رياضةصحيفة البعث

خروج جماعي من البطولات الآسيوية للمنتخبات.. الاستراتيجية غائبة والأندية ابتعدت عن المنافسة

ناصر النجار  

اجتهد اتحاد كرة القدم خلال العام الماضي ليصل بالمنتخبات إلى المستوى المأمول، فقدم المال والتجهيزات والمعسكرات لكنه لم يوفق بخلق فكر كروي محترف، فكرة القدم تحتاج إلى فكر علمي وثقافة احترافية عالية وقد غابا عن كرتنا، وهذان الشيئان وجودهما ضروري قبل المال وقبل التجهيزات والمعسكرات.
آليات التنفيذ كانت خاطئة واختيار المدربين لم يكن في محله، واللاعبون أيضاً لم يكونوا الأفضل، وفوق ذلك وجدنا زحمة على السفر من أعضاء الاتحاد ومن المتنفذين من الكرويين والموظفين، وكأننا أمام سياحة مجانية يجب استغلالها أبشع استغلال!
في عملية التطوير هناك آليات عديدة يجب أن تكون متوافرة منها النية الصادقة بالتطوير، والعمل الجاد المخلص، ومنها نظام المسابقات الذي يجب أن يكون مساعداً على التطوير، لكننا وجدنا كل البرامج مختصرة، لذلك عندما يأت لاعب من الأندية إلى المنتخب يكون غير مكتمل النضوج.
وهذه العلة تحتاج إلى تصحيح، ولن يكون ذلك إلا بتصحيح برنامج المسابقات وتصحيح مسألة التدريب في الأندية وآلية العمل الكروي فيها.
لم تحقق المنتخبات (الأولمبي والشباب والناشئين) أي إنجاز في العام الماضي وكانت مشاركاتها من ناحية الأداء والمستوى والنتائج استمراراً لفشل المواسم السابقة، أيضاً ناديا الفتوة وأهلي حلب لم يكونا أفضل في مشاركتهما في بطولة الاتحاد الآسيوي فحققا المركزين الأخيرين في مجموعتيهما، ووحدها بنات كرة القدم كن الأشطر فنلن بطولة غرب آسيا عن فئتي الناشئات والواعدات.

فشل ذريع
المنتخب الأولمبي لم يكن موفقاً في العام الماضي رغم أنه حاز على الميدالية الفضية في الدورة العربية التي أقيمت في الجزائر، المنتخب أصابه بعض التخطبات التي دفع ضريبتها المدرب الهولندي مارك فوته بسبب خلافه مع احد أعضاء الاتحاد وقصة الخلاف باتت معروفة للجميع ولا داعي للتذكير بها، واستلم المهام بعده مساعده المدرب المصري تامر حسن الأطرش.
شارك المنتخب بالدورة العربية التي استضافتها الجزائر وتم دعمه بثلاثة لاعبين رجال، مع العلم ان أغلب الفرق المشاركة في الدورة شاركت بفرق شبابها أو برديف الأولمبي، ولعب منتخبنا في الدور الأول مع شباب السعودية فتعادل 1/1 وتعادل بعدها مع فلسطين بلا أهداف ثم فاز على موريتانيا بأربعة أهداف مقابل هدفين، وفي نصف النهائي فاز على السودان بهدفين نظيفين وفي النهائي تعادل مع شباب السعودية بهدف لهدف وخسر اللقب بركلات الترجيح 5/4.
استعداداً للتصفيات الآسيوية التي أقيمت في عمّان العاصمة الأردنية، أقام المنتخب الأولمبي معسكراً في السعودية لعب فيه مباراة واحدة مع نظيره السعودي خسرها بثلاثة أهداف نظيفة، ثم انتقل إلى الأردن فلعب المباراة الافتتاحية في التصفيات الآسيوية مع عُمان وخسر اللقاء بهدفين نظيفين، ثم فاز على بروناي بأحد عشر هدفاً، ليعود ويخسر أمام المنتخب الأردني بهدفين نظيفين، ليخرج منتخبنا من التصفيات خالي الوفاض، لينحل عقد المنتخب وينتقل المدرب المصري إلى منتخب الناشئين!
مع العلم أنه كان من المقرر أن يشارك منتخبنا الأولمبي في دورة الألعاب الآسيوية التي أقيمت في الصين، لكن اتحاد كرة القدم فضل الاعتذار عن المشاركة لعدم الرضا عن المنتخب، فضلاً عن أنه لن يستطيع استقدام أي لاعب محترف لكون الدورة خارج أيام الفيفا.

