مذكرات…!؟
وائل علي
“ارفع مذكرة”.. “أرسل كتابا”.. “لخص المطلوب”.. وهكذا.. عبارات دارجة يستخدمها أصحاب المناصب والمواقع الإدارية على اختلاف مسؤولياتهم ومواقعهم، في مخاطبة موظفيهم أو في الاجتماعات الرسمية، وحتى في اللقاءات الجماهيرية أو الشعبية، على أمل ووعد متابعتها مع الجهات ذات العلاقة. ومن النادر أن تمر هكذا لقاءات دون استخدام هذه “الكلمات المفتاحية” إن صح القول والتعبير..
بتقديرنا أن اللجوء لهذه اللغة وتلك العبارات ما هو إلا شكل ونوع من أنواع الهروب من المشكلات والمواجهات، وقذفها نحو الأمام، أو القفز فوقها، أو تنحيتها جانبا ورميها على القارعة، بعيدا عن التصدي الحقيقي لها، وإيجاد الحلول والمعالجات المطلوبة، بدليل استمرار الكثير من المشكلات وبقائها على حالها وزيادة تعقيداتها وتشابكاتها وشربكاتها، ولو أنه تم الأخذ بالمذكرات التي تطلب وما تتضمنه من أفكار ورؤى لكنا الآن في نعيم نحسد عليه، ولكن هيهات، وها هو الواقع يتكلم..!!
إن الإقلاع عن مثل هذا السلوك، ومثل هذه المفردات والعبارات، والتي يسكن تلابيبها الشك والظن وعم الاتجاه نحو اتخاذ القرار وتحمل مسؤولياته، في حينها، وبعيدا عن السين وسوف، أمر غاية في الأهمية، لأنه سيعيد حبال الثقة والأمل التي انقطعت في كثير من المنعطفات والمحطات والتحديات مع الأسف الشديد حيال هكذا أداء مترنح، متردد، يخاف من كل شيء حتى من خياله…!
وهذا بطبيعة الحال لن نشهده ونراه إلا عند الواثقين القادرين والمتمكنين الذين لا ينتظرون الدخان الأبيض، ولا التفسيرات والتعليمات والتوجيهات والموافقات والإشارات.. حتى تأتيهم..
وهنا.. من حقنا أن نسأل: بالله عليكم، أين وما هو دوركم، ومبرر وجودكم…!؟