الزلزال يكشف ضعف إجراءات السلامة في اليابان
تقرير إخباري
أدّى الزلزال الذي بلغت قوته 7.6 درجات وضرب محافظة إيشيكاوا اليابانية والمناطق المجاورة لها حتى الآن إلى مقتل 77 شخصاً على الأقل وفقد 35 آخرين وتشريد ما لا يقل عن 33 ألف شخص.
ويُنظر إلى استجابة اليابان للزلزال – الأكثر دموية منذ عام 2016- حتى الآن على أنها ناجحة، ويرجع ذلك أساساً إلى الخبرة التي اكتسبتها على مدى العقود الماضية في التعامل مع العديد من الكوارث الطبيعية التي حلت بها. وقد ساهمت أنظمة التحذير من الزلازل والتسونامي المتطوّرة في البلاد وقواعد البناء العالية المستوى المقاومة للزلازل والشعب المدرّب جيّداً والمستعدّ لاتباع إجراءات الطوارئ المعمول بها، في تقليل عدد الخسائر البشرية والأضرار التي لحقت بالبنية التحتية.
ولكن مع استمرار مئات الهزات الأرضية في ضرب المنطقة، هناك مخاوف من حدوث انهيارات أرضية ومزيد من الأضرار للمباني، حيث لا تزال اليابان تواجه تحدّياتٍ هائلة في تنفيذ عمليات الإنقاذ والإغاثة.
من الصعب أن نتصوّر أن أي دولة أخرى كان بوسعها الاستجابة بطريقة أفضل لكارثة بالحجم نفسه. وعلى الرغم من ذلك تم الإعراب عن مخاوف جدية بشأن سلامة محطات الطاقة النووية في اليابان بعد زلزال يوم رأس السنة الجديدة، وهو ليس دون سبب ففي نهاية المطاف لا تزال الذاكرة حاضرة في الأذهان عن الدمار الذي سببه الزلزال الذي بلغت قوته 8.9 درجات والتسونامي الناتج عنه قبل 13 عاماً الذي ضرب الساحل الشمالي الشرقي لليابان ودمّر أنظمة التبريد في ثلاثة من المفاعلات في محطة فوكوشيما دايتشي للطاقة النووية ما تسبّب في انهيار ثلاثي أدّى إلى انتشار الغبار المشع على مساحات واسعة من الأراضي المحيطة به.
ويظل قرار طوكيو إطلاق المياه الملوّثة نووياً المستخدمة في تبريد قضبان الوقود النووي إلى المحيط الهادئ بدءاً من الصيف الماضي قضية شائكة بين اليابان وجيرانها.
ولحسن الحظ نجت جميع محطات الطاقة النووية في اليابان من أضرار جسيمة هذه المرة. لكن ورد أن إحدى المحطات في إيشيكاوا شهدت تعطيل نظام الكهرباء جزئياً في أعقاب الزلزال، بينما تسرّبت المياه من حوض الوقود المستهلك في محطة أخرى للطاقة النووية في محافظة نيغاتا بسبب الزلزال على الرغم من عدم اكتشاف أي خلل في التشغيل.
وتعتمد اليابان بشكل كبير على الطاقة النووية، وقد تمت إعادة تشغيل اثنتي عشرة محطة للطاقة النووية رسمياً منذ عام 2011، في حين حصلت خمس محطات أخرى على الإذن بإعادة التشغيل. وتخضع 10 مفاعلات أخرى أيضاً للتفتيش لاحتمال إعادة تشغيلها. ومن الضروري أن تضاعف اليابان جهودها التنظيمية والإشرافية لضمان سلامة محطات الطاقة النووية لديها من أجل مصلحتها ومصلحة بقية العالم.
هناء شروف