تخبط وفشل آخر
منتخب الشباب قصة أخرى من التخبط والفشل، أسبابها عديدة منها عدم انتظام الدوري واقتصاره على مباريات عديدة، فلاعبنا بطبيعة الحال غير مؤهل لخوض مباريات كبيرة لعدم تأهيله بشكل صحيح، فالمباريات التي يلعبها لاعبنا الشاب لا تتعدى أربع عشرة مباراة في الموسم الواحد بأحسن الأحوال، فضلاً عن عدم تخصص مدربي الأندية بتأهيل المواهب والخامات الواعدة، فلا يوجد لدينا مدربون متخصصون بتدريب فرق القواعد، كل ذلك يقف عائقاً أمام ظهور منتخبنا بالمظهر الجيد والمنافس، لذلك خرج منتخبنا من النهائيات الآسيوية من الدور الأول دون أن يحقق أي فوز.
منتخبنا كان يدربه الهولندي مارك فوته وشارك بالتصفيات الآسيوية التي جرت في الأردن مطلع الشهر التاسع من العام 2022 وحل في مجموعته بالمركز الثاني خلف الأردن بفارق نقطة، وتأهل إلى النهائيات من بوابة أفضل منتخب جاء في المركز الثاني بين مجموعات التصفيات، حيث تأهلت أربعة فرق من أصل أحد عشر فريقاً.
استمر المنتخب في الاستعداد للنهائيات فلعب مع الأردن مباراتين فخسر الأولى بهدفين لصفر وفاز في الثانية بهدفين مقابل هدف واحد.
وفي الشهر الأول من العام الماضي أقام منتخبنا الشاب معسكراً في دبي، لعب مع الصين مباراتين وتبادل معه الفوز بالنتيجة ذاتها 2/1، ثم لعب مع المنتخب القطري فخسر المباراة الأولى بثلاثة أهداف لهدف، وفاز في الثانية بأربعة أهداف نظيفة.
وفي الطريق إلى النهائيات أقام معسكراً في طاجكستان ولعب مع منتخبها مباراتين، ففاز بهما بنتيجة 1/صفر في المباراة الأولى و2/1 في المباراة الثانية.
انطلقت البطولة الآسيوية في أوزبكستان في الأول من آذار الماضي، ووضعت القرعة منتخبنا في المجموعة الأولى بمواجهة الدولة المضيفة وإندونيسيا والعراق، فخسر أمام أوزبكستان بهدفين نظيفين وأمام إندونيسيا بهدف وحيد وتعادل مع العراق بهدف لمثله، وخرج من النهائيات من الدور الأول.
أعيد تشكيل المنتخب من جديد قبل شهرين وأسندت القيادة الفنية إلى المدرب محمد عقيل الذي أقام عدة معسكرات داخلية قبل أن ينطلق إلى العراق في أول معسكر خارجي لعب فيه مع المنتخب العراقي مباراتين، فخسر الأولى بهدف، كما خسر الثانية بهدفين لهدف وسجل هدف المنتخب غيث محرز.
ثم أقام معسكراً خارجياً ثانياً في لبنان لعب فيه مباراتين مع المنتخب اللبناني ففاز في المباراة الأولى بهدف وحيد سجله زكريا رمضان، وفي المباراة الثانية خسر بهدف نظيف!

النهج ذاته
لم يكن منتخب الناشئين أفضل من بقية المنتخبات فلم يحقق المراد وخرج صفر اليدين من كل البطولات التي شارك بها، ومن الطبيعي أن تكون الأسباب سوء تحضير هذا الجيل المهم، ففي العام 2022 فشل في بطولة كأس العرب في الجزائر كما فشل في تخطي التصفيات الآسيوية.
ثم جاءت فكرة مشروع تطوير الكرة السورية من خلال هذه الفئة عبر بطولات داخلية يشرف عليها الاتحاد، بدأت الفكرة من خلال بطولة المحافظة الواحدة، ثم انتقاء منتخب المحافظة، ثم بطولة المحافظات حسب البرنامج الموضوع، شكل لهذا المشروع اللجان والكوادر وتم انتقاء اللاعبين، وسارت البطولات ضمن شهرين سبقها شهر تحضيري، المشروع من حيث الفكرة والنظريات والدعم الإعلامي وما حشد له من إمكانيات كان جيداً، لكنه من ناحية المضمون وعلى أرض الواقع كان أداؤه متفاوتاً ولم يحقق النتائج المطلوبة كلها وواجه الكثير من العثرات والعقبات، ولم يجد التعاون المطلوب من المؤسسات الرياضية الأخرى، كما واجه صعوبة بتأمين الأمور اللوجستية الضرورية المطلوبة، فلم يحصل المشروع على ملاعب جيدة، ولم تكن مواعيد المباريات مناسبة فأقيمت أكثر المباريات بدرجات حرارة تجاوزت الـ 45 درجة مئوية!
من أهداف هذا المشروع تشكيل منتخب للناشئين بطريقة واضحة وسهلة تضم أفضل اللاعبين بعد أن تمت مشاهدة أكثر من خمسمائة لاعب، وبالفعل تم تشكيله ولاقى الكثير من الاحتجاج باعتبار أن اللاعبين المختارين لم يكونوا الأفضل، ولم يكن لهذا المشروع دور في الانتقاء، والذي عزز هذه المقولة أن النتائج التي حصدها منتخب الناشئين سيئة وتدل على أن المشروع لم يقدم ولم يؤخر شيء في تطوير قاعدتنا الكروية، والخطأ لم يكن بالمشروع وأهدافه إنما بالقائمين عليه.
تم تشكيل منتخب الناشئين استعداداً لبطولة غرب آسيا بقيادة المدرب المصري تامر حسن الأطرش، فأقام معسكراً في لبنان لعب فيه مع منتخبها مباراتين، تعادل في الأولى 2/2، وفاز في الثانية 1/ صفر، تلاه معسكر آخر في العراق خسر فيه مرتين أمام المنتخب العراقي بنتيجة صفر/1 و1/2، ثم معسكر ثالث في السعودية.
مدينة صلالة العمانية استضافت بطولة غرب آسيا بمشاركة ثمانية منتخبات حاز على لقبها المنتخب اليمني، منتخبنا جاء في المجموعة الثانية فخسر أمام السعودية بهدفين نظيفين، وخسر أمام الأردن بهدف وحيد، وفاز بالنتيجة ذاتها على الإمارات، وخرج من الدور الأول.

