“ويكيبيديا” تتضامن مع فلسطين وترفع لاءات أربع
غالية خوجة
ما أجمل أن يكون كل عام ميلادي خاص بدولة حضارية ما من دول الكرة الأرضية، وهو اقتراح لعله يتحقق من خلال الأمم المتحدة، ويبدأ مع عامنا هذا 2024 ليكون عاماً فلسطينياً مطالباً العالم أجمع بحق الشعب الفلسطيني بوطنه، لأنه، حينها، سيكون عالماً متحضراً وعادلاً، فلا يقف مكتوف الأيدي ليتفرج على مجازر الكيان الصهيوني القاتلة للأطفال والنساء والعزل والأبرياء والمرضى والأجنّة في بطون أمهاتهم، المبيدة لشعب بأكمله، وأرض بأكملها، والمهجّرة لشعب بأكمله منذ عام النكبةوالشتات والاحتلال 1948.
أما آن للعالم أن يقف مع الحق العادل والسلام الشامل؟ أم أن الإنسانية هاجرت من الأرض؟.
بكل ثقة، انتفض العالم من شرقه إلى غربه وهو يرى بأمّ عينه ما يفعله المجرمون الصهاينة بالشعب العربي الفلسطيني ساكن فلسطين الأصلي، وبكل ثقة، رأى كيف يدافع الفلسطينيون عن أرضهم ووطنهم وحقهم الشرعي وإنسانيتهم وسلامهم وسلام العالم، يدافع ويقاوم حتى الاستشهاد والموت أمام طواغيت ستنهار ذات لحظة مع العام الفلسطيني الذي تحدث عنه الكثير من المفكرين والباحثين والأدباء والسياسيين، متضامنين مع القضية الفلسطينية العادلة، كما غنّى عن حريته الكثير من الفنانين السوريين والعرب والعالميين، ورسم ملحمته الطوفانية الكثير من الرسامين والتشكيليين ومنهم الفنان الأردني أسامة حجاج الذي عبّر بإحدى لوحاته عن “تراجيديا الدمار” الواقعي الناتج عن إبادة الكيان الصهيوني لسكان غزة المقاومين، الصامدين، تاركاً نافذة للأمل والحياة تعبر من خلال الرقم 4 لعام 2024، بعدما دمّر المحتل الحياة والإنسانية معاً، لكن النافذة المفتوحة من الرقم أربعة تمنح الطفلين الفلسطينيين الصغيرين إطلالة على الضوء والشمس والسماء والشجر والحياة ليكملا ملحمة التحرير ويظلاّ متجهين للوصول إلى هذه البوابة، متجاوزين دخان القذائف المشتعلة في بيتيهما مع مباني غزة المتصدعة.
لقد عبّرت غالبية الجهات الثقافية والمعرفية والعلمية والإعلامية الحكومية وغير الحكومية، الخاصة والدولية، الواقعية والافتراضية، عن تضامنها مع حق الشعب الفلسطيني، ومن هذه الجهات الإلكترونية موسوعة “ويكيبيديا” التي ارتدى مدار شعارها “اللوغو الذي يشبه الكرة الأرضية مع أحرف الأبجدية” العلم الفلسطيني والكوفية الفلسطينية، وتألقت كلمات في رأس الموسوعة الدولية الحرة بخلفية سوداء عريضة كتبتْ باللون الأبيض جملتها الأولى وجملتها الأخيرة مع أربع لاءات، بينما كتبت الكلمات التالية لللاءات بلون الدم الأرجواني بين البداية والخاتمة: “تضامناً مع حق الشعب الفلسطيني.. لا للإبادة الجماعية في غزة.. لا لقتل المدنيين.. لا لاستهداف المستشفيات والمدارس.. لا للتضليل والكيل بمكيالين.. أوقفوا الحرب.. وانشروا السلام العادل والشامل”.
وهذه الرسالة المفتوحة على كل الجهات والضمائر تواصل حضورها متضافرة مع ضمائر العالم إلى أن يعود الحق الفلسطيني لأهله، ويرحل الكيان الإرهابي الصهيوني إلى داعميه الذين يتبنونه، وليتها أمريكا تمنحه إحدى ولاياتاها ليتحقق السلام على أرض السلام.