“تداعيات الحرب على غزة”.. في ندوة حوارية
حمص- سمر محفوض
احتفاء بمناسبة يوم الشهيد الفلسطيني وإحياءً لذكرى شهداء الأرض المحتلة، نظم المنتدى الثقافي الفلسطيني ندوة حوارية بعنوان “تداعيات الحرب على غزة” للباحث وعضو اتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين ماجد دياب، وذلك في مقر الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين بمخيم العائدين في حمص.
وناقش الباحث دياب أثر وتداعيات الحرب على غزة، مستعرضاً التحولات الأساسية في المشهد السياسي العام ودور معركة طوفان الأقصى ونجاحها في تحقيق أهدافها وهزيمة الكيان الصهيوني على يد المقاومة الفلسطينية، وكيف أدت إلى انهيار الاستراتيجية الدفاعية الإسرائيلية وكشفت الفشل الذريع لمختلف دفاعات المنظومة العسكرية والأمنية التي تتبجح إسرائيل بمناعتها واستحالة اختراقها, مقدماً لمحةً مطولة عن التحولات الأساسية في المشهد الاستراتيجي بالمنطقة والعالم.
وأكّد دياب أن الحرب في غزة كارثة إنسانية، وأنّها حرب دبلوماسية عالمية تديرها اللوبيات الإعلامية الصهيونية والأمريكية لتضليل الرأي العام العالمي عمّا يحصل من تدمير ممنهج لكل مقومات الحياة في غزة وعموم فلسطين، لافتاً إلى ما تشهده الساحة الدولية، اليوم، من متغيرات سياسية واقتصادية متسارعة إقليمياً ودولياً، ومشيراً إلى أن العدو الصهيوني يحاول مواصلة الحرب على غزة وتوسيعها لتكون حرباً إقليمية من خلال فتح جبهة جنوب لبنان، كما أنه ربما يخطط إلى انسحابه من عمق القطاع والتمركز في شريط حدودي يفصل القطاع عن الأراضي المحتلة في عام 48 بعمق يصل من 1 إلى 1.5 كم والاستمرار في حرب استنزاف ضد المقاومة.
كما أكّد دياب أن الهمجية والوحشية التي يمارسها كيان الاحتلال في غزة، وارتكابه المزيد من العدوان والمجازر بحق الفلسطينيين، لن يخضع الشعب الفلسطيني في غزة أو أي جزء آخر من فلسطين الحبيبة ، ولن ينال من صموده واصراره على المقاومة، وسيستمر في نضاله حتى تحرير أرضه وطرد الاحتلال الصهيوني.
وفي تصريح خاص للـ”البعث”، أشار دياب إلى أن الحرب على غزة تأتي ضمن سلسلة الحروب التي يشنها العدو الصهيوني وداعميه منذ النكبة وحتى اليوم، موضحاً أن هذه الحرب لها أهداف تكتية، في مقدمتها إعادة التماسك السياسي والاجتماعي للكيان وتحرير الأسرى، أما الأهداف الاستراتيجية فتتلخص بالقضاء على المقاومة كفكرة وعقيدة وضرب البيئة الحاضنة لها وتهجير سكان القطاع إلى سيناء وكيف أنّ الاحتلال لم يتمكّن من تحقيق أي هدف من أهدافه لا التكتيكية ولا الاستراتيجية.
وأضاف دياب أن المقاومة الفلسطينية حتى اللحظة ترفض التفاوض تحت النار وترفض الهدنات المؤقتة وتشترط وقف إطلاق نار مستدام وانسحاب قوات الاحتلال من القطاع، وفك الحصار وفتح المعابر وإدخال كل أشكال المساعدات الإغاثية والكلية وتبادل الأسرى تحت شعار “الجميع مقابل الجميع”.
وتناولت مداخلات الحضور الواقع الإنساني وتدهور القطاع الصحي في غزة، واستمرار عملية الإبادة الهمجية التي يمارسها الاحتلال بقصف المدنيين وسط صمت دولي مريب، كما أشارت إلى اهتزاز ثقة المستوطنين الإسرائيليين بمنظومتهم الأمنية والعسكرية لعدم قدرتها على تقديم الحماية لهم، وهشاشة الجدار الأمني الذي تمكن مقاتلوا المقاومة من اختراقه بسهولة، كذلك شملت الطروحات تداعيات الحرب على غزة في فلسطين والمنطقة ككل، ودورها في تغيير التوازنات العسكرية على الأرض، وموقف الشعوب العربية المتضامن مع غزة، ودور محور المقاومة وفي مقدمته سورية قلعة الصمود والتصدي في دعم المقاومة الفلسطينية في حربها العادلة ضد الاحتلال الصهيوني الاستيطاني.