الأندية فشلت
شارك فريقا الفتوة وأهلي حلب في بطولة الاتحاد الآسيوي، الفتوة جاء في المجموعة الأولى إلى جانب جبل المكبر الفلسطيني والعهد اللبناني والنهضة العماني، أما أهلي حلب فكان ضمن المجموعة الثانية التي ضمن فرق الوحدات الأردني والكهرباء العراقي والكويت الكويتي.
الشيء المهم الذي نود ذكره أن هذه الفرق ومنتخباتها كروياً ليست من فرق النخبة على صعيد العرب أو آسيا، والشيء المهم الآخر أن فريقينا جاءا في المركزين الأخيرين دون أن يحققا أي بصمة في هذه المشاركة ما يشير إلى أن كرتنا باتت في الدرك الأسفل من المواقع!
المحزن أن الفتوة كان قاب قوسين أو أدنى من التأهل إلى الدور الثاني من البطولة، ورغم أن كل الظروف كانت بمصلحته إلا أنه أضاع هذه الفرصة في دقيقتين من الوقت بدل الضائع فخسر أمام العهد اللبناني بهدفين مقابل هدف وحيد بعد أن كان متقدماً بهدف حتى الدقيقة 92.
الفتوة لم يحقق بالمشاركة هذه إلا فوزاً وحيداً على العهد بلقاء الذهاب بهدف، لكنه خسر أمام جبل المكبر بهدف نظيف وأمام النهضة العماني مرتين، بهدف نظيف وبهدفين لهدف، ومع انسحاب فريق جبل المكبر الفلسطيني بسبب أحداث غزة احتل الفتوة المركز الأخير في المجموعة.
فريق أهلي حلب لم يكن أفضل وحقق نقطتين من تعادلين مقابل أربع خسارات، فخسر مرتين أمام الوحدات الأردني بهدفين نظيفين، وخسر أيضاً أمام الكهرباء العراقي مرتين بنتيجة صفر/2 و1/3، وتعادل مرتين مع الكويت الكويتي 1/1.

بسمة أمل
بسمة الأمل حققتها بنات كرة القدم عبر منتخبي الناشئات والواعدات، من خلال فوزهن ببطولة غرب آسيا، الناشئات اللواتي يدربهن سليم جبلاوي أقمن معسكرين في لبنان وفي السعودية، في لبنان تعادلن مع المنتخب اللبناني 1/1 وفزن عليه بهدف نظيف، وفي السعودية فزن على منتخبها بثلاثة أهداف نظيفة، وفي بطولة غرب آسيا التي استضافتها الأردن، فزن على العراق 4/صفر، وتعادلن مع لبنان 1/1 ومع الأردن بلا أهداف، وفي المباراة النهائية فزن على المنتخب الأردني بهدف وحيد.
منتخب الواعدات الذي يدربهن بشار شريف فاز على منتخب لبنان مرتين (2/صفر و2/1) في المعسكر الذي أقيم هناك، وفي بطولة غرب آسيا خسر أمام منتخب الأردن آ بهدف وحيد، وفاز على منتخب الأردن ب 4/1 وعلى منتخب لبنان 2/صفر، وفي النهائي حمل لقب البطولة بالفوز على منتخب لبنان 1/صفر.