نتنياهو الغارق في مستنقع حربه المتخبطة
تقرير إخباري
غادرت البارجة الأمريكية “فورد” مياه المتوسط إلى البحر الأحمر للسيطرة على النفط وطرق نقله في الشرق الأوسط، فهذه القوى لا يهمها مستقبل نتنياهو كثيراً وحروبه المتخبطة في مستنقع القرب من المحاكمة مهما طالت. لقد أثبت نتنياهو “القلق” أنه مستعد لفعل أي شيء للحفاظ على مستنقعه، وهذا ما دفعه لاختيار حل أصعب هذه المرة لإجبار أمريكا على العودة للمنطقة، واستفزاز حزب الله لجرّ لبنان إلى الحرب بهدف فتح جبهة أخرى ذات أفق جديدة غير جبهة غزة التي أصبحت، ومنذ افتتاحها، بلا أي هدف أو نصر، بل ذات أفق مسدود، فصورة المقاوم الفلسطيني الذي خرج من نفق في أرض تم جرفها قبل دقائق ليلصق عبوة بمدرعة لجيش الاحتلال غير آبه بكشف موقعه كفيلة بإعدام جدوى وجود أي بارجة أو طائرة أو حتى دبابة في كل المنطقة لتحقيق هدف “سحق المقاومة الفلسطينية” الذي أعلنه نتنياهو.
وحتى ما أقدم عليه الأخير من اغتيال لمهندس عملية طوفان الأقصى ضمن الأراضي اللبنانية سيخلّف بالتأكيد عواقب وخيمة على كيان العدو الذي سارع للاعتراف والتفاخر بعمليته وكأنه حقق إنجازاً قل نظيره أمام شارعه المقسوم المأزوم، متناسياً أن السيد حسن نصر الله توعّد بردّ قوي على استهداف أي شخصية للمقاومة، وهذا الرد لن يتأخر كثيراً، وسيكون استكمالاً لقواعد الاشتباك التي حددتها المقاومة في عدم الإنزلاق إلى حرب وفق معادلة “مدني – بمدني، بنية تحتية – ببنية تحتية، عمق – بعمق”، وبالتالي فإن المقاومة ليست مضطرة لجرّ لبنان إلى الحرب، لكن قواعد الاشتباك بعد هذه الحادثة بالتأكيد ستكون أكثر صرامةً وإيلاماً للعدو الصهيوني الذي اعترفت وسائل إعلامه بعد عمليته الجبانة بأن “ليلهم سيكون طويلاً”.
إن كل حادثة جديدة يقترفها هذا الكيان تأتي لإثبات أنه أصبح فعلاً يعاني أزمة وجود؛ فالمستوطنون الآن بلا ثقة في العودة إلى سياج غزة، ومستوطنو الشمال لا يجرؤون على العودة إلى منازلهم المتاخمة لجنوب لبنان، ناهيك عن الضغط على حكومة الكيان المتطرّفة من قبل الرأي العام المتمثل بأهالي الأسرى الذين لم تتم إعادتهم أو على الأقل كشف أمكنتهم رغم مبادلة بعضهم عبر أنفاق موجودة في شمال غزة، إضافةً إلى أهالي الجنود الذين سئموا إرسال أبنائهم إلى جبهات بلا طائل أو هدف سوى الموت من مسافة الصفر.
أما مؤشر الهشاشة الأكبر فيمكن استخلاصه من جنود حرب العدو ذاتهم الذين أقاموا الاحتفالات لمجرّد تبديلهم من الجبهات، ومن المعلوم أن احتفال الجندي بشيء غير النصر وتحقيق الأهداف يعني أن الثقة بجيشه أصبحت دون مؤشر الصفر، فكيف سيكون حال هذا الكيان إن علمنا أن جيشه المجرم هو مصدر شرعيته الوحيد، أو علمنا أن كل كيلو متر مربع منه يمكن أن تصله صواريخ المقاومة اللبنانية بقواها التدميرية العالية ودقتها المتناهية.
بشار محي الدين المحمد