ثقافةصحيفة البعث

احتفالاً بيوم المسرح.. “مليكة هذا النهار” على خشبة قصر الثقافة 

السويداءـ رفعت الديك

احتفل مسرحيو السويداء وجمهورها، بيوم المسرح العربي، وذلك على خشبة قصر الثقافة.

وتضمنت الاحتفالية عرضاً مسرحياً بعنوان “مليكة هذا النهار”، وتركز أحداث العرض المأخوذ عن نص للكاتب الصحفي التشيلي “هنري فارويتش” على أهمية الحفاظ على الأسرة، لأن هدمها يؤدي إلى هدم الوطن.

وينطلق العرض من المسرح الواقعي، وتطرح فكرته الأساسية التفكك الأسري والذي يشكل بداية لهدم الأوطان، وهذه حقيقة ما قدمه النص، بأن دلالة انهدام المنزل هي بداية الانهدام الأسري والمجتمعي ككل.

وفي كلمتها الترحيبية، تحدثت مديرة ثقافة السويداء ليلى أبو فخر عن المسرح ومتعته الخالدة في عصر التكنولوجيا عبر قدرته على مس شغاف القلوب، وتحقيق أثر فكري في الوجدان، مع الإشارة إلى دوره في خلق توازن بين الحداثة والأصالة ومعالجة القضايا الراهنة بجرأة بهدف الإصلاح البناء والدفاع عن الهوية القومية في وجه العولمة والانفتاح على الثقافات.

بدوره، أشار مدير المسرح القومي بالسويداء المخرج المسرحي رفعت الهادي في حديثه للـ”البعث” إلى أنه في هذا اليوم يجتمع كل مسرحيي العالم، لأنّه يعني قبول الآخر بتناقضاته وأفكاره، وهو حالة مقايضة بين مختلف الثقافات والأذواق، وهو توازن بين الحداثة والأصالة حيث يعيد إنتاج الماضي برؤية معاصرة.

كما تحدث الهادي عن التطور الذي شهدته الحركة المسرحية في المحافظة خلال الفترة الماضية، وما تحتضنه من كتّاب وممثلين ومخرجين، وحرص المسرح القومي بالسويداء على تقديم عروض بشكل دائم لتعزيز وتكريس ثقافة هذا الفن عند الجمهور.

بدوره، قال نقيب الفنانين في السويداء معن دوير: “في هذا اليوم تتوحّد كلمة المسرح، وكان الشرف لكل المسرحيين العرب أن يقع الاختيار هذا العام على الممثلة الكبيرة سميحة أيوب بتاريخها الحافل، لكي تلقى كلمتها على خشبات المسرح العالمي وأمام كل المسرحيين العالميين”، مضيفاً: “المسرح هو جزيرة للحرية فهو يتميز عن بقية الفنون بأنه يخوض تحديات كثيرة مع كل ولادة جديدة، وهو رئة الشعوب تتنفس من خلاله وتحيا، وتالياً علينا أن نعيش سحر المسرح، لأنه ينعش حياتنا ويضيء أرواحنا ويصنع مستقبلنا”.

                          جمهور ذواق

جمهور السويداء الذواق للفن والمحب للمسرح يشكل بيئة حاضنة لمثل هذا النوع من النشاطات، والمسرح بالنسبة إليه يعيد الإنسان إلى روحه وجذوره ووجدانه، ويربطه ُ ربطا ً سحرياً بأرضه ولغته وتاريخه ومستقبله، وهو في تكوينه يرفض كلّ ما يفرّق، ويحرض على الحوارِ المثمرِ وعلى الفعل والتفاعل، كما يقول الفنان فراس حاتم الذي أشار إلى دور المسرح في إخراج الكلمات التي في داخلنا لتوقظ الجوهر المفقود والحر والمحب والمتقبل للآخر، ونبدد صورة الوحشية والعنصرية وأحادية التفكير والتطرف.