النموّ الصيني يبعث رسائل واضحة
تقرير إخباري
توسّع الناتج المحلي الإجمالي للصين بنسبة 5.2 في المائة على أساس سنوي في عام 2023. وعلى الرغم من أنه كان أقل من التوقعات الأولية لانتعاش قويّ بعد الوباء، إلا أنه يمكن القول: إن النتيجة الإجمالية للاقتصاد الصيني كانت إيجابية للغاية في عام 2023، بالنظر إلى فقاعة العقارات في الصين. علاوة على ذلك، وبالمقارنة مع الاقتصادات الكبرى الأخرى في العالم، فإن هذا الإنجاز مثير للإعجاب أيضاً.
إن مفتاح النجاح يكمن في هذا العام، فإذا كان هناك نمو آخر بنسبة 5% في عام 2024، فهذا يعني أن الزيادة الفعلية في اقتصاد الصين ستكون أكبر. وستعمل الصين بشكل جاد لتحقيق الهدف، وهو أن نموّ الناتج المحلي الإجمالي هذا العام لن يكون أقل من العام الماضي.
لقد تم الكشف عن المشكلات الرئيسية للاقتصاد الصيني بالكامل في العام الماضي، حيث واجهت الصين العديد من التحدّيات في العام الماضي، ولكنها أكسبتها أيضاً الخبرة والقوة حتى تتمكّن من القيام بتحرّكات دقيقة وحشد مختلف العوامل الإيجابية في المجتمع إلى أقصى حدّ هذا العام.
تتمتع الصين بالقدرة على تخفيف التأثيرات السلبية الناجمة عن مشكلاتها ومنع “السقوط الحر”. وفي هذا السياق، أصدر المكتب الوطني للإحصاء في الوقت نفسه بياناتٍ سكانية، تظهر أن شيخوخة السكان والمشكلات التي تسبّبها لا تزال تتزايد، حيث تعاني الصين مشكلة سكانية خطيرة، ولكنها بعيدة كل البعد عن “السقوط الحر”. إن تعديل السياسة السكانية الوطنية يشكّل عائقاً، ولم يتم تنفيذ هذه السياسات منذ فترة طويلة، ولا تزال السياسات الداعمة لها قيد المناقشة والصياغة والترويج.
ولكن الصين متفائلة بأن السياسات الجديدة التي تنتهجها سوف تتحسّن تدريجياً، وتطلق الطاقة اللازمة لإبطاء الانحدار السكاني، وتحقيق هبوط سلس لهذه المشكلة في نهاية المطاف.
ومن المؤكد أن الصين ستقف بشكل كبير فوق خط المتوسط العالمي، وذلك أن الشعب الصيني مجتهد وطموح بشكل عام، ولديه رغبة قوية في تغيير مصيره نحو الأفضل.
فالصين تقع بالفعل في قلب اللعبة الجيوسياسية، جيث نجحت في تجنّب الاضطرابات الجيوسياسية الواحدة تلو الأخرى، ما يضمن الاتجاه العام للتنمية السلمية. ولا يزال في الصين عدد كبير من السكان ذوي الدخل المنخفض وتشهد البلاد تنمية غير متكافئة، لذلك هناك إمكانات تنموية هائلة ومجال كبير أمام الصين للتطور.
وعلى هذه الخلفية، لماذا لا تكون الصين واثقة من مواصلة تحسين الاقتصاد في عام 2024 وما بعده؟.
بطبيعة الحال، لدى الصين المجال للقيام بالأشياء بشكل أفضل وأكثر كفاءة، وهو ما يستحق استكشافه بعمق في عام 2024. وبالنسبة للشعب الصيني العادي تشكّل زيادة الدخل أهمية قصوى، وهو ما يعني أن التنمية لابد أن تنعكس في نهاية المطاف في إحساس الناس بالمكاسب. وبينما ارتفع نصيب الفرد من الدخل المتاح في عام 2023، لا يزال العديد من الموظفين يواجهون تخفيضات في الأجور. ولمعالجة هذه المشكلات، تحتاج الصين إلى تحسين جودة وكفاءة العمل الاقتصادي في عام 2024، والحدّ من الخسائر الناجمة عن الشكلية في هذه العملية، كما يشكّل استقرار السياسات أهمية بالغة لتعزيز الثقة في مؤسسات القطاع الخاص. ويجب على الحكومة الحدّ من التدخلات المحدّدة في العمل الاقتصادي والسعي لصياغة سياسة الحوافز، وأن يتم تقديم أي سياسة تقييدية بحذر شديد، وخاصة تجنب التنفيذ المتسرّع والسريع.
إن الاقتصاد أمر بالغ الأهمية بالفعل، حيث إن كل شيء في البلاد يبدأ به، كما أنه أمر أساسي لتحسين معيشة الشعب، وتعزيز العدالة الاجتماعية، وتعزيز القدرة على حماية الأمن الوطني وتوسيع نفوذ الصين الدولي، حيث تتمتع الصين بالظروف والقدرات الكافية لمواصلة قصة التنمية في العصر الجديد الذي صدم العالم.
عناية ناصر