جامعة دمشق تتوجه نحو تطبيق “الاعتمادية الدولية”
دمشق- حياة عيسى
بهدف إعادة جامعة دمشق لمرتبتها ومكانتها التي كانت عليها قبل الحرب بين الجامعات العالمية، توجهت رئاسة الجامعة نحو تطبيق الاعتمادية الدولية بخطوات متسارعة، ولاسيما أن شهادة الطب باتت مهدّدة عالمياً، فكانت الانطلاقة من أروقة الطب البشري منذ العام الماضي، لتلتحق بها كلية طب الأسنان حالياً والتي تعتبر بصدد التجهيز لتطبيق الاعتمادية الدولية والحصول عليها لإعادة الألق والمكانة لجامعة دمشق.
عميد كلية طب الأسنان الدكتور خلدون درويش بيّن في حديث لـ “البعث” أن التوجّه العالمي للكليات يخضع لمجموعة من الأسس والمبادئ التي يجب إلزام الجامعات بها للخروج بخريجين متمتعين بمعطيات ومخرجات متشابهة على المستوى العالمي، أي لا بدّ لخريج طب الأسنان في جامعة دمشق أن يخرج بمهارات مشابهة وقريبة جداً للمهارات التي يخرج منها خريج كلية طب الأسنان بالجامعات العالمية، وبالتالي معرفة الأسس الموجودة لديهم للمضي قدماً اتجاهها، ومن هنا بدأ السعي لمحاولة إيجاد جهات مانحة للاعتمادية الدولية، حيث تمّ الاتفاق المبدئي مع منظمة دولية عالمية مسؤولة عن الموضوع لإرسال لجان لفحص الواقع الحالي الموجود ليكون هناك معايير لتحديد أماكن البعد والتشابه مع الجامعات العالمية ليتمّ العمل عليها وتحسينها لتحقيق شروط الجهة المعتمدة.
وتابع درويش أن موضوع الاعتمادية الدولية متعدّد الجوانب، منها ماهو متعلق بالبنى التحتية وماهو متعلق بالمادة العلمية، ومنها ما يتعلق بتوصيف المقررات بشكل موحد يشابه المقررات العالمية، إضافة إلى الإجراءات واللجان والقرارات لتكون وفق أسس معينة ومتابعة لمعرفة أين تمّ الوصول بالتطبيق، لذلك لا بدّ من أن تكون الكلية محققة الاعتمادية بالمواضيع آنفة الذكر، والعمل على التقييم الذاتي لمقاربة الشروط مع المنظمة العالمية.
من جهتها الدكتورة دارين جلول مديرة وحدة الجودة والاعتمادية بكلية طب الأسنان، أوضحت في حديثها أن الاعتمادية الدولية هي مجموعة من المعايير والنظم تحكم نظام الجامعة، لذلك كلية طب الأسنان تعمل بتوجيه من رئاسة الجامعة لتطبيق الاعتمادية، حيث تمّ تشكيل فريق جودة ليتمّ العمل بشكل متكامل ليكون أول مهامها التقييم الذاتي من ناحية البنية التحتية وترميم وتعديل اللازم من ناحية التقييم الذاتي للكادر التعليمي والمادة العلمية كخطة درسية والتقارب مع الآخرين، وكذلك التقييم الذاتي للطلاب وهي التي تحدّدها منظمة أوربية خارجية تقوم بمنح مجموعة من المعايير ليتمّ تطبيقها وفق أسس وخطط مدروسة، وكذلك التركيز على المهارة المعرفية والعلمية، لتأتي الخطوة التي تلي التقييم الذاتي -حسب جلول- إعادة صيانة الأجهزة بالمخابر والأمور الصحية، وتقديم خدمات صحية لكافة شرائح المجتمع، مروراً بكافة الاختصاصات وفق معايير المنظمة الدولية لاعتماد الشهادة عالمياً، مع تأكيدها أن الهدف الأساسي من الاعتمادية الدولية إعادة جامعة دمشق إلى مكانتها العالمية ووضعها على الخريطة العالمية على الأقل بين جامعات الجوار.