حفاظاً على سلالة النحل السوري.. مشروع لإعادة انتخابها ومكاثرتها
دمشق- زينب محسن سلوم
بيّن باسم العطار، نائب رئيس لجنة النحالين المركزية في اتحاد غرف الزراعة السورية في حديث لـ”البعث” أنه ومنذ نهاية السبعينيات دخلت إلى القطر ملكات نحل أجنبية من نوعيات مغايرة للنحل الموجود في سورية، ما أدّى إلى تهجين سلالات النحل والحصول على سلالات دخيلة مع تراجع لسلالات النحل السورية ذات النوعية الجيدة، مضيفاً أنه خلال فترة الحرب دخلت أيضاً سلالات نحل أجنبية على شكل مساعدات، إلا أنها لم تكن من النوعية المدروسة والمتناسبة مع بيئتنا، ما أدّى أيضاً إلى حدوث عمليات تهجين جديدة في سلالة النحل السوري وزيادة تراجع مواصفاتها بشكل يهدّد وجودها، ناهيك عن التراجع الحاصل ضمن قطاع النحل خلال ظروف الحرب الإرهابية على سورية.
وأوضح نائب رئيس لجنة النحالين أن سلالة النحل السورية تمتاز بأنها قديمة ومتأقلمة مع الظروف المناخية السائدة في المنطقة والآفات والأمراض الموجودة في بيئتها، كما تتسم بالهدوء وبأنها مجمّعة للعسل بكميات جيدة، وتُدعى سلالة “سيرياكا” المسجلة عالمياً، لافتاً إلى أن بعض الخبراء العالميين، ولاسيما الفرنسيين، يعتبرون أن أصل سلالات النحل العالمية ينحدر من سلالة النحل السورية بعد قيامهم بتحليل الجينات.
ولفت العطار إلى وجود مساعٍ حثيثة من وزارة الزراعة للعمل على موضوع تأصيل سلالة النحل السوري واستعادتها، مؤكداً أهمية ذلك في رفد الناتج القومي، على اعتبار أنها سلالة مقاومة للبرودة والحرارة وقليلة الاستهلاك من العسل شتاءً خلال عملية التشتية، ما دفع الوزارة مؤخراً لإطلاق مبادرة تأصيل سلالة النحل السوري، بالتعاون مع غرف الزراعة ولجنة النحالين للتوصل إلى أفضل النتائج قريباً، حيث طلبت الوزارة من النحّالين الذين لديهم نحل يمتاز بمواصفات قريبة من مواصفات سلالة النحل السوري التواصل مع مديريات الوقاية أو الفريق المختص بإعادة تأصيل وانتخاب النحل السوري، حيث خصّصت مركزاً في محافظة اللاذقية يتمّ فيه انتخاب السلالة السورية لمكاثرتها ومن ثم توزيعها على النحّالين.
وحول تساؤلنا عن الواقع الحالي لتربية النحل والإنتاج، بيّن نائب رئيس اللجنة أن عدد النحّالين آخذ بالتزايد بشكل ملحوظ، لكن للأسف فإن الظروف الجوية التي مررنا بها مؤخراً أدّت إلى تراجع في الموسم الحالي عن العام الماضي، آملاً تحقيق موسم جيد مستقبلاً وإعادة افتتاح أسواق تصديرية للعسل السوري المطابق للمواصفات العالمية.