بعثيون يشددون على استقطاب الشباب وأصحاب الكفاءة والنزاهة واستبعاد الرماديين والمتسلقين
دمشق – غسان فطوم
يترقب البعثيون، بل الشارع السوري عامة دوراً بارزاً للحزب في المرحلة القادمة، فالبلد أمام مرحلة مفصلية تتطلب إرادة قوية وإدارة ناجحة بل ومبدعة تكون قادرة على مواجهة التحديات الداخلية والخارجية، تبدأ أولاً في إصلاح وتطوير الحزب فكرياً وتنظيمياً، وصولاً إلى المساهمة في دعم وتطوير مؤسسات الدولة.
رقابة قضائية
الرفيق أيمن فلحوط أمين الفرقة الحزبية في صحيفة تشرين أكد أن اجتماعات اللجنة المركزية للحزب تعد فرصة مناسبة جداً لتطوير الحزب فكرياً وتنظيمياً من أجل المحافظة على مبادئه وأهدافه السامية، وبرأيه أن الوصول إلى هذا الهدف محكوم بمكافحة المال الانتخابي الذي يعتبر أحد أشكال الفساد الذي يساهم بفوز من لا يستحق أو ليس أهلاً ليكون ضمن الكوادر القيادية في الحزب، مطالباً بضرورة المراقبة من خلال الرقابة القضائية.
وأشار فلحوط إلى مشكلة أخرى تعاني منها الانتخابات الحزبية والمتمثلة بالمحسوبيات التي تفرز هي الأخرى كوادر حزبية غير أهلٍ لحمل المهمة الحزبية المقدسة، كونهم يجيّرون مسؤوليتهم أو موقعهم الحزبي في خدمة مصالحهم الخاصة، وبذلك يكون المال الانتخابي والمحسوبيات وجهان لعملة واحدة، والعلاج برأيه يكون بالتربية البعثية الحقيقية، حسب مبادئ الحزب وأهدافه.
وبيّن فلحوط أن ما يحّد من المال الانتخابي والمحسوبيات هو وضع المعاير للترشيح، كعدد سنوات العضوية والمهام والمسؤوليات الوظيفية، ومدى نجاحه بها أو إخفاقه، إضافة إلى الأخلاقيات التي يتحلى بها، والتقييم الاجتماعي، وتقييم المؤسسة الحزبية، والغاية من ذلك الحفاظ على الحقوق والتمييز بين من عمل ومن لم يعمل.
وفيما يتعلق بكيفية العلاقة بين الحزب والمؤسسات في الدولة، قال: يفترض في الحدود الدنيا أن تكون هناك استقلالية نسبية، وأن مسؤولية القيادات الحزبية، مسؤولية وجدانية وأساسية في حث الجماهير على الالتزام بمبادئ الحزب وروحيته، شريطة أن تتحلى تلك القيادات بالنزاهة والموضوعية والحس الوطني، وتكون ذات أرضية اجتماعية موثوقة وفعالة.
واقترح فلحوط تشكيل هيئة استشارية تشريعية للجنة الإشراف، لها فرع في كل محافظة، مهمتها مراقبة البعثي وغير البعثي، فالبعثي يراقب بشقين في سلوكه البعثي وفي عمله، بينما يراقب غير البعثي في عمله الإداري، وطالب بالمحاسبة لأي توجيه يخص أحد المرشحين ( فلان حكا باسم فلان) وأن تُحَّل كل الشعب والفرق الحزبية مؤقتاً، ليكون كل الرفاق سواسية في الترشح والانتخاب، بغية عدم تأثر الناخب بمن يتبع له، على صعيد أمناء الفرق والشعب والفروع، وإجراء الانتخابات من الصفر.
