الصفحة الاولىسلايد الجريدةصحيفة البعث

الطوائف المسيحية في سورية تقيم الصلوات والقداديس بمناسبة عيد الميلاد المجيد

محافظات-سانا / الحسكة- كارولين خوكز   

أقامت الطوائف المسيحية في سورية القداديس والصلوات بمناسبة عيد الميلاد المجيد عيد ميلاد السيد المسيح رسول المحبة والسلام في الكنائس وأماكن العبادة في دمشق والمحافظات.

ففي كاتدرائية مار جرجس البطريركية للسريان الأرثوذكس في دمشق أقيم قداس إلهي ترأسه قداسة البطريرك مار أغناطيوس أفرام الثاني بطريرك أنطاكية وسائر المشرق الرئيس الأعلى للكنيسة السريانية الأرثوذكسية في العالم.

وعاونه في القداس كيرلس بابي النائب البطريركي لأبرشية دمشق البطريركية، ومار يوسف بالي المعاون البطريركي، ومار أندراوس بحي النائب البطريركي لشؤون الشباب والتنشئة المسيحية، ومار أوكين الخوري نعمت السكرتير البطريركي، والمطران أرماش نالبنديان مطران الأرمن الأرثوذكس في دمشق، إلى جانب إكليروس البطريركية في دمشق وبعض رهبان وطلاب دير مار أفرام السرياني وخدم القداس جوقة مار أفرام السرياني.

وتحدث البطريرك أفرام الثاني في عظة العيد عن معاني الميلاد المجيد، مؤكداً أن ميلاد السيد المسيح هو ميلاد السلام والمحبة، وقال: “إنّنا مدعوّون لأن ننهل من نبع المحبّة هذا الذي لا ينضب، فنعكس هذه المحبّة في حياتنا نحو الله ونحو أخينا الإنسان”.

ولفت البطريرك أفرام الثاني إلى أن عيد الميلاد يأتي هذا العام وعالمنا يتخبّط بحروب وأوبئة ومجاعات وخصومات، فما زال بلدُنا العزيز سورية ينوء تحت ثقل الحصار الاقتصادي الجائر والعقوبات الأحادية غير الشرعيّة التي تصيب شعبَنا بأكله ومشربه، وتؤدّي إلى إفقار غالبيّة مواطنيه.

وأشار البطريرك إلى أن ما يحصل اليوم في فلسطين أرض الميلاد، وخاصة غزّة مأساة الإنسانيّة الأكبر بسبب الحرب الهوجاء التي يشنّها الاحتلال الإسرائيلي على الشعب الأعزل، والتي خلّفت أكثر من عشرين ألف شهيد، بينهم آلاف الأطفال والرضّع، إضافة إلى الصمت القاتل والمساندة المكشوفة من الآخرين لهذه الجرائم ضد الإنسانية، مطالباً حكّام العالم بوقفٍ فوريٍّ لهذه الحرب المدمّرة، وبتقديم المساعدات الإنسانية اللازمة.

واختتم البطريرك أفرام الثاني كلمته بتقديم التهاني بهذا العيد المجيد وبقدوم السنة الميلادية الجديدة إلى أبناء سورية، من مسلمين ومسيحيّين، وجيشاً وشعباً بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد.

كما أقيم قداس في الكنيسة الإنجيلية الوطنية بدمشق ترأسه القس بطرس زاعور الرئيس الروحي للكنيسة الإنجيلية الوطنية بدمشق نائب رئيس السينودوس الإنجيلي في سورية ولبنان، وشارك فيه نائب رئيس المجمع الأعلى للطائفة الإنجيلية في سورية ولبنان القس صموئيل حنا والواعظ حسان ديرعطاني وعاونته جوقة تراتيل الكنيسة.

وأشار القس زاعور إلى أن ذكرى الميلاد تأتي هذا العام وكل ما حولنا لا يزال مملوءاً بالألم والفقر ويعاني معظم الناس في هذه الظروف العصيبة من فقدان حاجات شتى، لكن الميلاد يبقى عطية العطايا، مضيفاً: “إن روح الميلاد تدفعنا في هذه الظروف الصعبة للعيش برجاء وأمل متطلعين إلى غد مشرق متمسكين ببلدنا وقيمنا ووحدتنا وبكرامتنا وبقيادتنا الحكيمة والقوية وبجيشنا المقدام الباسل وهي سمات الشعب السوري المؤمن وهذه هي سورية الأبية الصامدة”.

