الردّ الإيراني المتزامن رسالة واضحة
تقرير إخباري
صيد سمين وقع في أيدي الاستخبارات الإيرانية، على خلفية التفجيرين الإرهابيين اللذين وقعا في محافظة كرمان الإيرانية جنوبي شرقي البلاد على الطريق المؤدّية إلى مرقد الشهيد قاسم سليماني في الثالث من كانون الثاني الجاري، وبناء على المعلومات الأولية التي حصلت عليها إيران من هذا الصيد، استهدف حرس الثورة الإيراني مقرّات “الحزب التركستاني” الإرهابي في إدلب، ومقرّاً للموساد الإسرائيلي في أربيل.
هذا الصيد هو أحد منفّذي الهجوم الإرهابي، المدعو بازيروف بوزروف (إسرائيلي، 24 عاماً)، ويحمل الجنسية الطاجيكية، واسماً مستعاراً هو عبد الله الطاجيكي، وهو منتمٍ إلى تنظیم “داعش” الإرهابي.
مقرّ الموساد المستهدف في أربيل، هو المقرّ الثالث في المنطقة من حيث الاستحكام المعماري، وقد صمّم من طبقتي اسمنت، وزوّد برادارات وأجهزة تنصّت، وأدّى القصف الصاروخي إلى القضاء على 4 مسؤولين رفيعي المستوى في الموساد حسب وكالة فارس للأنباء.
وفي المقلب الآخر، ذكرت الوكالة أنّ القصف الصاروخي الإيراني على الإرهابيين في إدلب أدّى إلى القضاء أيضاً على عدد من قادة تنظيم “داعش” الإرهابي.
هذا الاستهداف المزدوج يؤكّد أن إيران تربط مباشرة بين الموساد الصهيوني والجماعات الإرهابية الموجودة في إدلب، ليس فقط بناء على اعترافات عميل الموساد الطاجيكي الإسرائيلي المنتمي فعلياً إلى تنظيم “داعش”، وإنما ربطاً بعملية الاغتيال السابقة التي قام بها الموساد الصهيوني باغتيال القائد البارز في حرس الثورة، رضي موسوي، بعدوان إسرائيلي استهدف محيط منطقة السيدة زينب في ريف العاصمة السورية دمشق في 25 كانون الأول الماضي.
وهذا الربط يعني شيئاً واحداً أن مقرّ الموساد الاستخباراتي الذي يخطّط للعمليات الإرهابية في الداخل الإيراني، والمنطقة عموماً، موجود في أربيل، بينما خزان الإرهابيين المستخدمين في العمليات الإرهابية مقرّه إدلب السورية، وهذا يعني أن هناك من يسهّل تنقّل هؤلاء الإرهابيين على خط مستقيم من إدلب إلى الحدود العراقية إلى أربيل، وذلك الطريق تسيطر عليه بالكامل تركيا والولايات المتحدة الأمريكية، وربّما يكون الحزام الأمني الذي تطالب به تركيا في شمال سورية مخصّصاً لهذه الغاية.
النتيجة الأخرى التي يمكن الوصول إليها من كل ذلك، أن هناك شراكة واضحة بين كل الجماعات الإرهابية التي تنشط في الجزء الشمالي من كل من البلدين سورية والعراق، وجميع هؤلاء مع القوات المحتلة الموجودة هناك يعملون تحت إمرة الموساد الإسرائيلي، الذي يقوم بإدارة عملياته في المنطقة انطلاقاً من أربيل، والمناطق التي تسيطر عليها مليشيات “قسد” العميلة والعصابات الإرهابية العميلة لتركيا.
وأخيراً، باتت عملية الربط بين الموساد المقام على أنقاض العصابات الصهيونية الشهيرة “الهاغانا وشتيرن وآرغون”، والتنظيمات الإرهابية الموجودة في المنطقة حالياً، شديدة الوضوح، حيث انتقل الصهاينة من إدارة الإرهاب بالأصالة إلى إدارته بالوكالة، وهذه هي الرسالة التي أرادت طهران إرسالها من خلال الاستهداف المتزامن لكلتا المنطقتين.
طلال ياسر الزعبي