ثقافةصحيفة البعث

على طريقتهم.. فنّانون يدعمون الحق الفلسطيني

غالية خوجة 

انتفضت شعوب العالم لتعبّر عن رأيها الحرّ العادل بحق الشّعب الفلسطيني بالحياة على أرضه ونيل استقلاله، ولم تتوقف أيّ من الجهات الواقعية والافتراضية عن أداء هذا الواجب الإنساني، بل ازداد تفاعلها الإيجابي، كما ازداد التعبير أدبياً وفنياً عن هذه القضية، وصار العلم الفلسطيني والكوفية أهم رمزين ينتشران للتعبير عن الموقف الموضوعي، إذ ارتدت الممثلة الأمريكية “فيوليت أفليك” سترة مزينة بخارطة فلسطين، رافضة حرب الإبادة الجماعية التي يمارسها الصهاينة في غزة وفلسطين، كما ارتدت المغنية النرويجية “هيلاري” العلم الفلسطيني، واصفة الفلسطينيين بـ “أقوى شعب على الأرض”.

كما اشتهرت أغنية “تحيا فلسطين وتسقط الصهيونية ـ ليفا بالاستينا” مع السابع من تشرين الطوفاني عام 2023، لتعود كلماتها وتتلألأ في كلّ المناسبات الإنسانية المتضامنة مع فلسطين، وتتردّد كأغنية أساسية باللغة السويدية، وكخلفية للكثير من الدبكات الفلسطينية في دول العالم، وعلى وسائل التواصل الاجتماعي.

وتقول سيرة هذه الأغنية إن “فرقة الكوفية السويدية” أطلقتها عام 1978، لمؤسسها الفلسطيني “جورج توتاري” عام 1972، وذلك بعد مغادرته لفلسطين إلى السويد في عام 1967، وصدرت أول مرة ضمن ألبوم “أرض وطني”، وتتحدث كلماتها عن فلسطين وانتمائها لشعبها زارع الأرض، وحاصد القمح، وقاطف الليمون، وعاصر الزيتون، مؤكدةً: “كل العالم يعرف أرضنا.. وسوف نحرّر أرضنا من الإمبريالية”، بينما تختتم بتوعّد واثق: “العالم بأجمعه سيشهد ذلك.. تحيا.. تحيا.. تحيا فلسطين، تحيا فلسطين وتسقط الصهيونية”.

وضمن هذه الإيقاعات النابضة بالانتصار والحياة، تكاثفت القصائد والروايات والقصص، كما تكاثفت التشكيلات اللونية في أعمال الفنانين السوريين والعرب والأجانب، لكن، أن يتخذ التضامن تصميماً فنياً على القماش، فهذا من القليل المتداول الذي فعلته مصمّمة الأزياء الإماراتية يارا بن شكر ابنة التشكيلية الإماراتية سلمى المري، لتعبّر عن هذا الحق بأسلوبها الخاص على القماش الذي جعلته لوحة تشكيلية بخلفية حمراء زاهية معبّرة عن دم الشهداء، وكتبت فيه باللغة العربية كلمة “حرة”، مكررة كظلال وردية وضوء أرجواني نافر، ليبدو التكرار حالة من الزركشة تتضمن دلالات التضحية وآلامها وآمالها وهي تدور في الفضاء محلقة مع حمامات السلام البيضاء وأغصان الزيتون الخضراء المثمرة المتفائلة وهي تحدق في السماء وتعانق تويجات شقائق النعمان، بينما كلّ عناصر اللوحة تردّد الجملة الواقعية المضرجة بالأرجوان: “كانت فلسطين، واليوم فلسطين، وإلى الأبد فلسطين”.