واستنكر القس زاعور جرائم الاحتلال الإسرائيلي وما يقوم به من اعتداءات بحق الشعبين السوري والفلسطيني، مشيراً إلى أن ما يحصل في غزة هو إبادة جماعية ولا سيما للأطفال والأبرياء، داعياً المجتمع الدولي وكل الكنائس والحكومات للمطالبة بالعدالة والسلام والحرية لكل الشعوب المضطهدة التي عانت الكثير من الحروب والظلم والتطهير العرقي، ولرفع العقوبات الاقتصادية الجائرة عن سورية.

واختتم القس زاعور كلمته بالتضرع إلى الله تعالى أن يرحم الشهداء ويشفي الجرحى ويحفظ سورية آمنة ومستقرة وصامدة ومتجددة، متوجهاً بالتهاني الحارة للسيد الرئيس بشار الأسد رافعاً الصلاة كي تتحقق أماني الشعب السوري بالوصول إلى بر الازدهار والتقدم.

وفي كنيسة مار أنطونيوس مطرانية دمشق المارونية في باب توما أقيم قداس إلهي ترأسه المطران سمير نصار رئيس أساقفة أبرشية دمشق المارونية، وألقى عظة العيد المونسنيور ميشيل فريفر نائب الأسقف العام الماروني بدمشق، أشار فيها إلى المعاني العظيمة السامية للميلاد المجيد، وقال: “نصلي إلى الله أن يحفظ أرض الميلاد المقدسة فلسطين وأن يحمي شعبها من جرائم العدو الصهيوني بحقه”.

كما أقيم في كنيسة الأرمن الكاثوليك (سلطانة العالم) في باب توما قداس إلهي ترأسه المطران جورج أسادوريان رئيس أساقفة دمشق لأبرشية الأرمن الكاثوليك يعاونه الأب جورج باهي والشماس الدكتور سركيس برونزسيان.

وقال المطران أسادوريان: “في عيد الميلاد نحزن لرؤية إخواننا في فلسطين تحت خطر القنابل وتحت الأنقاض يتألمون ويذبحون من أجل الحفاظ على كرامتهم وأرضهم المحتلة وخاصة في غزة” داعياً الله أن يحفظ سورية وجيشها الباسل ورئيسها.

وفي الحسكة، احتفلت الكنائس المسيحية في مدينة القامشلي، بعيد الميلاد المجيد بإقامة القداديس والصلوات والتراتيل في كنائس المدينة بأداء الطقوس الدينية الخاصة بهذا اليوم.

ترأس القداس الإلهي في كنيسة السيدة العذراء للسريان الأرثوذكس الأب الربان كير لوس مسعودي ، وفي حديث لـ”البعث” تمنى الأب مسعودي أن يعمٍ الأمان والسلام في ربوع سورية، مضيفاً: إن صلواتنا اليوم على نية أن يعمم السلام الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وتوقف ما يحدث ضدّ لبنان من إعتداءات إسرائيلية وأوضاع متوترةوصعبة إثر الضربات العدوانية لـ”إسرائيل” في الآونة الأخيرة.

ولفت إلى أنه اقتصرت الإحتفالات هذا العام على الصلوات على نية أن يحل الأمن والسلام على جميع شعوب العالم.
بدوره بين الأب الكاهن عبد المسيح صليبا أنه نتيجة الظروف التي يعيشها قطاع غزة وجنوب لبنان وسورية اقتصرت الاحتفالات على الصلوات الدينية، وفي هذا اليوم المقدس نرفع صلواتنا ودعواتنا بأن يعمّ السلام والأمان في سورية والعالم أجمع

وأضاف: في هذا العيد المقدّس ونطلب من الله أن يمنح الحكمة والقوة لشعبنا، وأن يحمي جيش سورية وقائد الوطن السيد الرئيس بشار الأسد.

