رابطة وادي النضارة للثقافة والفنون تفعل دورها الريادي
البعث ــ نزار جمول
لم يزل وادي النضارة ملتقى سياحي وثقافي وفني لما يتمتع به من جمال طبيعته الخلابة التي تتماهى مع التاريخ، وقد رفدت هذه المنطقة التي تتبع لمحافظة حمص بغربها الحركة الثقافية والفنية بالعديد من الشعراء والأدباء والمفكرين والفنانين الذين وضعوا هذه المنطقة في أشعارهم وقصصهم ورواياتهم وتغنوا بها وبجمال طبيعتها ، ولم ينسوا أن يسعون لتوثيق كل نتاجهم الأدبي والفكري والفني في كل المناسبات الاجتماعية والوطنية، وليكون كل ما كتبوه ذاكرة احتضنت تراثهم الثري من أجل أن تكون أيقونة الأجيال القادمة ، لذا جاء تأسيس رابطة وادي النضارة للثقافة والفنون بجهود مؤسسها الأستاذ الدكتور في كلية الآداب بجامعة البعث وعضو اتحاد الكتاب العرب وصاحب مؤلفات عديدة آخرها مؤلفين عنونهما “موسوعة الشعر الشعبي في وادي النضارة و قراءات نقدية في شعر عادل ناصيف”.
اعتبر إبراهيم أن فكرة تأسيس الرابطة توضحت في تفكيره بعد إيمانه أن الإنسان في هذا الوادي الجميل لا بد أن يعبر عن حبه له بأشعاره المغناة في الميجانا والعتابا والزجل الذي ترجمه في قصائد البرنامج الإذاعي “كرم وعناقيد” في ثمانينات القرن الماضي ، لذا لم يألُ أي جهد في دراسته وحتى تدريسه في كلية الآداب بجامعة البعث، وظهر هذا الأمر جليّاً خلال تنقله وترحاله بين قرى الوادي الذي وثق فيه كل التفصيلات في هذا الأدب الغني بالموروث الاجتماعي الذي تماهى مع الحكايات الشعبية.
وأوضح الدكتور جودت أن هذه الرابطة التي تأسست بشكل فعلي منذ ما يقارب العام وضعت في حسبانها عدة أهداف، أهمها تعميق الوعي الثقافي في فكر وأحاسيس أبناء هذا الوادي الجميل، ومن خلال التعاون مع الأدباء والمفكرين والباحثين والأكاديميين والمثقفين، وتوسيع دائرة هذا التعاون باللقاءات والفعاليات في المراكز الثقافية التي تنتشر في المنطقة، والتي يلتقون فيها بأهداف ثقافية تتجلى بإحياء التراث الوطني في العلوم والآداب والفنون والعمل على تطويرها.
وبيّن إبراهيم أن الرابطة تسعى لتنمية الوعي الوطني وتعميقه في كل أطياف المجتمع ويتم ذلك بتشجيع المواهب الأدبية والفنية، ونشر الثقافة بكل فعالياتها في الوادي وقراه وبلداته وتنويع أساليب الثقافة الشعبية وتوسيع رقعتها، وأكد أن مشروع موسوعة الشعر الشعبي في الوادي سيتم من خلال أن الأدب الشعبي مكوّن أساسي من أهم مكونات ثقافة الأمم، ومظهر من مظاهر الرقي والسلوك، وجزء لا يتجزأ من ذاكرتها في الماضي والحاضر مع استمراره ودعمه كواجب وطني وأخلاقي بالمهرجانات والفعاليات التي استضافت شعراء الزجل من مختلف المحافظات، والدول الشقيقة وعلى رأسها لبنان .
ولم ينسَ إبراهيم أن موضوعات الأدب الشعبي في وادي النضارة تشترك مع الأدب العربي الفصيح في الشعر من مدح وهجاء وغزل، كما خلد شهداء منطقة الوادي الذين قدموا أرواحهم فداءً للوطن، وتغنى بقرى الوادي وبلداته السياحية وآثاره التاريخية التي جذبت السياح من كل أصقاع الأرض وعلى رأسها قلعة الحصن ويدر مارجرحيوس وغيرها .