بعد الاجتماع الودي مع المكتب التنفيذي.. الأندية المنسحبة من الدوري تتراجع!
دمشق – ناصر النجار
عُقد أمس في المكتب التنفيذي اجتماع برئاسة رئيس الاتحاد الرياضي العام فراس معلا، حضره رؤساء أندية كرة القدم الممتازة ورؤساء أندية الدرجة الأولى بكرة السلة.
غاية الاجتماع مناقشة ما صدر عن ناديي الحرية والساحل من بيانات أعلنا فيها عن الانسحاب من الدوري، وسبقهما نادي جبلة عندما قرّر تعليق مشاركته بالدوري الممتاز، وكذلك سرد هموم الأندية.
الحرية والساحل كان احتجاجهما على قرارات الحكام، أما جبلة فاحتجاجه كان على لجنة الاستئناف التي فرضت عقوبة الإيقاف بحق اللاعب عبد الإله حفيان لمدة ست مباريات.
في الاجتماع بدا رئيسُ الاتحاد الرياضي منزعجاً من تصرفات رؤساء الأندية، وأكد على منعهم من الدخول إلى أرض الملعب، وكلّ واحد منهم يدخل أرض الملعب يعامل معاملة الإداري، كما استنكر التصريحات التي صدرت عن بعضهم، مؤكداً أنها تصريحات غير مقبولة، وعن الانسحاب من الدوري قال: الانسحاب ليس بيد رؤساء الأندية.
ولا شكّ أن الاجتماع تطرّق إلى موضوع لجنة الانضباط والأخلاق والحكام، وأكد رئيس الاتحاد الرياضي العام ورئيس اتحاد كرة القدم ونائبه على صوابية عمل لجنة الانضباط والأخلاق، بينما أكد رئيس لجنة الحكام وجود أخطاء لكنه رفض اتهام الحكام بالرشوة والفساد دون دليل، وهنا تدخل رئيس اتحاد كرة القدم ليؤكد هذا الكلام معتبراً أن الاتهام لمجرد الاتهام غير مقبول.
من فحوى الاجتماع يتبيّن لنا أن الكثير من رؤساء الأندية بحاجة إلى الحكمة والهدوء في القول والفعل، وأن تصريحاتهم باتت تهيج الجمهور دون وعي، ما يضرّ بالنادي الذي يدفع الضريبة وحده، لذلك لا بدّ من الهدوء والكثير من الوعي قبل التعامل مع الأحداث الجارية، فرئيس النادي يأتي ويذهب بينما النادي باقٍ، لذلك فإن أي قرار يجب أن تصاحبه الحكمة لا الانفعال والجهل، وهذا ما ذهب إليه رؤساء الأندية المذكورة بالاعتذار عن تصريحاتها وبياناتها وقرّرت استكمال الدوري.
المشكلةُ في الموضوع أن البعض عند ارتكاب لاعبيه المخالفات، بدل أن يعاقب لاعبه المسيء، يشجّع على هذه الإساءة ويتهم اللجان القضائية بما ليس فيها، والمفترض من إدارات الأندية أن تضبط نفسها وكوادرها ولاعبيها كي تستطيع تحقيق ما تصبو إليه، ولكي تنتصر للعدالة والأخلاق الرياضية، فالمسابقات دون قانون تصبح كمباريات الأحياء الشعبية.
ومن حق الأندية الاستئناف على قرارات لجنة الانضباط والأخلاق وصولاً لعقوبة أقل إن كان هناك ما يستدعي ذلك، لكن ليس من حقها أن تتهم الآخرين وتبارك المخالفات.
هذا القصور في الفهم الكروي لا يوصل أنديتنا إلى العمل الصحيح، بل ينمّ عن سوء الإدارة، والواضح أن أنديتنا باتت بحاجة إلى خبراء رياضيين استشاريين ليكونوا إلى جانب رؤساء الأندية الذين لا يملكون الخبرة الكافية.