من جانبهم دعا المشاركون أن يعمّ السلام في ربوع سورية، مؤكدين أن احتفالات هذا العام اقتصرت على الصلوات والفرح بميلاد السيد المسيح بقلوب يعتصرها الألم على ما يحدث في قطاع غزة وأطفاله.

وفي أبرشية الحسكة ونصيبين للسريان الكاثوليك أشار المطران مار يعقوب جوزيف شمعي إلى قداسة هذا المناسبة وعظمتها والتي حملت للبشرية جمعاء رسالة المحبة والسلام قائلاً: “نهنئ كل العالم بهذا المناسبة رغم ما نعيشه من حزن على الشهداء والجرحى الذين رووا بدمائهم هذه الأرض الطاهرة وندعو لأن تنتهي الحروب ويعم السلام”.

القسيسة ماتيلد صباغ بينت أن رسالة اليوم هي المحبة والسلام والرجاء لكل متألم وحزين كما أننا نصلي بهذا المناسبة لتتجسد المحبة في قلوب الناس ويعم السلام والسرور وتنهض سورية من جديد لتبقى متألقة مثلما اعتدنا عليها.

وفي حماة أقيمت صلوات وقداديس في كل من مطرانية الروم الأرثوذكس ترأسها الميتروبوليت نقولا بعلبكي مطران حماة لطائفة الروم الأرثوذكس ومطرانية حماة للسريان الكاثوليك ترأسها الأب إسكندر الترك، حيث أكدت العظات على دلالات ومعاني ذكرى ميلاد السيد المسيح وضرورة تمثل القيم والفضائل التي دعا إليها.

وأشارت العظات إلى أن ما يحدث من جرائم بحق الشعب الفلسطيني على يد الاحتلال الإسرائيلي يؤكد حقيقة هذا الكيان الغاصب ووحشيته وتعطشه للدم وبأنه عدو للإنسانية جمعاء لما يرتكبه من انتهاكات شنيعة بحق البشر والحجر والتي تتنافى مع كل الأعراف الدولية وميثاق الأمم المتحدة.

وتضرع المصلون لله أن يكون الميلاد المجيد هذا العام بداية لنهاية الحروب وإحلال السلام في العالم أجمع وأن ينصر الله سورية وجيشها وشعبها وأن يعيدها إلى سابق عهدها واحة للأمن والأمان والاستقرار.

وفي درعا أقامت كنائس المحافظة صلوات وقداديس بالمناسبة، حيث تضرع الأب جرجس رزق راعي كنيسة سيدة البشارة للروم الأرثوذكس إلى الله أن ينعم على سورية بالخير والسلام والاستقرار، مشيراً إلى أن “الاحتفال بميلاد المسيح لهذا العام جاء منقوصاً ومحزوناً لما يتعرض له أهلنا في غزة من عدوان إسرائيلي متواصل منذ ثمانين يوماً”.

وفي كاتدرائية مارجرجس للسريان الأرثوذكس بمدينة الحسكة ترأس مطران أبرشية الجزيرة والفرات مار موريس عمسيح القداس الإلهي وألقى العظة الدينية، ودعا مع الآباء والكهنة والحضور لأن يعم الأمن والسلام أرض سورية وفلسطين وأن يكون العام الجديد مليئاً بالسلام بعد أن اقتصر احتفال العام الحالي على القداديس والصوات إجلالاً لشهداء سورية وفلسطين.

وقال المطران عمسيح: إن “العيد هذه السنة يختلف عن كل الأعياد السابقة لأننا نرى فلسطين كلها تتعمد بالدم بسبب جرائم العدو الصهيوني”.

وفي كنيسة الأربعين شهيداً ببستان الديوان في حمص أقيم قداس ترأسه سيادة المطران غريغوريوس خوري متروبوليت حمص وتوابعها للروم الأرثوذكس دعا فيه لحلول السلام والمحبة في أرجاء العالم والاقتداء برسالة السيد المسيح وأن يحفظ الشعب السوري وجيشه وقائده.

