مهارة أمريكا في إطلاق الإنذارات الكاذبة
تقرير إخباري
باعتبارهما جارتين صديقتين، فمن الطبيعي أن تقيم الصين وروسيا علاقات عسكرية جيدة، وليس هناك أي مبرر للولايات المتحدة للتعبير عن انزعاجها إزاء زيادة الأعمال العسكرية المشتركة المزعومة من جانب الصين وروسيا، كما فعل رئيس القيادة الأميركية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ جون سي. أكويلينو، ما يوضح مدى مهارة الولايات المتحدة في إطلاق الإنذارات الكاذبة.
ففي حديثه يوم الاثنين الماضي في طوكيو، قال أكويلينو إن النشاط العسكري المتزايد للصين وروسيا يمثل مصدر قلق بالغ، بالإضافة إلى اتهامه الصين بتصعيد المواجهات البحرية مع جيرانها.
وحسب السياسيين الصينيين فإن مثل هذه الادعاءات لا أساس لها من الصحة، لأنها إما تشويه للحقائق، أو مجرد مغالطات. ومن البديهي أن يكون لدى الجيشين حق مشروع في العمل معاً لتعزيز التعاون والتنسيق، كما أن قيامهما بذلك الآن هو نتيجة طبيعية لعلاقاتهما الثنائية القوية والثقة السياسية والإستراتيجية المتبادلة المتعمقة بين البلدين، خاصةً أن كبار قادة البلدين إلتقوا 43 مرة منذ عام 2013، بينما تتحرك التجارة الثنائية هذا العام بثبات نحو هدف 200 مليار دولار والذي حدده الزعيمان بشكل مشترك.
و في المقابل شكلت الولايات المتحدة زمراً لاستهداف الدول التي لا تتفق معها، وتأجيج نيران الخلافات الموجودة فتتحول إلى حرائق. كما أن الولايات المتحدة وتحت ذريعة حرية الملاحة، ترسل بشكل متكرر واستفزازي سفناً حربية للإبحار في مضيق تايوان، وبحر الصين الجنوبي وقد زادت الولايات المتحدة أيضاً من عدد قواعدها العسكرية في المنطقة بحجة حماية مصالحها ومصالح حلفائها، رغم عدم وجود أي تهديد جديد أو متصاعد لهم.
ينبغي على العالم أن يشعر بالقلق إزاء تصريحات أكويلينو، لأنها مؤشر آخر على أن الولايات المتحدة تسعى إلى تمهيد مسرح الحرب في المنطقة، كما قال كبير جنرال مشاة البحرية الأمريكية في اليابان في وقت سابق من هذا العام.
كما ينبغي للعالم أن ينزعج حقاً من قيام الولايات المتحدة بسكب الزيت على الجمر المحتضر للنزاعات الإقليمية في محاولة لإشعال نيران المواجهة.
وتجدر الإشارة إلى أن عمل الفلبين بشكل مستمر مع الجيش الأمريكي لإثارة موجات في بحر الصين الجنوبي هذا العام بتحريض من الولايات المتحدة هو مجرد مثال واحد على تصرفاتها الغريبة.
في الحقيقة ظلت بلدان كثيرة في العالم لفترة طويلة عرضة للبلطجة الأمريكية، وهناك العديد من البلدان لا تجرؤ على التحدث ضدها خشية أن تقع تحت طائلة أعمالها العدوانية، ولكن هذا لا يعني بالضرورة أنهم يوافقون على سلوك الولايات المتحدة، الذي عادة ما يضر بالسلام والاستقرار العالميين، والمعظم يدرك أن تصرفات الولايات المتحدة هي التي تثير القلق، وليس تصرفات الدول التي تستهدفها بأفعالها.
عائدة أسعد