ارتفاع سعر مازوت المداجن سيضاعف رأس المال اللازم للعملية الإنتاجية
دمشق – زينب محسن سلوم
وسط متاهات رفع الأسعار المتكرّرة التي لا تنتهي، يقف المواطن بعد كلّ قرار في حالة من الصدمة، متسائلاً عن جدوى قرارات مثل رفع سعر مازوت المداجن إلى 8 آلاف ليرة، ونتائجها المتوقعة على المستوى الاقتصادي، وهل يا تُرى يوضع بالحسبان دخل المواطن ومدى تأثره السلبي وتراجع المستوى الاقتصادي حدّ العجز لأصحاب الدخل المحدود، في وقت تكرّر فيه الجهات العامة تأكيدها على دعم الإنتاج الزراعي بشقيه النباتي والحيواني، لنفاجأ على أرض الواقع بقرارات رفع أسعار المدخلات.
وكانت ردود المواطنين الذين التقتهم “البعث” على القرار مستهجنة، يقيناً منهم أنه سيجعل من أسعار البيض ولحم الفروج تتجاوز قيمة راتب الموظف، وخاصةً في القطاع العام، كما سيجعل من استهلاك البيض في حدوده الدنيا وللضروريات فقط!.
وتساءل عبد الله (موظف) عن دور لجنة حماية المستهلك من هذا القرار، متوقعاً أن ترتفع الأسعار إلى ثلاثة أضعاف، مردفاً: أين الدعم للقطاع الزراعي الذي يتحدثون عنه ؟، كما تساءل أحد المواطنين عن القدرة اليومية للموظف على جلب مادة البيض لعائلته حتى لوجبة واحدة فقط بعد أن يتجاوز سعر البيضة الواحدة 4000 ليرة وربما أكثر؟!.
في حين بيّن أحد مربي الدواجن خلال حديثه لـ”البعث” أن القرار سيكون لمصلحة المربين، وفي الوقت نفسه لن ينعكس على ارتفاع الأسعار في حال استلم المربي كامل حصته من مادة المازوت، حتى لو كان بسعر 8 آلاف ليرة لليتر، كون المربي أساساً لا يستلم حصة المازوت كاملة، ويضطر في معظم الأحيان إلى شراء المادة من السوق السوداء بأسعار قد تصل إلى 20 ألف ليرة لليتر الواحد.
من جهته أوضح نزار سعد الدين، رئيس لجنة الدواجن في غرفة الزراعة، في تصريح خاص لـ “البعث” أن هذا القرار سيشكل عبئاً إضافياً على تكاليف الإنتاج في المداجن، مؤكداً أننا سنشهد مجدّداً بعد هذا القرار ارتفاعاً للأسعار، وحدوث فجوة كبيرة في العرض والطلب للمادة، إضافة إلى عزوف أعداد متزايدة من المربين عن التربية بعد هذه الارتفاع وخروجهم من قطاع الدواجن، ما سيؤدي وبشكل حتمي إلى تراجع كبير في الإنتاج.
ولفت سعد الدين إلى أن مربي الدجاج البياض القائمين بالإنتاج حالياً سيعانون من ارتفاع أسعار المحروقات، وتضخم رأس مال العملية الإنتاجية، إضافةً إلى ارتفاع تكاليف إنتاج البيض لكونهم من يوفر تلك المنتجات بالأسعار الموجودة في الأسواق قبل هذا القرار، ما سيعرّضهم لخسائر فادحة لا تُحمد عقباها بعد أشهر من العملية الإنتاجية.
وحول تساؤلنا عن إمكانية تأمين كامل مخصّصات الدواجن من مادة المازوت بسعر 8000 ليرة، أكد سعد الدين أن التعليمات التنفيذية للقرار لم تصدر لغاية الآن، ولا نعلم إلى الآن هل سعر 8000 ليرة هو لنسبة من المخصّصات أم لكامل المخصّصات؟.
من جهةٍ أخرى، أشار سعد الدين إلى أن الوضع الحالي لقطاع الدواجن جيد، ولا توجد أي أمراض أو جوائح، ولكن في الوقت نفسه يوجد سوء إدارة واستهتار من قبل بعض المربين، ما يسبّب لدى أفواجهم عدداً من الأمراض وبعض حالات النفوق الفردية.