رياضةصحيفة البعث

نقطة مهمّة لمنتخبنا في بداية المشوار الآسيوي.. ولكن!

حلب – محمود جنيد
سجّل منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم أولى نقاطه في بطولة كأس آسيا بتعادله دون أهداف أمام نظيره منتخب أوزباكستان في افتتاحية الفريقين لحساب المجموعة الثانية، بينما كانت النتيجة أفضل في مواجهة نسخة 1996 التي قصّ من خلالها منتخبنا شريط انطلاقته بالفوز بهدفين لهدف، وهكذا تبدو المقاربة النظرية، بينما تكشف النظرة التحليلية الأكثر عمقاً للمشهدين، اختلافاً جوهرياً في الظروف والمعطيات، إذ واجه نسورنا يوم أمس نسخة متطورة جداً عن سابقتها للمنافس الأوزبكي، الذي يمتلك حالياً منتخباً منظماً محضراً بشكل جيد على كافة الصعد، ويمتلك تشكيلة منسجمة متكامله بصبغة لعب جماعي منضبط، وكل ذلك عكس واقع منتخبنا قبل البطولة!.
المهمّ أن مدربنا كوبر كان بالأمس وفياً لأفكاره التكتيكية الدفاعية، مع إضافة لمسة أعطت بعداً متطوراً للنهج الدفاعي، من خلال الضغط المتقدم في مرحلة من مراحل المباراة والذي عطل به محاولات بناء الهجوم للاوزبك وأجبرههم على التمترس في الخلف منعاً لأي ضربة غير متوقعة.
وبشكل عام يمكن القول بأن التنظيم الدفاعي الذي لعب به منتخبنا كان ناجعاً ورادعاً للمنافس الذي لم يكن بيومه وجعل استحواذه سلبياً غير ذي فاعلية أو مولد للخطورة على مرمانا، من خلال الانتشار السليم الذي غطى مساحة الملعب، وخلق الكثافة العديدة في حالة الانقضاض لعرقلة الهجوم أو استرجاع الكرة، ضمن مفهوم الدفاع المتكاتف الذي توضحه دور اللاعبين في الإسناد الفعال في حالة الارتدادات الدفاعية.
جميع اللاعبين ومنهم من شارك لأول مرة بعد التغييرات التي أجراها كوبر على منظومة لاعبي المنتخب كانوا على الموعد يوم أمس، وأظهروا حساً عالياً بالمسؤولية، ولعبوا بروح عالية لم نشهدها في منتخبنا منذ زمن، وكان التحدي عنواناً واضحاً للتغطية على ظروف التحضير وخيبة التصفيات المزدوجة، وتأكيد صوابية خيار تواجد كل لاعب في التشكيلة التي اختارها كوبر، وما كان ينقص تلك الروح هو المغامرة المرحلية المحسوبة في الحالة الهجومية، التي لم غابت بتحولاتها وتشكيلاتها التكتيكية، وحضورها الذي يشعرنا بأننا قادرون على التسجيل وتحقيق ما هو أفضل من نقطة تعادل، ولاسيما أن المنتخب الاوزباكي لم يكن في يومه وبأفضل أحواله ولذلك شقين الأول متعلق به، والآخر فرضه منتخبنا من خلال المستوى الذي ظهر به خلال المباراة.
نقطة أولى في مونديال آسيا لمنتخبنا، كانت حلوة، وإيجابية كنتيجة تعادل بالمقياس العام، مع تفهم الوضع الهجومي المترهل الذي يحتاج للوقت للتبلور مع تشكيلة جديدة بينها لاعبون تحت 23 سنة على غرار الجناحين عمار رمضان ومحمود أسود اللذين مثلا الرؤية المستقبلية لهذا المنتخب.
القادم أصعب أمام أستراليا الخميس المقبل والوصفة جاهزة (النظام الدفاعي) مع ضرورة الإعداد الذهني العالي، لتحقيق نتيجة إيجابية أقلها التعادل أمام منتخب أسترالي أوروبي الطابع.