تحت السيطرة.. متحور جديد لسلالة “كوفيد” والوقاية الشخصية في مقدمة الأولويات
دمشق- حياة عيسى
أطلقت منظمة الصحة العالمية خلال الفترة القريبة الماضية تحذيراً بشأن المتحور الجديد لفيروس كورونا JN.1، الذي بدأ تصاعده في عدد من بلدان العالم بسرعة فائقة، ما أثار الخوف والفزع من تكرار تجربة كوفيد-19 القاسية، حيث صنّفت المنظمة المتحور الجديد JN.1 على أنه “مثير للاهتمام” منفصلاً عن السلالة الأم BA.2.86، وذلك بعد أن كان صُنِّف سابقاً على أنه جزء فرعي من تلك السلالة.
عضو اللجنة الاستشارية في فريق التصدي للأمراض للأوبئة والأمراض في وزارة الصحة الدكتور عصام أنجق بيّن في حديث لـ”البعث” أن هناك زيادة بعدد حالات الإنتانات التنفسية بشكل عام في هذا الفصل من السنة، وهذه الزيادة قد تكون أكثر من السنوات السابقة، ولكن بالنسبة لحالات المتحور الجديد “كورونا” لا يوجد زيادة كبيرة بل ما زالت ضمن الحدود للزيادة البسيطة، ففي مشفى الأطفال يتم تشخيص حالة أو حالتين في اليوم، وقد تمر أيام دون تشخيص أي حالة، علماً أن المشفى ملتزم بإجراء تحاليل “البي سي أر” لحالات كورونا لجميع الأطفال المصابين بالإنتانات التنفسية والصدرية، مع الإشارة إلى انتشار لفيروسات أخرى بالنسبة للإصابات الصدرية والتنفسية مثل فيروس h3 الذي تمّ تشخيص الإصابة به بعدة حالات مراجعة لمشفى الأطفال، وهناك اهتمام من منظمة الصحة العالمية بتأمين اختبارات لمعظم الفيروسات التي تسبّب الإنتانات التنفسية، ولاسيما أن المشفى يقوم بأخذ عينات لإجراء اختبارات للإنتانات الفيروسية المختلفة، بالإضافة إلى متحور “كورونا”، وليس هناك زيادة كبيرة بذلك المتحور وإنما هناك عدد حالات بسيط تمّ تشخيصها خلال الشهر الماضي.
كما شدّد أنجق خلال حديثه على ضرورة الوقاية واتباعها لأنها خير من العلاج بالنسبة لجميع الإنتانات التي تصيب الجهاز التنفسي، ولاسيما وسائل الوقاية الشخصية وخاصة بالنسبة لنظافة الأيدي، واستخدام الكمامة، والابتعاد عن الازدحام، واستخدام المحارم الورقية عند السعال والعطاس، مع التأكيد أن اللقاح هو الحلّ السليم والواقي من الإصابة بالمتحور الجديد، علماً أن لقاح “كوفيد” لا يزال موجوداً وضرورياً للوقاية من المتحور الجديد، وتوصي المنظمة بأخذ اللقاح للوقاية من متحور كورونا الجديد.
وبالعودة إلى تقرير منظمة الصحة العالمية – حسب أنجق – واستناداً إلى الأدلة المتاحة، فقد تمّ تقييم المخاطر التي يشكلها المتحور JN.1 بأنها منخفضة، على الرغم من ذلك ومع حلول فصل الشتاء يمكن أن يؤدي المتحور إلى زيادة عبء التهابات الجهاز التنفسي في العديد من البلدان، علماً أن المنظمة ستقوم بتحديث المخاطر بحسب الحاجة، وأن اللقاحات الحالية تستمر في توفير الحماية من الإصابات الخطيرة والوفاة الناجمة عن كلّ متغيرات فيروس كوفيد-19، بما في ذلك JN.1، وأن كوفيد-19 ليس مرض الجهاز التنفسي الوحيد المنتشر، بل إن حالات الإنفلونزا والفيروس المخلوي التنفسي والالتهاب الرئوي الشائع لدى الأطفال آخذة في الارتفاع.