اقتصادصحيفة البعث

صناعة السيارات الكهربائية وسباق التنافس بين الصين وألمانيا

البعث- وكالات

عملت الصين منذ عام 2009 على خلق بيئة تحفيزية تجمع بين المنح المباشرة والمساعدات غير المباشرة للسماح بظهور شركات وطنية رائدة في قطاع السيارات الكهربائية.
وفي الوقت الذي لم تكن فيه هذه التكنولوجيا جاهزة لتنتشر بين عامة الناس، تمّ تشجيع السلطات المحلية على تجهيز أساطيل سيارات الأجرة والحافلات بالمركبات الكهربائية، وذلك بفضل المنح المقدّمة من قبل الحكومة المركزية التي تصل إلى 60 ألف يوان (7700 يورو) لكل سيارة و100 ألف يوان لكلّ حافلة.
وإلى عهد قريب، كانت الصين متخلفة في تصدير السيارات عن ألمانيا، لكنها باتت تتجاوزها الآن بشكل واضح، سواء في السيارات ذات محركات الاحتراق أو السيارات الكهربائية، وفي الوقت الذي عجزت فيه ألمانيا عن الوصول إلى حجم الإنتاج الذي كان قبل جائحة كورونا، تنمو السوق الصينية بشكل صاروخي.
وتستهدف الحكومة الألمانية الوصول إلى 15 مليون سيارة كهربائية على طرقاتها بحلول عام 2030، في إطار الإستراتيجية الأوروبية لحظر بيع سيارات محركات الاحتراق الداخلي، وهو هدف يشكّك فيه مهنيون من القطاع لأسباب تخصّ الأسعار المرتفعة للسيارات الكهربائية مقارنة بالسيارات العادية، وعدم وجود خطط دعم مادي قوية من الحكومة.
ولا تتجاوز نسبة استخدام السيارات الكهربائية داخل ألمانيا 2.4% من مجموع السيارات، حسب بيانات المكتب الاتحادي للمركبات عام 2022، بينما تبلغ في الصين 22%، وهو رقم ضخم نظراً لحجم السوق الصينية، حسب إحصائيات معهد الموارد العالمية، كما أنها نسبة ضخمة نظراً لأن الصين تتوفر على نحو 312 مليون مركبة مسجلة، مقابل 49 مليون مركبة في ألمانيا.
التطور الضعيف في عدد تسجيلات السيارات الكهربائية في ألمانيا يعود بشكل كبير إلى المشكلات التي تواجهها شركات صناعة السيارات الألمانية في التحوّل من السيارات العادية إلى هذا النوع الجديد، ومن المرجح أن تكون هناك عوامل أخرى، منها ضعف التمويل والعجز في محطات الشحن الكهربائية.

ومع ذلك، حققت صناعة السيارات الكهربائية قفزة في ألمانيا، ففي النصف الأول من عام 2023 أُنتجت 673 ألف سيارة بزيادة 93% في ألمانيا، جلّها من السيارات التي تعمل بالبطاريات بالكامل (بي إي في)، حسب بيانات جمعية الرابطة الألمانية لصناعة السيارات، مؤكدة أن هذا الرقم كان الأكبر أوروبياً في هذه الفترة.
غير أن الصين تتفوق كثيراً على ألمانيا في هذا القطاع، فشركة “بي واي دي” الصينية باعت وحدها 1.57 مليون سيارة كهربائية في عام 2023، وتفوقت حتى على شركة تيسلا، وباتت السيارات الكهربائية الصينية تقنع المستخدمين أكثر بأسعارها التنافسية.

وتحاول الشركات الألمانية اللحاق بالصين، ويؤكد هانز شومان أن المصنّعين الألمان سيقدمون 160 طرازاً إلكترونياً مختلفاً في جميع أنحاء العالم بحلول عام 2024، لافتاً إلى أن الابتكار سيكون عنوان السيارات الألمانية الكهربائية الجديدة.
ويضيف أن الشركات الألمانية ستعمل أيضاً على تصنيع 15 مليون سيارة كهربائية بحلول 2030، كما ستعمل على تحقيق رغبات المستخدمين، ومن ذلك الزبائن في الصين الذين يستخدمون السيارات كفضاء للخلوة، في خطوة من الشركات الألمانية لمنافسة الصين في سوقها المحلي.