بعث “البعث” من جديد!!
غسان فطوم
يتابع الشارع البعثي في سورية، بل الشارع السوري عامة، وباهتمام بالغ، اجتماعات اللجنة المركزية لحزب البعث العربي الإشتراكي التي افتتحت بكلمة توجيهية للرفيق الأمين العام للحزب، الدكتور بشار الأسد، حدد من خلالها الخطوط العريضة لرؤية الحزب التنظيمية والفكرية خلال المرحلة المقبلة. ومبعث هذا الاهتمام يأتي من الحاجة الماسة لتجديد وتطوير الحزب فكرياً وتنظيمياً وتغيير آليات عمله وتفعيل دوره بما يتوافق مع المتغيرات داخلياً وخارجياً، فبقاء الحال من المحال، وهذا ما يٌحتم على رفاقنا وضع خطط منهجية الهدف منها خلع ثوب النمطية والتحول من الفكر النظري إلى الواقع العملي، خاصة بعد مرحلة شهدت نوعا من التراخي في الجهاز الحزبي جعل جماهيره تنكمش وتحجم أو تتردد في المشاركة في فعالياته ونشاطاته المختلفة، حتى على مستوى حضور اجتماعات الحلقة الحزبية، والغياب غير المبرر عن حضور المؤتمرات السنوية للفرق والشُعب!
أمام هذه الحالة المقلقة وفي ظل ظروف إقليمية ودولية ضاغطة على سورية، يدرك البعثيون ضرورة الإسراع بوضع حدٍ لها، فحزب البعث العربي الاشتراكي تميّز دائماً منذ تأسيسه، ورغم كل التحديات التي واجهته، بقدرته على الاستمرار والتطور بعكس التنظيمات والأحزاب الأخرى. لذلك يعوّل البعثيون كثيراً على المرحلة القادمة للخروج من هذه الحالة النمطية السلبية، ويُجمعون، جماهير وقواعد، على ضرورة وأهمية التشدد بمعايير الترشح للانتخابات بحيث تتم بنزاهة وشفافية بعيداً عن المال الانتخابي والمحسوبيات، والنتائج المعلبة التي تفرض على الرفاق (النجاح بالتزكية)، وما نريده بالمحصلة هو منع دخول أشخاص للجهاز الحزبي مشكوك بنزاهتهم وانتمائهم حتى ولو كانوا في مواقع المسؤولية الحزبية، أو في مناصب بمؤسسات الدولة.
بالمختصر، الفرصة مواتية الآن لبعث “البعث” من جديد، بالعمل الجاد المعتمد على الابتكار والإبداع بالتطوير والتحديث والإصلاح، وشحذ همم الجماهير البعثية المناضلة، وحثها للوصول إلى أعلى مستويات الالتزام بمبادئ الحزب وروحيته. ولنا ثقة برفاقنا البعثيين بقدرتهم على انتخاب قيادات حزبية فيها البعثي الشاب والبعثي الخبير المؤمنان والملتزمان بقيم وفكر ومبادئ الحزب وأهدافه، بعيداً عن الجمود الفكري، والخلل التنظيمي، وصولاً إلى تطوير مضامين الحياة الداخلية للحزب، تنفيذاً لتوجيهات الرفيق الأمين العام، وتلبيةً لمتطلبات تعزيز دور الحزب، وتجديد أنماط فعالياته المختلفة وفق أطر علمية وعصرية.