ثقافةصحيفة البعث

نضال عديرة: دعونا نحترم جمهور المسرح ونقدّم ما يليق فيه

البعث- المحررة الثقافية

بدأ مسيرته المسرحية من خلال المسرح الشبيبي الذي تربطه به علاقة خاصة، أصرّ على استمرارها حتى بعد إنجازه مخرجاً وممثلاً لنحو 100 عرض مسرحي وتأسيسه لفرقة “أليسار” المسرحية، عرفاناً منه بأن هذا المسرح قدّم الكثير له وللعديد من المسرحيين، ما جعلهم بمكانتهم التي هم عليها اليوم من خلال دورات التدريب والإخراج التي كان يقيمها، وما يزال يقدّم الكثير من الدعم  للشباب للتعبير عن إمكانياتهم وصقل مواهبهم التي يستثمرها الفنان نضال عديرة في أغلب أعماله التي يشارك بها سواء باسم المسرح الشبيبي أو باسم فرقته.

ما أهمية تفعيل المسرح الشبيبي ومسارح المنظمات الشعبية لتكون شريكة في تطوير الحركة المسرحية في سورية؟.

بدأت من خلال مسرح الشبيبة، ولولا رعايته لي وللشباب ما استطعت أن أجد منبراً أعبّر فيه عن ذاتي وشخصيتي، وما أزالُ مخلصاً لهذا المسرح حتى اللحظة، وأفتخر بذلك، لذلك فإن تفعيل دور المسرح في المنظمات الشعبية أمر مهمّ جداً لاحتضان المواهب التي ترفد الحركة المسرحية بالممثلين والمخرجين.

حدّثنا عن فرقتك أليسار” ومهرجانها المسرحي السنوي؟.

كان تأسيسي لفرقة “أليسار” المسرحية حلماً وتحقّق، واستطاعت الفرقة خلال فترة قصيرة إثبات حضور مميز على الساحة المسرحية من خلال إنجازها للعديد من الأعمال، إلى جانب تدريبها للمواهب وإقامتها لمهرجان سنوي احتفى بنسخته الأخيرة، الدورة الخامسة، بنصوص الكاتب المسرحي الراحل وليد إخلاصي، ولا أخفي أن إقامة مهرجان مميّز كان هاجساً بالنسبة لي، وقد نجحنا في إقامته، وفكرته تقوم على الاحتفاء بنصوص كاتب سوري في كل دورة من دوراته، بحيث تكون جميع العروض المشاركة فيه من نصوص الكاتب المسرحية، وما يسعدني، اليوم، أنّ المهرجان أصبح ذا طابع عربي من خلال مشاركة شخصيات عربية فيه، وهنا أودّ أن أشكر مسرح قومي اللاذقية ومديرية الثقافة ومديرية المسارح الموسيقا ووزارة الثقافة على احتضانهم ورعايتهم له.

قدمتَ مؤخراً مسرحية طوفان الأقصى” للكاتب الياس الحاج، فما أهمية مثل هذه العروض برأيك؟.

“طوفان الأقصى” وما يشبهها من أعمال مهمّة جداً، لأنها تؤكد أن القضية الأساسية بالنسبة إلينا هي قضية فلسطين التي لن تموت، وقُدم العرض بالتعاون بين مؤسسة “صباء” بيت الفن والأدب (قسم الفنون المسرحية) ومديرية الثقافة في اللاذقية لتأكيد أن الفن رسالة سامية، فكانت هذه المسرحية الغنائية التي تحاكي الظروف التي عاشها الشعب الفلسطيني من قتل وتهجير وتنكيل منذ عام ١٩٤٨ جسّدتها عائلتان من فلسطين في العمل، كما تتطرق المسرحية لحرب تشرين التحريرية، مع التركيز على “طوفان الأقصى” وانتقال المقاومة من الدفاع إلى الهجوم لكسر غرور المستعمر الإسرائيلي.

كيف انعكست الحرب السورية على ما قدمتَه؟ وأي مهمة للمسرح في زمن الحرب برأيك؟.

أثّرت الحرب على المسرح كغيره من المجالات الأخرى وبشكل سلبي على صعيد الكم وإقامة المهرجانات الدولية وتبادل الخبرات، كما أثرت كذلك على الحالة النفسية والإبداعية، ومهمة المسرح أن يكون نبض الشارع وعلى الجبهة، مثله مثل الجندي، وتكمن مهمة المسرح في توعية الشباب وتربية الطفل على حب الوطن وكشف زيف العدو.

الحديث دوماً عن التأثير الكبير للمسرح ودوره في التغيير، فهل نجح مسرحنا في ذلك؟.

أعتقد أن أثر المسرح ما يزال محدوداً لقلة العروض وعدم وصولها إلى أماكن وقرى بعيدة عن المدن، لذلك أتمنى أن نستطيع إيصال المسرح بطريقة أو بأخرى إلى كل الناس.

أي علاقة تربطك بهذا الفن؟ وماذا تحقق مما كنتَ تحلم به كمسرحي؟.

علاقتي بالمسرح لا توصف، فأنا لا أعرف أن أنتمي إلا إليه، وأعتقد أنني حققتُ كمسرحي جزءاً مهماً من أحلامي، وأهمها أنني أسست فرقة مسرحية أصبحت معروفة، كذلك أسست مهرجاناً مسرحياً مميزاً على صعيد الوطن العربي، أما الذي لم يتحقق فسأبقى أحلم به، وكلّي أمل بتحقيقه.

هل أثر وجودك في اللاذقية بعيداً عن العاصمة على ما كنتَ تطمح إليه؟.

على صعيد المسرح لم يؤثّر بعدي عن العاصمة، لأن اللاذقية مسرحياً لا تقلّ أهمية عن دمشق.

ما هي المرحلة الأجمل في مسيرتك المسرحية وإنجازاتك فيها؟.

كل عرض مسرحي لي كمخرج أو كممثل مرحلة جميلة، وكل لحظة أقضيها في المسرح أعتبرها إنجازاً.

ما بين مسرح الكبار ومسرح الصغار، وما بين الإخراج والتمثيل لمن تميل أكثر؟.

أميل إلى العمل في المسرح بشكل عام، وأجد نفسي مخرجاً أكثر من كوني ممثلاً.

كيف تفهم عمل المخرج المسرحي؟.

المخرج هو من يبثّ الحياة في النص، أي أنه شريك مع الكاتب لإحياء الشخصيات، والمخرج هو من يصنع الفرجة في المسرح.

ماذا يعني لك اليوم العربي للمسرح؟ وما هي أبرز أمنياتك فيه على صعيد المسرح؟.

أي ذكر أو احتفاء أو تقدير للمسرح يعنيني، فكيف إذا كان يوم المسرح العربي؟ أما أمنياتي فهي أن يرتقي المسرح العربي إلى أعلى المستويات وأن يلقى دعماً واهتماماً أكبر.

ما هي كلمتك للمسرحيين السوريين بشكل عام ومسرحيي مدينة اللاذقية بشكل خاص؟.

كونوا يداً وعيناً وقلباً وروحاً واحدة ودعونا نحترم جمهورنا ونقدم له ما يليق به.