صحيفة البعثمحليات

ظاهرة الكلاب الشاردة باتت مشكلة مزمنة.. نحو 30 حالة عض ترد شهرياً إلى مديرية الشؤون الصحية بدمشق

دمشق -رحاب رجب
لا شك أن ظاهرة الكلاب الشاردة انتشرت كثيراً في الآونة الأخيرة نتيجة ضعف القدرة على التعامل معها، حيث تؤكد أكثر البلديات في محافظة ريف دمشق مثلاً، أنها أصبحت عاجزة عن التعامل مع هذه الظاهرة بسبب عدم توفر الطعوم، ففي بلدية عرطوز مثلاً تحدث أحد عمال البلدية عن عدم وجود هذه الطعوم نتيجة غلائها، وأن محافظة الريف لا تقوم بتزويد البلدية بها، الأمر الذي جعل شرطي البلدية مثلا يمارس مهنة صيد هذه للكلاب ليلاً بين الأبنية ببندقية آلية مع كل ما يحمله ذلك من مخاطر وإزعاج.
ورغم أن جمعية الرفق بالحيوان ترفض عادة التعامل مع الكلاب الشاردة بهذه الطرق وتدعي أنها ترفضها، غير أنها في الوقت نفسه لا تقدم حلولاً مناسبة لهذه الظاهرة ولا تكلف نفسها عناء المساعدة في تجنب آثارها.
ومع غياب التنسيق بين الريف والمدينة في مكافحة هذه الظاهرة، صار طبيعياً أن تجد هذه الكلاب ممرات آمنة لها باتجاه العاصمة، الأمر الذي يخلق مشكلات كبيرة في المدينة المزدحمة أصلاً عند الصباح بفعل خروج الطلاب إلى مدارسهم وجامعاتهم.
ومع تحول هذه الظاهرة إلى مشكلة يومية تعانيها مدينة دمشق، صار لا بد من إيجاد حل جذري لها بالتعاون مع الجهات المعنية، حيث أكد مدير الشؤون الصحية في محافظة دمشق الدكتور قحطان إبراهيم، أن نحو 30 حالة عض ترد شهرياً إلى المديرية، من بينها نحو 27 عضة لكلب أليف، إضافة الى عضات الكلاب الشاردة، وهي من سلالة كنعانية ولاتعض إلا في حال تعرضها للضرب.
وأشار إبراهيم إلى أن هذه الكلاب الشاردة ليست مسعورة، سواء في مدينة دمشق أم ريفها، ولا تستدعي الخوف عموما، حيث تتم مكافحتها تدريجياً.
وحول طريقة التعامل مع الشخص الذي تعرض لعضة كلب، أكد إبراهيم أنه وفق البروتوكول الطبي يحجر الكلب 15 يوماً، وإذا مات عندها فقط يعطى المريض مصلاً مضاداً، لافتاً إلى أن المديرية تعمل على مكافحة الكلاب الشاردة بعدة طرق منها الطعوم السامة، ويتم استخدامها في مناطق على أطراف المدينة، وطريقة المكافحة بالطلق الناري التي يتم استخدامها في المدينة لتقليل المخاطر ونسبة الخطأ.
وحول شكاوى أهالي مشروع دمر الجزيرتين السابعة والتاسعة أشار إلى أن المديرية على علم بالشكاوى وهي على تواصل مع الأهالي، وخلال الشهر الماضي تم القضاء على عشرات الكلاب الشاردة في تلك المنطقة.
وأضاف: إن معظم الكلاب الشاردة قادمة من محافظة ريف دمشق، داعياً إلى التعاون من المعنيين في الريف لحل المشكلة، فالمدينة وحدها غير قادرة على القضاء على الظاهرة، لأن الكلاب الشاردة تأتي ليلاً من مناطق سهل البجاع ويعفور والصبورة وغيرها من الريف، ومؤكداً أن المديرية جاهزة لمساعدة الأهالي في أي وقت.
إبراهيم تحدث عن الأضرار الخاصة التي يتعرض لها الأطفال نتيجة انتشار هذه الظاهرة وما تلحقه بهم من إصابات، حيث يخشى معظم الأطفال المرور في أماكن انتشارها التي غالباً ما يكونون فيها على شكل مجموعات.
وأكد أحد موظفي البلدية أنه تدخل قبل شهرين لحل مشكلة مشابهة في البناء 20، وحاول قتل الكلاب الشاردة برميها بالرصاص حيث أصابها فقط دون أضرار أخرى، مشيراً إلى أن هناك حلولاً تكون مناسبة للتعامل مع الكلاب الضالة كتخصيص مأوى لها وإطعامها لضمان عدم إلحاق الضرر بها وإبعادها بالطريقة الصحيحة عن المناطق السكنية، داعياً جمعيات الرفق بالحيوان إلى المشاركة في إيجاد حلول وحماية الكلاب من القتل.
وختم ابراهيم حديثه بالتأكيد على أن المديرية جاهزة لمساعدةالاهالي في أي وقت ويمكنهم الاتصال على رقم هاتف
طارق كنوزي رئيس دائرة الأمراض المشتركة ٢٢٥٧٤٤٥