دوري كرة الظل بلا مستوى.. ومقومات النجاح غائبة تماماً
ناصر النجار
الحديث عن دوري الدرجة الأولى لكرة القدم أسوأ من الحديث عن الدوري الأولمبي الذي ذكرنا بعض سلبياته سابقاً، فدوري الدرجة الأولى غير ناضج وغير كامل، ولا يعبّر عن وجود كرة القدم في الظل. والمفترض أن يكون هذا الدوري رديفاً للدوري الممتاز بكل ما تعني الكلمة من معنى، لكن الشكل العام للدوري يوحي بأنه دوري أشبه بدوري الأحياء الشعبية!
ودوماً، فإن السؤال المحقّ: عندما نعلن عن تنظيم بطولة أو مسابقة أو دوري يجب الإعلان عن الهدف من وراء ذلك، وهذا الأمر غائب عنا لأننا نشعر أنه يجب أن تُقام المسابقة بغضّ النظر عن أهدافها وعن سبلها وعن مقوماتها.
دوري الدرجة الأولى هاوٍ، فلا عقود احترافية ولا مال ولا دعم، حتى إنه بعيد كلّ البعد عن الأضواء، لذلك نطلق عليه في بعض الأحيان اسم دوري كرة الظل.
سلبيات دوري كرة الظل كثيرة، ونبدأ بالعدد المعتمد، فقد اعتمد اتحاد كرة القدم لهذا الموسم ثمانية وعشرين فريقاً تمّ توزيعها على أربع مجموعات، بحيث تضمّ كل مجموعة سبعة فرق. وبالمحصلة العامة، فإن أغلب الفرق، وعددها عشرون فريقاً، لن تلعب أكثر من اثنتي عشرة مباراة في الموسم كله، وهذا يستغرق شهرين لأداء المباريات، وشهراً من الاستعداد، ثم تنام هذه الفرق تسعة أشهر؛ وهذا لا يصنع كرة قدم البتة، ولا يحيي الروح في هذه الأندية لأنها ستغطّ في سبات طويل؛ وهذا يتكرّر كل موسم يدون أن يتمّ الحديث عن تطوير هذا الدوري من خلال تغيير شكله وأسلوبه ليكون أكثر جدوى من الأسلوب الحالي المتبع. وإذا كان عذر الاتحاد أن الأندية تعيش في ضائقة مالية، فالحلّ بسيط، فمن لا يستطيع تأدية دوري كامل عليه ألا يشارك فيه، وليمارس هوايته على مستوى المحافظة وضمن إمكانياته.
الدوري بشكله الحالي لم يأخذ الحدّ الأدنى من الجدية من العديد من الفرق، ففريق المحافظة صاحب المنشآت والإمكانيات انسحب لظروف تخصّه، والشرطة يتلقى الهزائم من فرق بالتاريخ لا تدانيه، وانسحابات الفرق من دوري الشباب بلغت حدّها المخجل فانسحب الصنمين وعفرين وتل براك حتى الآن، ما يؤكد أن أندية الظل غير قادرة على احتواء فريقين، فكيف ستكون قادرة على تطوير اللعبة في ربوعها؟
لذلك من الضروري العمل بشكل جديّ على تغيير هذا الدوري وتحويله إلى دوري مهم قادر على الإنتاج وعلى ممارسة دوره في تفعيل كرة القدم وبنائها وتطويرها.