الصفحة الاولىسلايد الجريدةصحيفة البعث

البيان الختامي لاجتماع اتحاد مجالس دول منظمة التعاون الإسلامي يطالب بتقديم مرتكبي جرائم الحرب في غزة إلى العدالة الدولية

طهران-سانا   

طالب اجتماع لجنة فلسطين في اتحاد مجالس دول منظمة التعاون الإسلامي بتقديم مرتكبي جرائم الحرب والإبادة الجماعية من قادة كيان الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني إلى العدالة الدولية، وإدانة مشاركة الولايات المتحدة في العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

وجاء في البيان الختامي للاجتماع الطارئ الذي عقد في طهران: “نطالب بتقديم مرتكبي جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية وجرائم الإبادة الجماعية الإسرائيليين للعدالة الدولية”، داعياً “المؤسسات الدولية القانونية وحقوق الإنسان إلى التحرك من أجل معاقبة الكيان الصهيوني وإلزامه بالتعويض المادي للضحايا، إضافة إلى تكليف الخبراء القانونيين بإعداد وثائق بشأن الجرائم، بهدف مقاضاته في المحاكم الدولية”.

وطالب البيان “بإدانة المشاركة الأمريكية في العدوان سواء من خلال المشاركة المباشرة بتزويد الكيان الصهيوني بأحدث منتجات الآلة الحربية الأمريكية، أو من خلال حمايته وتغطية جرائمه في المحافل الدولية”.

وشدد البيان على أن “جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية وجرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها الكيان الصهيوني تشكل انتهاكات صارخة للقوانين الدولية، وخرقاً متعمداً لقرارات الأمم المتحدة المعنية”، داعياً “المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته الكاملة لإدانة وإيقاف هذه الانتهاكات بشكل فوري”.

وأكد البيان أن القضية الفلسطينية “ستظل القضية المركزية للأمة الإسلامية، والقدس هي العاصمة الخالدة للدولة الفلسطينية، والشعب الفلسطيني هو الذي يقرر مصيره بنفسه وإرادته”.

ورفض البيان “كامل عمليات التهجير القسري والنزوح الداخلي للشعب الفلسطيني واستمرار الأعمال الاستفزازية والعنيفة التي يقوم بها المستوطنون الإسرائيليون، إضافة إلى المطالبة بوقف هذه العمليات وعودة جميع اللاجئين الفلسطينيين إلى أرضهم ووطنهم الأصلي”.

وشدد البيان على “الدعم الكامل لمقاومة الشعب الفلسطيني، حيث تعتبر مقاومة الاحتلال حقاً شرعياً لجميع الشعوب”، مطالباً “جميع حكومات العالم بـ “تحمل مسؤولياتها بعدل وشفافية في حكمها على العدوان الهمجي الذي يشنه الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني”.

ودعا البيان الختامي إلى “الوقف الفوري للأعمال العدائية في غزة وعموم الأراضي الفلسطينية، ووقف جميع العمليات العسكرية وانسحاب جيش الكيان الصهيوني وإنهاء الحرب العدوانية”، إضافة إلى “تنسيق الجهود من أجل إيصال المساعدات الإنسانية والقيام بالمساعدة المالية الضرورية وتأييد المشاريع والاستثمارات وبذل جميع الجهود لوقف العمليات والخطط الصهيونية للاستيطان والضم في الضفة الغربية وتفكيك المستوطنات، كونها غير قانونية، إضافة للعمل على سن التشريعات اللازمة لدعم الشعب الفلسطيني ومواجهة الاحتلال”.

وفي وقتٍ سابق انعقد في العاصمة الإيرانية طهران، بمشاركة سورية، الاجتماع الطارئ للجنة فلسطين باتحاد مجالس دول منظمة التعاون الإسلامي لبحث آليات التعاون البرلماني والأوضاع على الساحة الفلسطينية، وخاصة عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة ووضع آلية لوقف العدوان وإيصال المساعدات الإنسانية إلى القطاع.

