بايدن ينصحه بالاستسلام.. وزيلينسكي أُسقط في يده
تقرير إخباري
يبدو أن الشركاء الغربيين فقدوا حماسهم في مواصلة دعم أوكرانيا، وخاصةً بعد أن طلب الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي من سويسرا تنظيم قمة للسلام خاصة ببلاده.
أوكرانيا تسعى بجهود حثيثة لعقد اجتماعات دولية لمناقشة “معادلة السلام” التي عرضها زيلينسكي في العام الماضي المتضمنة العودة إلى حدود عام 1991، وضماناتٍ أمنية لأوكرانيا من الناتو والاتحاد الأوروبي ومحاسبة روسيا، وفق تصريحات مدير مكتب الرئاسة الأوكراني أندريه يرماك، وهذه المعادلة وصفتها موسكو بأنها “منفصلة عن الواقع” وغير قابلة للتحقيق.
فالقوات الأوكرانية فشلت في تحقيق أي تقدّم يُذكر مع دخول الحرب عامها الثالث وبعد كل الدعم والتجييش الذي زُوّدت به من عدة وعديد أمريكي وأوروبي والذي بدأ يتراجع مع انهيار الدفاعات الجوية في صدّ الضربات الصاروخية الروسية في الأسابيع الأخيرة، وخاصة بعد تردّد الحلفاء ودعمهم الخجول وبقاء أكثر من 110 مليارات دولار محتجزة.
الواقع اليوم بدا جليّاً وانكشفت الغشاوة التي حاولت واشنطن وحلفاؤها التخفّي خلفها، وفهمت أن طفلتها النازية ما زالت غضّة ولم يقوَ عظمها على خوض الحروب، فأسرعت بالطلب من كييف العمل على تغيير إستراتيجيتها والاكتفاء بالدفاع عن نفسها وفق ما أفادت به وسائل إعلام غربية، حيث يعتزم مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، نقل الرسالة إلى زيلينسكي خلال محادثة على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس الذي يتم تنظيمه بسويسرا في الفترة من 15 إلى 19 الشهر الجاري.
وكالة بلومبرغ ذكرت أن سوليفان سينقل رسالة من الرئيس جو بايدن، في محادثة مع زيلينسكي على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، فحواها أن البيت الأبيض يريد من أوكرانيا أن تغيّر إستراتيجيتها القتالية من الهجوم إلى الدفاع، مع العلم أن زيلينسكي يدرك معنى مثل هذا القرار، على الرغم من أنه لا يرغب في سماعه أو التحدّث عنه علناً.
وعلى زيلينسكي أن يطلب من سوليفان الردّ على بايدن وتذكير الكونغرس الأمريكي بأن أوكرانيا لا يمكنها إجراء دفاع مناسب إلا إذا ضمنت الولايات المتحدة وحلفاؤها أن لديها كل الوسائل اللازمة، وذلك وفق الوكالة التي لفتت إلى أن زيلينسكي يشعر بالحاجة إلى إنكار وصول الصراع إلى طريق مسدود، لذلك يظل هدفه هو ما يسمّى “صيغة السلام” التي تمّت مناقشتها على مستوى مستشاري الأمن القومي في دافوس.
ويرى متابعون لمستجدات الأوضاع أن الهجوم المضاد الأوكراني قد فشل، الأمر الذي خيّب آمال واشنطن التي دعت كييف إلى تغيير تكتيكاتها، وأن القوات الروسية كانت متحصّنة والهداف الأساسي في حلبة المعركة الدائرة، وخسر الأوكرانيون الكثير من الجنود واستهلكوا الكثير من الذخيرة، وفشلوا فشلاً ذريعاً في قيادة الدبابات الغربية عبر الخنادق الملغومة بدقة متناهية، ومرحلة الدفاع لن تقوى عليها كييف دون مساعدة من البيت الأبيض، لذا على زيلينسكي أن يذكّر سيده الأمريكي الذي غفل عن قراءة تاريخ أحفاء الاتحاد السوفييتي جيداً.
وحري الإشارة إلى أن صيغة السلام التي طرحها زيلينسكي والتي لم يتوصّل المشاركون في المنتدى إلى موقف مشترك بشأنها، تبدو منفصلة عن الواقع تماماً وفق ما وصفتها موسكو، فهل تعلمت كييف الدرس وفهمت أن من ساعدها في قرع طبول الحرب وزجّ بها إلى محرقة الروس خذلها وتركها تقارع بمفردها؟.
هذا ما ستكشفه قادمات الأيام.
ليندا تلّي