجاد، على أن يكون حزب البعث هو الملاذ للجماهير للتعبير عن رأيها ومواقفها وإيصال همومها ومطالبها إلى الجهات التنفيذية، ولاسيما ضمن الوضع الاقتصادي الراهن، مؤكداً ضرورة وجود جهة رقابية على عمل القيادة المركزية وتقييم عملها كلّ ستة أشهر، على أن يكون هناك تعاون مشترك مع لجنة الرقابة والتفتيش الحزبية.
من جهته أمين الفرقة الثانية –الشعبة الثالثة- في فرع القنيطرة للحزب الرفيق يحيى الحسين بيّن في حديث لـ”البعث” أن الحوار البنّاء الذي دار في اجتماع اللجنة المركزية هو نقطة تحوّل مهمّة جداً لخلق بيئة جديدة في الحزب بمعناها الحقيقي وهو والتجدّد الدائم، وكان الحزب بحاجة لتلك الأفكار البنّاءة ليعيد تموضعه في سورية المستقبل، ويكون فاعلاً وليس منفعلاً، وليكون مع الجماهير ومنها من خلال صحة التمثيل والقرارات، ولكن المشكلة الحقيقية تكمن في التطبيق وليس في النصوص، فعندما يكون التطبيق صحيحاً ودقيقاً تكون النتائج مضمونة، ولا شكّ في أن حديث الأمين العام للحزب الرفيق بشار الأسد خلال الاجتماع سيكون له صداه الإيجابي في سلوك جميع الرفاق، كي يكون مستقبلنا زاهراً لبناء سورية الحديثة من خلال حزب متماسك يمثل جميع الشرائح والطبقات والمكونات الاجتماعية.
وتابع الحسين أنه لا بدّ أن يكون التجديد، كما قال الرفيق الأمين العام، نابعاً من الشعب ومن تمثيله الصحيح الواسع لكافة الشرائح لإعادة الحزب إلى تاريخه النضالي وتألقه، وكرفاق بعثيين، وخاصة الرفاق في مراكز القيادة يجب أن يكونوا عوناً لقائد الوطن بأفكار وابتكار الحلول ووضع الخطط والأفكار البنّاءة، وعلى كل رفيق في مركز القيادة المشاركة الفاعلة في وضع الأفكار البنّاءة حيّز التطبيق بشكل مخلص، علماً أن الخطأ وارد، ولكن يجب التعلم منه وإصلاحه للوصول إلى الهدف المنشود من التعديلات والمقترحات الجديدة التي تساعد على بناء سورية الحديثة.