وقال رئيس مجلس الشعب حموده صباغ في كلمة خلال الاجتماع: إن الشعب الفلسطيني الأعزل ذاق على مدى أكثر من خمسة وسبعين عاماً مرارة القتل والتهجير والتشريد، على أيدي أناس فقدوا أي إحساس بالإنسانية، ولقد تبين للعالم أجمع بعد الفظائع الكبيرة التي جرت منذ أكثر من ثلاثة أشهر وما زالت تجري حتى هذه اللحظة، من عدوان صهيوني دموي مدمر وممنهج استهدف الإنسان الفلسطيني أولاً، وأسفر عن سقوط الآلاف من الشهداء والجرحى المدنيين الأبرياء، إضافة إلى التدمير الهمجي المقصود للبنى والمنشآت التحتية والمستشفيات والخدمات الأساسية والضرورية تبين أنه ليس وليد لحظته، بل تم التخطيط له وإمداده بالخدمات اللوجستية والفنية بشكل سافر وواضح من الولايات المتحدة الأمريكية ودول الغرب مدعي الديمقراطية وحقوق الإنسان، وهم أبعد ما يكونون عن ذلك.

وأوضح صباغ أن المآسي التي نراها يومياً في صور الشهداء والجرحى من الأطفال والنساء والشيوخ والدمار والتخريب الكبير الذي تقوم به قوات كيان الاحتلال الصهيوني عامدة متعمدة، إنما في حقيقته يشير بوضوح إلى الأدوات الخبيثة والماكرة التي تهدف إلى تهجير أهلنا في غزة قسراً من ديارهم، في مشهد يتكرر دائماً منذ وعد بلفور المشؤوم عام 1917، مروراً بإنشاء الكيان السرطاني الإسرائيلي الغاصب على أرض فلسطين وحتى اليوم لتغيير معالم وبنية الأرض وإفراغها من أهلها الأصليين وإحلال قطعان المستوطنين مكانهم، في انتهاك صارخ لأبسط مقومات العدالة وحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني، وفي مخالفة صريحة لمبادئ ومقاصد وأهداف الأمم المتحدة وقرارات الشرعية الدولية المتعلقة بهذا الشأن.

وأشار صباغ إلى أن ما جرى ويجري يومياً من انتهاكات خطيرة ومستمرة بحق أهلنا في غزة يكرس فعلياً وعملياً وواقعياً منطق إرهاب الدولة المنظم الذي يجسده كيان الاحتلال الصهيوني على مرأى ومسمع المجتمع الدولي، الذي يقف صاغراً ساكناً يدير وجهه من دون أن تصدر عنه أي مبادرات جدية لوقف آلة القتل والدمار التي تفتك بأهلنا في فلسطين.

وقال صباغ: إن شعوبنا محبة للسلام وتسعى من أجل ترسيخه بشتى الطرق والوسائل، ومع كل يوم تزداد قناعاتنا بأن كيان الاحتلال الصهيوني هو أبعد ما يكون عن هذا المسار، فهم يريدون تحقيق كل شيء ما عدا تحقيق السلام ، ناسين أو متناسين عمداً دروس التاريخ من أنه لن يموت حق وراءه مطالب، وأن الحق عائد لأصحابه شاء من شاء وأبى من أبى، وأن مصير الغزاة والمعتدين إلى مزابل التاريخ، ومصير المقاومين الخلود في صفحات التاريخ.

وأضاف رئيس مجلس الشعب: إن فلسطين كانت وما زالت هي النجم الساطع الذي لا يخفت بريقه إلى الأبد، في سماء هذه الأمة، مهما اشتدت عليها الآلام والمواجع، وهي متماهية في كياننا ووجداننا وأفئدتنا وذواتنا، وموضعها في قلب أمتنا العربية والإسلامية، كموضع القلب من الجسد، فلا كرامة لنا من دون فلسطين، ولاحياة لنا من دون القدس، لافتاً إلى أن ما يسطره أهالي فلسطين من مقاومة وتصدٍّ أسطوري في مواجهة منظومة القتل والإجرام الصهيونية أنموذج عظيم في الصمود والكفاح المستمر مهما غلت التضحيات للوصول إلى النصر والتحرير.

