الشهباء تحيي ذكرى انتصارها المزهرة بالشهداء
حلب-غالية خوجة
لن تنسى سوريتنا الحبيبة شهداءها على مر العصور، ومنها هذا العصر الذي فيه كل ظالم لفي خُسر، ولن تنسى الشهباء ما قدمه الشهداء الذين أزهرتْ دماؤهم النصر، وتشهد على تضحياتهم السماء والأرض والحجارة القديمة والحديثة والعرب والعالم وكل عصر، وليس آخرهم شهداء الكندي والقلعة والكلية الحربية، ولا شهداء اعتداءات الكيان الصهيوني وداعميه على الأراضي العربية.
وترسيخاً لهذا الكرم والنبل والعطاء الذي خلّده الله حياً لا يموت، تستذكر حلب انتصارها الذي يتصادف مع أعياد الميلاد “المجد لله في الأعالي، وعلى الأرض السلام”، لتؤكد بأنها ميلاد جديد للحق والنور.
وإحياء للذكرى السابعة لهذا الانتصار، احتفى مسرح نقابة الفنانين بسلسلة من الفعاليات الثقافية والفنية والأدبية، أقامتها، برعاية محافظة حلب، جمعية صَبا للثقافة الفنون بالتعاون مع مديرية الثقافة.
حضرت “البعث” اليوم الأول (24) الجاري، وكانت المسرحية الأولى “بلا عنوان” للمؤلف والمخرج باسل أدنا، واتسمت هذه المسرحية المؤلفة من اسكتشات ومشاهد متداخلة مع حكاية أبو نصر الذي تحول إلى بائع بسطة ليكسب قوت يومه بالحلال، وعائلته المؤلفة من نصر الذي لا يعرفون هل هو مفقود أم مخطوف، إلاّ أنه يحضر في الختام كجندي من جنود الجيش العربي السوري، رامزاً باسمه إلى النصر على الحرب الإرهابية مع الجيش الذي يرفع علم وطننا الحبيب، وتظهر شام برمزيتها ابنة أخرى تزوجت وسافرت إلى مصر، لكنها ترجع إلى عائلتها وبلدها بعد الانتصار، بينما الطفلة شهباء الرضيعة فتظل محور العمل الذي أفاض بالكوميدية أحلك اللحظات التراجيدية، تلك التي ينضم إليها “أبو سمرة” وحواره مع الدواعش وقاطعي الرؤوس الذين يقطعون رأس المغنية الشابة بحجة الحرام، لكنهم يخشون من أن يتلفظ أحد باسمهم لدى الدولة السورية.
وبين مشهد وآخر كان يتم التفاعل مع مقطع من الأغاني الوطنية التي تمنينا ألاّ تعتم الصالة ويسود الظلام أثناء الاستماع إليها، بل أن يتم توظيف دبكة ورقصة فلكلورية مناسبة لكل مقطع من هذه الأغاني، خصوصاً وأن هناك فرقة للرقص الفلكلوري ظهرت في ختام اليوم الأول، والملاحظ أن الجمهور الذي أغلبه من جيل الشباب واليافعين لم يتفاعل صوتياً مع الأغاني، وكان يصفق، فقط، مع انتهاء كل مشهد حتى لو كان هذا المشهد قاطعاً لرأس المغنية!
وعن هذه الاحتفالية التي امتدت لثلاثة أيام، أخبرنا محمد يوسف بساطة نائب جمعية صَبا: نوصل رسالتنا من حلب وسورية إلى العالم من خلال الأدب والثقافة والفنون، خصوصاً، وأن حلب عاصمة الثقافة الإسلامية، ويشارك 12 فريق خلال 3 أيام، ونقدم 3 مسرحيات، ثانيها لفرقة “نجوم الأوائل”، وثالثها “أرض البطولات”، وسيكون القيّم الفنان المخرج حكمت نادر عقاد، إضافة إلى 3 فرق رقص شعبي، و3 شعراء شباب هم أحمد الدبك، سعيد ريحاوي، إسماعيل قلعه جي، ويصاحب الاحتفالية معرض رسم ثابت يتحدث عن حلب ما قبل الحرب وما بعدها.