“معهد تأهيل المكفوفين”.. صعوبات في تأمين أدوات تعليم طريقة “برايل” وغياب مصدر الطاقة عقبة كبيرة!
دمشق- حياة عيسى
صعوبات عديدة وعثرات تقف عائقاً في طريق معهد التربية الخاصة لتأهيل المكفوفين، متمثلة بصعوبة تأمين الأدوات والأجهزة الخاصة بتعليم طريقة برايل (آلات كاتبة وآلات طباعة) التي تعتبر من الأمور المهمّة والضرورية لإتمام عملية تعليم تلك الشريحة، بالتزامن مع عدم توافر المواد الأولية لتعليم المهن اليدوية لارتفاع أسعارها.
مديرة المعهد ندى أبو الشامات بيّنت في حديث لـ”البعث” أن الصعوبة الأكبر التي يواجهها المعهد تكمن بعدم القدرة على تأمين مصدر طاقة مستقر لتشغيل قسم الطباعة وتأمين المنهاج بطريقة برايل للطلاب وتشغيل قسم تعليم الحاسوب، على الرغم من سعي وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل بشكل دائم لتأمين التجهيزات المطلوبة وحلّ مشكلة الطاقة الكهربائية.
وتابعت أبو الشامات أنه يتمّ تدريس الطلاب المكفوفين بقسم التعليم العام منهاج وزارة التربية، من الصف الأول حتى الثالث الثانوي، بعد أن تتمّ مواءمته بطريقة برايل عن طريق معلمين ذوي خبرة، كما يقوم المعهد بطباعة المنهاج المدرسي الرسمي بطريقة برايل وتوزيع الكتب للطلاب من الصف الرابع حتى الثالث الثانوي، وتعدّ خطوة طباعة الكتب للطلاب المكفوقين نقلة نوعية باتجاه تلقيهم سوية التعليم نفسها لنظرائهم المبصرين في المدارس الرسمية، بالإضافة لتلقيهم دروساً في قيادة الحاسب الآلي عبر برامج ناطقة تسهل عليهم البحث والدراسة باستخدام الشبكة، فضلاً عن الدعم والتأهيل النفسي الذي يقدّم للطلاب عبر مختصين لمساعدتهم في التركيز وتحديد أهدافهم، وتقديم جميع لوازم وأدوات التعليم الخاصة بطريقة برايل بشكل مجانيّ لجميع الطلاب، وكلّ ذلك أثر بشكل إيجابي على نجاج الطلاب في امتحان شهادتي التعليم الأساسي والثانوي.
كما أشارت أبو الشامات إلى أنه في القسم المهني يتخرجّ الطلاب بعد إتمام تعليمهم مجموعة من المهن اليدوية (خيزران، مكارم، إكسسوار، كنفا) بهدف تأهيلهم لدخول سوق العمل والاعتماد على أنفسهم لتأمين الدخل، حيث يشارك طلاب المعهد في جميع معارض الأشغال اليدوية التي تقيمها الوزارة.
وأضافت: لا يغفل المعهد عن النواحي الإبداعية والفنية للطلاب، ويقوم عبر مختصين بتطوير أي موهبة فنية أو موسيقية ودعمها لتسمح للطالب الكفيف بالتعبير عن نفسه وموهبته بأفضل الطرق الممكنة.
كما تحدثت مديرة المعهد عن تطلعهم لتطوير الخدمات المقدمة، وتحديث الأدوات والآليات ضمن الإمكانيات المتاحة للارتقاء بالعملية التعليمية إلى أعلى مستوى ممكن بدعم من وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل والمنظمات المتعاونة معها.
يُشار إلى أن معهد التربية الخاصة لتأهيل المكفوفين بدمشق هو المؤسّسة التعليمية الحكومية الوحيدة المعنية بتعليم وتأهيل المكفوفين في دمشق والمنطقة الجنوبية، تأسّس عام 1958، ويقدّم خدمات التعليم العام والمهني للأشخاص المكفوفين من عمر 6- 18 للتعليم العام ومن 35- 15 للتعليم المهني.