ولفت صباغ إلى أن وقوف الشعب العربي الفلسطيني البطل في وجه واحد من أفظع الكيانات العنصرية في التاريخ، يؤكد أن هذا الشعب سلك المقاومة طريقاً له، وأن هذا الطريق أكثر جدوى وأكثر فخراً وعزة وأنه المنتصر في النهاية مهما عظمت المحن وتوالت نوائب الأيام.

وبين صباغ أن ما تعرضت وتتعرض له سورية منذ ما يقرب من ثلاثة عشر عاماً وحتى اليوم من حرب كونية شنت عليها من قوى الشر والعدوان والإرهاب العالمي، وما تلاها من حصار جائر فرض على الشعب السوري في جميع مناحي حياته، إضافة إلى محاولات العدو الإسرائيلي الرامية إلى توسيع رقعة العدوان وممارسة أقصى درجات الاستفزاز من خلال الاعتداءات المتكررة على الأراضي السورية وفق خطة ممنهجة ومرسومة لقصف المواقع والمنشآت المدنية والبنى التحتية، إنما كان سببه الرئيس تمسكنا بمبادئنا وثوابتنا الوطنية والقومية، وفي مقدمتها قضية فلسطين، قضيتنا المركزية، وعدم مساومتنا أو تفريطنا بحقوقنا المشروعة في استعادة كامل أراضينا المغتصبة في الجولان العربي السوري المحتل وفلسطين السليبة، وهذا ما أكده ويؤكده على الدوام السيد الرئيس بشار الأسد أن القضية الفلسطينية ستبقى حية في ضمير الأمة، حتى إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.

وأضاف صباغ: نقول لأهلنا في فلسطين عموماً وغزة خصوصاً، إننا معكم ونحن وأنتم شعب واحد..فعدونا واحد.. ومصيرنا واحد.. ومعركتنا واحدة.. ونصرنا واحد بإذن الله.. ولن نرضى حلاً بديلاً عن المقاومة وعودة المهجرين إلى أرضهم وإقامة الدولة الفلسطينية الواحدة وعاصمتها القدس الشريف.

وأكد صباغ وقوف سورية إلى جانب الشعب الفلسطيني، معرباً عن أمله في أن يسفر الاجتماع عن تقديم وسائل وسبل الدعم الممكنة كافة لتعزيز صموده، والخروج بقرارات إدانة وشجب واستنكار لحملات التهجير العرقي والقسري التي تفرضها قوات الاحتلال على الفلسطينيين في محاولاتها الرامية لتنفيذ مشروعه العنصري الخبيث، مشدّداً على ضرورة القيام ما أمكن فرادى ومجتمعين، بالتواصل مع المجالس والاتحادات الإقليمية والدولية، ومع المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياتهم الأخلاقية والقانونية والإنسانية، للضغط على حكومة الكيان الإسرائيلي الغاشم، للإيقاف الفوري لأعمالها الإجرامية بحق أخوتنا في غزة، وفتح المعابر لتسهيل دخول الخدمات الأساسية والصحية والغذاء، والسماح بدخول طواقم الإغاثة الطبية لتقديم العلاج العاجل للجرحى والمصابين.

من جهة أخرى توجه صباغ مجدداً باسم مجلس الشعب بخالص عبارات المواساة والتضامن والتعازي لأهالي وأسر الشهداء الذين سقطوا جراء التفجيرين الإرهابيين في مدينة كرمان، راجياً المولى عز وجل أن يسكنهم فسيح جناته ويمن بالشفاء العاجل على الجرحى والمصابين.

للمزيد من التفاصيل إضغط الرابط