زيادة الوعي
بدوره أكد الرفيق محمد أحمد علي أمين الفرقة الحزبية في وكالة سانا أن الجماهير البعثية متفائلة جداً بالمرحلة القادمة وتعول كثيراً على دور الحزب، وإعادة الثقة بين القيادات والقواعد الحزبية، وتطوير علاقة الحزب بمؤسسات الدولة بحيث تكون علاقة بنّاءة تخدم المجتمع من خلال اختيار الكوادر الكفوءة المتميزة والقادرة على تطوير أداء المؤسسات، مشيراً إلى أن الحزب الحاكم، أياً كان من أوصلته الانتخابات إلى الحكم، فإن مؤسسات الدولة تتبع له ولخططه لأنه هو المسؤول عن تنفيذ برامجه الانتخابية والتي عرضها على الجماهير خلال حملته الانتخابية وهو، وليس غيره، يشكل المرجعية لكل مؤسسات الدولة، وهي بالتالي تتبع له وهذا الأمر يرتبط بمسؤولية القيادات الحزبية لجهة حث الجماهير الحزبية على الالتزام بمبادئ الحزب وروحيته، مشيراً إلى أهمية دور الأحزاب الأخرى الشريكة في الجبهة الوطنية التقدمية في تحديد هذه العلاقة والتي عليها مسؤولية كبيرة.
كوادر غير مؤهلة
ولم ينفِ الرفيق أمين فرقة سانا وجود المحسوبيات في الانتخابات الحزبية والتي تخلق تكتلات تضر بالمؤسسة الحزبية لأنها تفرز كوادر غير مؤهلة كون عملية التنافس تكون محصورة بين أبناء المكون الواحد سواء العشائري أو العائلي، مؤكداً على ضرورة معالجة المحسوبيات من خلال زيادة الوعي بمخاطر الأمراض الاجتماعية وجعل الانتماء الصادق للحزب هو العقد الاجتماعي.
مراجعة شاملة
وتمنى العديد من الرفاق البعثيين من أمناء الحلقات أن تكون هناك مراجعة شاملة للحزب لإبعاد الوصوليين والمتاجرين بأهدافه، مؤكدين أن ظروف البلد صعبة جداً وتتطلب قيادات تحمل فكراً مبدعاً قادرة على اختيار المنهج والتصورات المستقبلية وفق أولويات محددة كانت غائبة في السنوات السابقة فيما يخص الشأن الاقتصادي والاجتماعي، أما فيما يخص الجهاز الحزبي فكان واضحاً الجمود الفكري والخلل التنظيمي الذي من المفروض وضح حد له.
توسيع الدائرة
ودعوا إلى توسيع دائرة المشاركة الانتخابية بحيث يكون للشباب حصة جيدة في اللجنة المركزية للحزب واختيار المميزين منهم كقياديين ضمن القيادة المركزية للحزب، مؤكدين وجود كوادر حزبية قادرة على الابتكار والإبداع والمساهمة في إصلاح وتطوير الحزب واختيار الخيارات والخطط الصحيحة على مختلف الصعد والجوانب، بحيث تكون داعمة لخطط وسياسات مؤسسات الدولة لجهة الإصلاح الإداري والمساهمة في مكافحة الفساد.
شيء جديد
ويأمل الرفاق بأن يروا جديداً في فكر الحزب وآلية التنظيم والأداء بما يخدم مصلحة الحزب وجعله قادراً على مواكبة الجديد، مؤكدين ثقتهم بذلك، وأثنوا على ملتقيات البعث الحوارية التي كانت تطرح عناوين هامة للنقاش، لكن المشكلة فيها أنها بقيت مجرد عناوين، ولا يتم العمل على تطبيقها بما يؤكد الدور المهم للحزب في المجتمع اجتماعياً واقتصادياً وثقافياً.
كما طالب الرفاق بضرورة استبعاد الرماديين من صفوف الحزب أو ما يسمون بالوصوليين والانتهازيين، لأن هؤلاء لا يهمهم من الحزب إلا تحقيق مصالحهم الشخصية، وقالوا: نريد بعثاً قوياً قادراً على مواجهة التحديات الداخلية والخارجية، وقادراً أيضاً على تطوير ذاته بشكل مستمر ليواكب بفكره وآلية عمله متطلبات كل مرحلة التي تتسم بطبيعتها وخصائصها المختلفة ما سبقها من مراحل