واشنطن متواطئة مع “إسرائيل” في المجزرة
تقرير إخباري
إن دعم واشنطن المستمر الذي لا جدال فيه لـ”إسرائيل” شجّع الكيان الصهيوني على تكثيف عملياته العسكرية ضدّ المدنيين في قطاع غزة، حيث حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من مخاطر الانهيار الكامل للنظام الإنساني والنظام المدني في القطاع.
لقد كان غوتيريش صريحاً بشأن هجمات المقاومة على “إسرائيل” وعدد القتلى المرتفع للغاية بين المدنيين الفلسطينيين في غزة، ولكن على الرغم من دعواته إلى وقف فوري لإطلاق النار والمعارضة المتزايدة والضغوط من المجتمع الدولي، ما زال الرئيس الأمريكي جو بايدن يواصل الضغط من أجل المزيد من المساعدات الأمريكية لـ”إسرائيل”، ويغضّ الطرف عن حقيقة أن العملية العسكرية الإسرائيلية قتلت أكثر من 18 ألف فلسطيني منذ 7 تشرين الأول.
وطالما اعتبرت الولايات المتحدة “إسرائيل” أهمّ حليف لها في الشرق الأوسط، وألقت بثقلها خلفها وليس أقلّه استخدامها المتكرّر لحق النقض في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لمنع القرارات التي تدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة وتقديم المساعدات الإنسانية للمدنيين الفلسطينيين، على الرغم من استمرار تفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع الفلسطيني.
ولم يتردّد غوتيريش في التعبير عن نظرته للوضع، حيث قال في منتدى عُقد في الدوحة في 10 كانون الأول: إن المنتدى البارز للحل السلمي للنزاعات الدولية مصاب بالشلل بسبب الانقسامات الجيواستراتيجية، وقد ردّد هذا الرأي وزير الخارجية الصيني وانغ يي في الاجتماع الأول للجنة الثلاثية المشتركة بين الصين والمملكة العربية السعودية وإيران يوم الجمعة الماضي في بكين وفي حديثه، بالإضافة إلى تأكيده أنه لا ينبغي أن يكون الشرق الأوسط مكاناً للمنافسة الجيوسياسية بين القوى الكبرى بعد الآن.
كذلك قال وانغ: إن المهمة الأكثر إلحاحاً هي تعزيز وقف إطلاق النار في غزة، ووقف الحرب، وتعزيز المساعدات الإنسانية، واستئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية.
وتجدر الإشارة إلى أن الصراع لن يقتصر على غزة، فقد امتدّ بالفعل إلى أجزاء أخرى من المنطقة، حيث شمل المزيد من اللاعبين هناك، وقد أعلنت العديد من شركات الشحن العالمية العملاقة خلال عطلة نهاية الأسبوع أنها ستعلّق عبور البحر الأحمر، حيث أصبحت السفن التجارية الصهيونية أهدافاً متزايدة للهجمات الصاروخية.
ومن الواضح أن الولايات المتحدة وحدها هي التي تمتلك النفوذ اللازم لكبح جماح “إسرائيل” في هذه المرحلة حتى يتسنى التوسط في التوصل إلى وقف لإطلاق النار، لكن موقف بايدن الأقوى والخجول من “إسرائيل” حتى الآن كان الاعتراف بقصفها العشوائي لغزة رغم وقوفه دون قيد أو شرط خلفها، حيث فقدت الولايات المتحدة أيّ حق في المطالبة بالأرضية الأخلاقية العالية، حتى إنها عرّضت سمعتها للتشهير باعتبارها متواطئة في التطهير العرقي.
في مواجهة الكارثة الإنسانية التي تتكشّف فصولها في غزة، يتعيّن على الولايات المتحدة أن تضع حساباتها الاستراتيجية الأنانية جانباً، وأن تفي بالتزامها بدعم وتنفيذ القرار الذي أقرّته الجمعية العامة للأمم المتحدة أثناء الجلسة الطارئة الخاصة التي انعقدت في الثاني عشر من كانون الأول.
عائدة أسعد