تأهل المنتخب في آسيا “إنجاز”.. والتشكيك في الاستحقاق أمر مرفوض
المحرر الرياضي
صحيح أن منتخبنا الوطني لكرة القدم تغلّب على منتخب الهند المتواضع في المباراة الحاسمة في كأس آسيا، وبلغ الدور الثاني للمرة الأولى في تاريخ مشاركاته، إلا أن ما حصل لا بدّ أنه يندرج تحت خانة الإنجاز غير المسبوق والذي يجب أن تتمّ الإشادة به والبناء عليه.
البعض على ما يبدو لم يعجبه تأهل المنتخب، فأخذ يسوق حججاً ودلائل على أن بلوغ الدور الثاني وضع بديهي، وكأننا تعوّدنا أن نكون أصحاب المراكز الأولى في كل بطولة، وبذلك نسف كل الجهود التي بذلت للوصول إلى هذا التأهل.
لن نكون مبالغين أو أن نعطي ما حقّقه المنتخب أكبر من الحجم الطبيعي، لكن لا يمكن إغفال الدور الكبير للمدرّب هيكتور كوبر وجهازه الفني الذي استطاع أن يصنع شخصية للمنتخب وإن كانت بنزعة دفاعية، ولا يمكن نسيان الروح القتالية العالية التي تحلّى بها أغلب لاعبينا والتي مكّنتهم من تقليص الفوارق الفنية مع الخصوم، وهنا لا بدّ من التشديد على نجاح فكرة استقطاب اللاعبين المغتربين والمحترفين ليكونوا سنداً لزملائهم المحليين.
ولعلّ الجانب الإيجابي في استقطاب الخماسي المغترب (أيهم أوسو، خليل إلياس، إيزاكيل العم، بابلو صباغ، إبراهيم هيسار) كان تمتعهم مع اختلاف مستوياتهم وتأقلمهم بقتالية عالية وفدائية ظهرت في اللحظات الحاسمة.
ما حققه المنتخب لم يحصل عبر تاريخ كرتنا والتذرّع بسهولة المجموعة لتمييع النجاح أمر غير صحيح مطلقاً، فعلى سبيل المثال كان منتخبنا في نسخة عام 2019 مدججاً بالنجوم مع مدرب ألماني خبير (شتانغه) وحظي حينها باهتمام وتشجيع غير مسبوق، لكن عند ملاقاة منتخبات فلسطين والأردن وأستراليا فشل في تحقيق أكثر من نقطة وحيدة، لأسباب تعود في أساسها لغياب الانضباط وهو الأمر الذي تواجد في النسخة الحالية.
منتخبنا ببلوغه الدور الثاني حقق الهدف المحدّد ووضع كرتنا ضمن النخبة الآسيوية، وبذلك ستكون مباراة الدور ثمن النهائي أمام إيران التي ستقام يوم الأربعاء المقبل بمثابة محاولة لمواصلة المشوار للذهاب بعيداً في البطولة، وربما سيكون انخفاض مستوى الضغوطات عاملاً مساعداً للاعبينا لتقديم المزيد والردّ على كل المشككين والساعين لتصفية الحسابات الشخصية على حساب منتخبنا وكرتنا.