“البرنامج الوطني لنقص السمع عند حديثي الولادة”.. الوصول إلى نحو 10 آلاف طفل مسح سمعي
دمشق- حياة عيسى
يعتمد البرنامج الوطني للكشف والتدخل المبكر لنقص السمع عند حديثي الولادة على تطبيق القاعدة الأساسية (1،3،6) المعتمدة عالمياً للكشف عن نقص السمع، والتي تعني القيام بمسح سمعي للولدان بعمر الشهر وإجراء التشخيص والاستقصاء بعمر الثلاثة أشهر والتدخل والتدبير بعمر الستة أشهر، وهي للحالات التي يتمّ فيها نقص سمع وتحتاج البدء باستخدام المعينات السمعية، وفي حال عدم الاستفادة منها بعمر السنة يكون الطفل مجهزاً للانتقال للمرحلة الجراحية التي يتمّ فيها تركيب الحلزون، بالتوازي مع التأهيل والتدريب المناسب لاكتساب اللغة.
معاون مدير مشفى المواساة الجامعي بدمشق للشؤون الإدارية الدكتور حسام حديد بيّن في حديثه لـ”البعث” أن الخطة التي يتمّ العمل عليها ضمن البرنامج تتضمن تدريب كوادر وتطبيق البرنامج الإلكتروني، الذي من شأنه المساعدة بجمع المعلومات والاستفادة منها، وتوزيع الأجهزة بشكل جيد على كافة المراكز ذات الصلة بالموضوع، كلّ حسب حاجته لكافة المحافظات، بالتزامن مع التركيز على موضوع تدريب اختصاصيي الأذنية على جراحة زرع الحلزون، وذلك بالتوازي مع البرنامج الوطني، ولاسيما أن هناك عدداً جيداً من الاختصاصيين الذين قطعوا شوطاً جيداً بالتدريب على زرع الحلزون، كونها عملية دقيقة تحتاج إلى تدريب دقيق، وبالتالي يتمّ الانتقال من مرحلة إلى أخرى للوصول إلى اختصاصيين مجهزين لإجراء تلك العمليات في كافة المناطق، علماً أن البرنامج يشمل الأطباء من كافة المحافظات ومن كل القطاعات الحكومية (الصحة، التعليم العالي، الخدمات الطبية بالدفاع)، كون الخطط الموجودة للبرنامج تتمثل بالتوجّه نحو زيادة عدد مراكز التدخل والاستقصاء والمسح على كامل أراضي القطر.
وتابع حديد أنه خلال الأشهر الماضية تمّ الوصول إلى نحو 10 آلاف طفل مسح سمعي، منهم 10 حالات تمّ تشخيصها بشكل مؤكد تقريباً، وتمّ البدء بالتدخل عبر المعينات السمعية لثلاثة أطفال، وحالياً هناك 4 حالات قيد التحضير لتركيب المعينات السمعية لهم، كون الموضوع يحتاج إلى تحضير من ناحية أخذ القوالب والطبعات للأذن، واختيار المعينات السمعية المناسبة، وكلّ تلك الإجراءات تتمّ بشكل مجاني، وسيتمّ متابعتهم بشكل علمي دقيق من خلال الاختبارات السمعية لمعرفة مدى استفادة الطفل، وللتأكد إذا تمّ الاستفادة من تلك المعينات أم أنه سيتمّ الانتقال إلى المرحلة التالية والتي تتمثل بمرحلة زرع الحلزون، علماً أنها متوافرة، حيث تقوم منظمة “آمال” بعملية زرع الحلزون للأطفال المجدولين سابقاً، مع الإشارة إلى أن الأطفال الذين تمّ تركيب معينات سمعية لهم في محافظة دمشق وريف دمشق، والأطفال الذين شُخصوا بالمحافظات الأخرى سيتمّ التحضير للوصول لهم، سواء بقدومهم إلى مركز التدخل بدمشق أو يتمّ اختيار المراكز الأقرب لهم لتركيب المعينات السمعية لهم، وبالتالي البرنامج هو برنامج وطني يشمل كامل الأراضي السورية من ناحية التدخل والتدبير بشكل كامل.
كما أوضح حديد أن الوضع الراهن ضمن المراكز التي كانت مفتتحة سابقاً منذ بداية البرنامج والمراكز التي أضيفت خلال الأشهر الماضية الخطة على قدم وساق كما هو مخطّط لها، وتمّ إجراء جولات اطلاعية على المراكز للتعرف على مدى جهوزيتها، وللاطلاع على الإجراءات التي تتمّ فيها، كما تمّ تدريب كوادر إضافية لدعم المراكز، بالتزامن مع الاطلاع على مراكز الاستقصاء بالمحافظات التي تقوم بإجراء التشخيص للأطفال، وتمّ إضافة مراكز إضافية بالمحافظات كمحافظة درعا، إذ تمّ إضافة مركزين وتدريب كوادرهما، وحالياً تمّ تأمين أجهزة جديدة لفحص نقص السمع بعدد جيد سيتمّ توزيعهم على كافة المحافظات بحيث يزداد عدد الأجهزة وعدد المراكز بكافة المحافظات من أجل المسح السمعي والكشف المبكر ليكون هناك سهولة للوصول إلى المسح وتكون المراكز مغطاة بشكل كامل.