وفي كاتدرائية السيدة العذراء أم الزنار بحي الحميدية أقيم قداس ترأسه نيافة المطران مارتيموثاوس متى الخوري مطران حمص وحماة وطرطوس للسريان الأرثوذكس عاونه لفيف من كهنة الكاتدرائية، لفت فيه إلى معاني الميلاد المجيد وما يجب أن ينعكس علينا في حياتنا رغم المعاناة آملاً أن يعم الأمن والأمان جميع أرجاء سورية.

وفي صالة المطران المغيب قسراً يوحنا إبراهيم ترأس مطران أبرشية حلب وتوابعها للسريان الأرثوذكس بطرس قسيس قداساً إلهياً لفت خلاله إلى الظروف الاستثنائية التي تعيشها سورية في ظل الحصار الجائر الذي يفرضه الغرب.

وأضاف: “نحن كشعوب أصيلة في هذه المنطقة التي تمثل مهد الديانات والإنسانية مدعوون في هذا العيد لأن نجدد تمسكنا بالإنسانية وقيمها في حب الآخر والأرض والسعي للخير في زمن الشرور التي تفرض على أبناء شعبنا في المشرق العربي”.

وفي كاتدرائية السيدة أم المعونات ترأس رئيس أساقفة حلب وتوابعها للأرمن الكاثوليك المطران بطرس مراياتي قداس الميلاد وتطرق إلى الرسائل التي أتى بها السيد المسيح من سلام وخلاص، مبيناً أنّ المنطقة العربية تحتاج اليوم إلى سلام عادل وشامل يصنع على يد أبنائها للعيش بكرامة في بلدانهم.

كما تحدث رئيس أبرشية حلب المارونية المطران يوسف طوبجي عن أهمية الميلاد في تجديد الرابط بين الشعوب العربية عامة والشعب السوري خاصة وبين الأراضي المقدسة في فلسطين المحتلة نظراً لما تمثله من رمزية خاصة باحتضانها مهد السيد المسيح والشرارة الأولى لانطلاق رسالته للإنسانية.

بدوره لفت الرئيس الروحي للكنيسة الإنجيلية العربية بحلب القس إبراهيم نصير إلى دعوة الميلاد في ترجمة الفرح لأفعال وزرع البسمة في قلوب كل الذين بحاجة للفرح في الأيام الصعبة الراهنة، معتبراً أن الميلاد يضع كل من يحتفل به أمام تحدٍ لنشر السلام والمحبة والفرح بالمعنى الفعلي والعملي.

وركز راعي كنيسة الاتحاد المسيحي الإنجيلية الوطنية في حلب القس عبد الله حمصي على رمزية الميلاد في توحيد الناس للفرح وتجديد العهد للسير في مسيرة نشر السلام وسط مختلف الظروف وخاصة في الأوقات الحالية التي جعلت الشعوب المشرقية بأمس الحاجة للسلام والاستقرار الحقيقيين في بلدانها مع محاولات بعض الدول زعزعة أمن وسلامة هذه الشعوب.

وفي طرطوس قدم محافظ طرطوس فراس الحامد وأمين فرع طرطوس لحزب البعث العربي الاشتراكي محمد حسين وقائد شرطة المحافظة العميد ياسر عبد الرحمن ووفد من مديرية الأوقاف وفعاليات رسمية وشعبية من أبناء المحافظة التهنئة لأبناء الطوائف المسيحية وذلك في مقر المطرانية المارونية بطرطوس.

وفي كلمة خلال اللقاء أكد المطران أنطوان شبير رئيس أساقفة أبرشية طرطوس واللاذقية للموارنة أن اللقاء بين أبناء المحافظة من مختلف الطوائف بهذه المناسبة أصبح تقليداً سنوياً يعبر عن مشاعر المحبة والصداقة التي تربطنا ببعضنا البعض، معبراً عن أمله بأن يحل السلام في العالم وأن يبعد الخوف والقلق عن قلوب السوريين.

وكانت أقيمت في دور العبادة والكنائس بالمحافظة مساء أمس وصباح اليوم قداديس وصلوات أكد المصلون فيها على المعاني السامية لميلاد السيد المسيح آملين بأن يعم السلام على العالم وأن ينصر أهلنا في غزة ويخفف من آلامهم وجراحهم.

السويداء

حلب

حمص

درعا