أول عازف على الـ”هورن”.. فؤاد شلغين مسيرة فنية حافلة
هويدا محمد مصطفى
ورث فؤاد شلغين حبّ الفن من الطفولة، إذ بدأ شغفه بالموسيقا من خلال الاستماع للأغاني التي ضمّتها مكتبة والده الغنائية التي شكلت دوراً مهماً في بداية ذائقته الموسيقية في عالم الغناء الشرقي.
يعدّ فؤاد شلغين من أوائل الموسيقيين السوريين الذين اختاروا العزف على آلة غير معروفة للكثيرين، وهي آلة البوق الفرنسي أو الـ”هورن”، وبدأ مسيرته الفنية الغنية قبل أكثر من ثلاثين عاماً، شارك خلالها بالعديد من الحفلات الموسيقية في بلدان عربية وأجنبية عدة، وعمل مع عدد من قادة الفرق الأوركسترالية محلياً وعالمياً، وهو حاصل على إجازة في الموسيقا من المعهد العالي للموسيقا في دمشق اختصاص هورن وعود.
في عام 1996عزف شلغين في الفرقة السيمفونية الوطنية السورية وفرقة الموسيقا العربية منذ تأسيسها، وعمل مدرساً في المعهد العالي للموسيقا ومساعد مدرس في المعهد العالي للموسيقا، وشارك كعازف منفرد مع الفرقة السيمفونية الوطنية السورية وفي بلدان مثل أمريكا وتركيا والأردن والإمارات والعراق، بالإضافة إلى كونه عازف هورن في الفرقة التي شارك بمعظم حفلاتها داخل القطر وخارجه وعمل تحت قيادة العديد من قادة الأوركسترا العرب والعالميين /صاحب الوادي- ميساك باغبودريان-أحمد الصعيدي- ريكارد دوموتي- آلات بيجيه- ديفيد دراج- أمين كنفاني- ياشيل شام- سيلفان غازانسون، وشغل منصب رئيس قسم الآلات النفخية والإيقاعية في المعهد العالي للموسيقا، وحصل على منحة دراسية من الحكومة الفرنسية مدة سنة، حيث درس آلة الـ”هورن” في مدينة “ليون”، وشارك أيضاً في حفلتين للفنان إلياس الرحباني والعزف مع الفنانة ماجدة الرومي والفنان مارسيل خليفة، بالإضافة إلى مشاركته بالعزف مع العديد من الفرق الموسيقية منها الفرقة الوطنية للموسيقا العربية -أوكسترا أورفيوس- أوركسترا دمشق- أوركسترا شام الإيقاعية- فرقة سيد درويش- كورال غاردينيا- فرقة أماديوس موزارت- فرقة الفنان زياد الرحباني وغيرهما.
يهتمّ شلغين باللغة العربية والشعر وكتابة القصائد باللغة الفصيحة واللهجات المحكية، ولحّنت بعض قصائده وآخرها قصيدة “ابني”، لحن وتوزيع الفنان شفيع بدر الدين وغناء الفنانة رشا رزق، وعمل أيضاً بتدريس اللغة العربية بمنظار تقريبي بين الموسيقا والشعر اللذين تجمعهما اللغة والإيقاع، ولاحقاً في العروض الموسيقية من خلال التوافق بين الإيقاع الموسيقي والشعري ونقاط الالتقاء والقواسم بين اللغة والموسيقا والتي تتجلى بالوزن والإيقاع.
ويشارك شلغين، حالياً، بجولة موسيقية في الصّين، تستمر خمسين يوماً، وتشمل خمساً وعشرين مدينة صينية، ويعزف في هذه الجولة مع أوركسترا أوروبية تضمّ دولاً عديدة مثل رومانيا وإيطاليا وبلغاريا وروسيا وألمانيا بالإضافة إلى سورية ومصر، وتعدّ هذه التجربة بالنسبة للموسيقي فؤاد شلغين فريدة وغنية أتاحت له التعرف على 25 مسرحاً صينياً، ولقاء عدد كبير من جمهور الصين على امتداد رقعتها الجغرافية، وقد تخلّل هذه الزيارة ورشة عمل مع طلاب مدرسة موسيقية يعزفون آلة الـ”هورن” الذي عدّه شلغين من أجمل اللقاءات.