ثقافةصحيفة البعث

“قراءات مؤتلفة في قصائد مختلفة” دراسات أسلوبية في شعر عادل ناصيف

عبد الحكيم مرزوق

صدر عن دار “جهات” للطباعة والنشر والتوزيع كتاب “قراءات مؤتلفة في قصائد مختلفة- دراسات أسلوبية في شعر عادل ناصيف” تأليف الدكتور وليد خليف العرفي ومراجعة وتقديم الدكتور جودت إبراهيم.

ويأتي الكتاب في إطار مشروع نقدي يعمل كاتبه على إرسائه من خلال تسليط الضوء على تجارب شعرية منفردة لم تنل حظَها من الدرس والتحليل، وهو من ضرورات النقد التي يجب عليه الاضطلاع بمهمة البحث عن هؤلاء وسبر أغوار تجاربهم الشعرية بعيداً عن العلاقات الشخصية والأهواء الذاتية التي لا تُغني الإبداع، ولا تُسمن النقد من جوع، ونحن في مشهد يبدو فيه النقد متراجعاً عن هذه المهمة التي يقتضي أن تكون من أساسيات انشغاله، ومن هذا المنطلق دأب المؤلف على متابعة تلك التجارب التي بدأت ترى النور من خلال ثلاثة كتب سابقة تناول فيها تجربتين شعريتين، وتجربة ثالثة كانت في مجال السرد القصصي والروائي، وهو يكمل ما بدأه من خلال تسليط الضوء على تجربة شعرية تُغري بالقراءة والخوض في مساراتها المتعدّدة.

ويشير العرفي في مقدمة الكتاب إلى أنَّ علاقته الواقعية مع الشاعر عادل ناصيف بدأت من خلال قراءته بضعة أبيات اطّلع عليها مصادفة عن طريق الـ”فيسبوك” عبَّر ناصيف فيها عن حب الوطن من خلال قريته “الكيمة”، ولم يكد ينتهي من قراءة المقطوعة حتى وجد نفسه يكتب ما جال في خاطره عن هذه الأبيات، ويضيف: “شاءت المصادفة أن يكون الشاعر خال طالبة لديّ، وقريب أحد الأصدقاء، وهكذا رحت أتابع ما يكتب وينشر  على صفحته، وبدأت أكتب عنه ما أرى أنه يجب الإحاطة فيه، والتوقف عنده، وأصبحنا صديقين على الشابكة، فعرفت أنه شاعر سوري يعيش في بلاد الغربة، ولعبت المصادفة دورها مرة أخرى، إذ حضر إلى سورية في زيارة، وهو ما كان مجالاً للقاء التعارف الأول الذي كان من خلال استضافتي له الذي تناول دراسة شعره بعض طلبتنا في مرحلة الماجستير الذين تصادف وقت دراستهم السنة الثانية لإصدار الشاعر ديوانه الأول الموسوم بـــ”عبق الياسمين”، وهكذا كان اللقاء احتفاء بديوانه الجديد الذي سلط الضوء عليه بعض طلبتنا”.

ويتابع العرفي: “هذا الكتاب قراءة تجربة الشاعر عادل ناصيف الذي يشتمل على قصائده المنشورة في الديوان، وأخرى غير منشورة بعد، ولعلَّ في تسليط الضوء عليها إضاءة للقارئ، وكشفاً لجماليات القصيدة التي ربما تكون خافية مواربة، وهو ما يعمل النقد عليه من خلال سبر تلك الجماليات وإبرازها، وهي عملية محفوفة بالمخاطر والمزالق، ذلك أن الشعر عمل فني قائم على اللغة، واللغة حمَّالة وجوه، وقد يرى غيري ما لم أره، إذ لكل عين مدى إبصار لا تتجاوزه، فإن كنت قد كشفت الجمال النصي؛ فلأن النص مصدره، وإن أخفقت فحسبي أني حاولت إيقاد الشمعة لمن يرغب أن يضيء قناديل الشعر.

أما الدكتور جودت إبراهيم فيقول: “عادل ناصيف شاعرٌ مختلفٌ جداً مبنىً ومعنىً ووطنية، وازداد التواصل بيننا، وأخذت اهتم بشعره، الذي وجدته يرقى إلى مصاف الشعراء الكبار في عصورنا الأدبية المختلفة، ووصفتُ بعض قصائده بالمعلقات، ولا أبالغ في ذلك”.

يُذكر أن عادل ناصيف مدرّس وكاتب وشاعر من مواليد قرية الكيمة -وادي النضارة- حمص عام 1942م.