دوري غرب آسيا لكرة السلة.. هل فقد أهلي حلب والوحدة فرصة التأهل للأدوار المتقدمة؟
البعث الأسبوعية- عماد درويش
أيام قليلة وتعود حرارة المنافسة لدوري الرجال لكرة السلة عبر مرحلة الإياب بعد استراحة قصيرة لم تتجاوز عشرة أيام، حيث شهدت مرحلة الذهاب أداء متفاوتاً قدمته الفرق الثمانية المشاركة باستثناء حامل اللقب الوحدة الذي ظهر قوياً حتى الخسارة الوحيدة التي تعرض لها تعود لأسباب لسنا في وارد ذكرها الآن.
وبعيداً عن الدوري المحلي ومشاكله ومستوياته العادية، فإن الحديث هنا سيكون عن دوري السوبر لغرب آسيا بكرة السلة “السوبرليغ” أو كما يطلق عليه دوري “وصل” حيث يشارك فيه ناديا الوحدة “بطل الدوري” وأهلي حلب “الوصيف”، وسبق لعدد من أنديتنا المشاركة في بطولة غرب آسيا للأندية بكرة السلة، وهي: الجلاء والجيش والكرامة إضافة للاتحاد (الأهلي حالياً) ، لكن لم يحققوا أي بصمة تذكر في مشاركاتهم السابقة، حتى الجلاء الذي وصل للنهائي عام 2011 اعتذر عن خوض المباراة النهائية لاعتراضه على قرارات اللجنة المنظمة للبطولة حينها.
مشاكل وعقبات
واقع أنديتنا في كرة السلة المحترفة تعج بالكثير من المشكلات والملفات الشائكة على المستويات التنظيمية والإدارية والمالية والفنية الأمر الذي يفرض العمل على فتح ملفاتها سعياً لإيجاد حلول لها وعدم تجاهلها والتعامل معها وكأنها واقعاً مفروضاً، فأنديتنا المحترفة ومسابقاتها تعيش عصر الهواية حتى الآن، وهي بعيدة كل البعد عن نظام الاحتراف الحقيقي، وبالتالي فهناك أمور لا تتطلب تطبيقها بحذافيرها ومنها اللاعبين المحترفين الأجانب فظروف وإمكانات أغلب أنديتنا التي لا تساعدها على التعاقد مع لاعبين محترفين أجانب على مستوى عالٍ أو حتى جيد قادرين على رفع مستوى المسابقات المحلية أو إحداث الإضافة الفنية لفرقهم في المشاركات الخارجية وهو ما ظهر جلياً من خلال المباريات التي لعبها كل من الوحدة وأهلي حلب حتى الآن في دوري “وصل” حيث لم يقدم اللاعبون المحترفون الاداء المنتظر في المباريات، وعلى النفيض ظهر بعض لاعبينا المحليين أنهم أفضل بكثير من اللاعبين الأجانب الذين كلفوا خزينة الناديين مبالغ طائلة تحولت إلى عبء مالي على بعض الأندية.
مستوى عادي
الغالبية العظمى من المتابعين وكوادر السلة السورية اتفقوا على أن انتقال فريقي الوحدة والأهلي إلى الدور الثاني من البطولة يعتبر شيئاً صعباً، إن لم يكن مستحيلاً، ولا يمكن تحقيقه في المرحلة الحالية نظراً لحجم الفروق المالية والفنية والتدريبية بين أنديتنا وبقية الأندية المشاركة في البطولة، فأنديتنا لا تستطيع اللعب في بطولة خارجية لأسباب عديدة ، منها تعرض الفريقين للخسارة على أرضهما وبفوارق كبيرة، مع الفوز بصعوبة على الأندية العراقية، ما يصعب المهمة في المباريات المتبقية التي ستلعب خارج الأرض، إضافة كما أسلفنا إلى أن نوعية ومستوى اللاعبين الأجانب الذين تم التعاقد معهم ضعيف، وهم الأدنى من الناحية التسويقية ولم يقدموا أي إضافة وبعضهم ليس لديه خبرة في المشاركة بهذا الدوري، ويعتقد الكثيرين من مشجعي الناديين، أن الفريقين بحاجة إلى تعزيز فني أكبر على مستوى اختيار عناصر الفريق في المرحلة المقبلة.
فوارق كبيرة
موضوع اللاعبين الأجانب يؤكد أن هناك فارقاً كبيراً للغاية بين المحترفين الذين نراهم في دورينا مقارنة بالمحترفين الذين تتعاقد معهم أندية دول أخرى، وهذا الأمر واضح تماماً لان ذلك يعود للجوانب المادية بسبب بسيط أن الأندية المشاركة بالسوبر ليغ مثلاً تمتلك موازنات ضخمة للغاية وبالتالي تستطيع اختيار لاعبين محترفين مميزين، بعكس ما هو حاصل لدينا، فالناديين (الوحدة والأهلي) تعاقدا مع لاعبين عاديين مستواهم فقط يصلح للدوري المحلي ولا يمتلكون أدنى مقومات اللاعبين القادرين على المساهمة بالفوز في المباريات القوية.
صحيح أن أنديتنا بحاجة ماسة لتواجد اللاعب المحترف الأجنبي في صالاتنا، إلا أن المتواجدين حالياً ” حسب كوادر السلة” هم لاعبين قدراتهم الفنية ضعيفة لا يمكن الاستفادة منهم في تطوير المستوى الفني للدوري الذي أطلق عليه دوري المحترفين، فدورينا بحاجة للاعبين على مستوى عال للارتقاء به، وربما تكون نوعية اللاعبين الموجودين حاليا في صالاتنا ليست بالجودة المطلوبة، إلا أن تواجدهم قد يكون لسد مركز وشاغر لا يمكن للاعب المحلي القيام بواجباته، مع العلم أن هناك لاعبين محليين من طراز “السوبر ستار”، كل ذلك يجعلنا نتساءل:هل أنديتنا تمتلك مقومات المشاركة في بطولة “السوبرليغ”؟
صورة واحدة
المدرب المختص أمين خوري أشار لـ”البعث الأسبوعية إلى أن الفريقين ظهرا كحمل وديع أمام الفرق اللبنانية التي سبقتنا بمراحل كثيرة، فلو أراد فريق الرياضي اللبناني الفوز بأرقام عالية أمام الوحدة لحقق مبتغاه بأريحية، لكن الفريق والمدرب احترموا الجمهور الكبير الذي حضر المباراة، والدليل أن مدرب الرياضي أراح عناصره الأساسية ولم يشركهم بالنصف الثاني من المباراة، والوحدة كان خائفاً من المباراة قبل أن يلعب والسبب يتلخص بأن فرقنا مهما تدربت ومهما احتكت إلا أن هنالك تطورات في اللعبة تحتاج لعوامل كثيرة يجب توفيرها، مضيفاً: لاعبونا ما زالوا بحاجة لرفع الفكر الاحترافي وأن يطوروا أنفسهم خارجياً، ففي ظل الإمكانيات المتوفرة لسلتنا وفكرها الاحترافي لن تستطيع الخروج من الأفق المحلي والانطلاق للقاري والعالمي، العلاج هو بسيط يتمثل في الاهتمام بالفئات العمرية الصغيرة ووضع مدربين من مستوى عال لتدريبهم، كما يحصل في الدول المجاورة التي أولت هذه الفئة أهمية عالية ووصلت إلى مبتغاها منذ عدة سنوات ووصلت إلى العالمية، وانديتها تسيطر حالياً على بطولات العرب والبطولات الآسيوية.