منتخبنا الوطني في امتحان قوي مع إيران.. فهل يفك العقدة؟
ناصر النجار
أسفرت القرعة الموجّهة الموضوعة سلفاً عن مواجهة منتخبنا الوطني لكرة القدم مع المنتخب الإيراني في دور الـ16 من النهائيات الآسيوية التي تستضيفها قطر، وستقام المباراة يوم الأربعاء القادم في السابعة مساء.
المباراة بلا شكّ قوية، خاصة وأن منتخبنا يقابل أحد أفضل منتخبات النخبة الآسيوية، ولكنها في الوقت ذاته مرضية لمنتخبنا بسبب أننا اعتدنا على مواجهة الإيرانيين ونعرف أسلوب لعبهم، ومن المفترض أن يكون لدينا الحافز لتعطيل عقدة تفوقهم على كرتنا الذي طال أمده.
لن نتكلم اليوم بالحظوظ، فلكل مباراة ظروفها، ونأمل أن تكون الظروف بمصلحة منتخبنا، خاصة وأنه تردّد عن غياب ثلاثة أساسيين عن المنتخب الإيراني بسبب الإصابة والبطاقات.
الحظوظ التي تخدم منتخبنا أيضاً أن الفارق الزمني بين مباراتنا مع الهند والمباراة المرتقبة مع إيران تبلغ تسعة أيام، وهي بعلم كرة القدم فترة ممتازة وكافية لدراسة أوراق المنتخب الإيراني وتدريب المنتخب على نقاط قوته وضعفه، فضلاً عن أنها فترة جيدة لاستشفاء اللاعبين وإراحتهم من الضغط الذي لازم المنتخب ككل بسبب مسألة التأهل من عدمه.
مدرّب منتخبنا الوطني هيكتور كوبر بات شخصية جدلية على وسائل الإعلام بين مادحٍ له وغير ذلك، ومع قناعتنا أنه مدرّب كبير ومخضرم له باع وتاريخ إلا أن عليه أن يقنع معارضيه بما قدّمه للمنتخب الوطني من تطوير، فالمرحلة الماضية ما زالت ضبابية، وبالتالي فإن المواجهة مع إيران ستعطي الجميع صورة واضحة عن تطور منتخبنا، ونأمل أن تُمحى الضبابية عن شخصية كوبر التي أكثر ما عابها الأسلوب الدفاعي الصرف.
العالمون ببواطن الأمور يعتقدون أن كوبر لم يكن بإمكانه فتح ملعبه مع أوزبكستان وأستراليا، لذلك كان الحرص الدفاعي الزائد دواء لوقف الخطورة التي يتسم بها الهجوم الأوزبكي والأسترالي، وقد نجح بذلك في مباراة أوزبكستان لكن خطأ بسيطاً بمباراة أستراليا كلفه خسارة المباراة، ووجد البعض أن كوبر لم يملك النفس الهجومي لتعويض الخسارة والهدف فبقيت المباراة على هذه النتيجة، ومع الهند لم يقنع المنتخب كثيراً، فالمنتخب الهندي فتيّ وليس بخطورة بقية الفرق، ولكن كوبر زاد من حرصه الدفاعي بل إن الكثيرين من خبراء اللعبة انتقدوا تبديلاته التي كانت غير موفقة والتي رسمت الكثير من إشارات الاستفهام.
لذلك فإن كوبر قبل منتخبنا أمام امتحان قوي، ونأمل أن يكون بمصلحة كرتنا ولا يكفي أن يكون طموحنا دور الـ16 لأن هذا لا يعتبر إنجازاً ولا يمكن اعتباره نقلة نوعية، خاصة وأن نتائج بقية المباريات في المجموعات الأخرى جرت لمصلحة منتخبنا، مثلما كانت بمصلحة منتخبات فلسطين وطاجكستان وتايلاند والإمارات وربما البحرين وعمان.