تحقيقاتصحيفة البعث

“سندويشات” اللبنة والزعتر أفضل طريقة لحماية أطفالنا من أمراض الوجبات السريعة

فرضت الحياة العصرية نمطاً جديداً في طرائق الطعام، الذي يعتمد أكثر على الوجبات الجاهزة المشبعة بالزيوت والمنكهات الضارة، فاليوم بات من الصعب أن تجتمع الأسرة على مائدة واحدة تضمّ أصنافاً عديدة من الأكلات المطبوخة، وبذلك غابت عن أطباقنا اليومية الوجبات المتكاملة الضرورية لنمو أجسادنا، مما جعلها عرضة للعديد من الأمراض، وخاصة المزمنة منها، كالضغط والسكري، وأمراض القلب والسرطان.
وعلى الرغم من حملات التوعية بأهمية الاعتماد على الطعام الصحي، والإكثار من وجبات الخضار والفواكه، إلا أن ذلك لم يجدِ نفعاً أمام النسق المتسارع للحياة الذي ساهم بشكل كبير في تغيير عادات الطعام، وخاصة عند العاملين الذين يجدون أنفسهم مضطرين لتناول الوجبات السريعة بكافة أصنافها، والأغذية المعلبة والمغلّفة، وغالباً ما يكون الأبناء هم أكثر الضحايا للآثار الضارة للوجبات السريعة بسبب غياب الأب والأم عن البيت وتواجدهما لساعات طويلة في العمل.

الطبخ الطازج
في حديث مع خبراء التغذية أكدوا على أهمية العودة إلى عاداتنا القديمة في الطعام، من خلال الحرص على الطبخ الطازج الخالي من المواد الحافظة المضرّة، ونصحوا الأمهات بإعداد “سندويشات” اللبنة والزعتر والجبنة لأبنائهن أثناء ذهابهم إلى المدرسة حتى لا يضطروا لشراء “الأندومي والفلافل والبطاطا” المقلية بزيوت قد تكون منتهية الصلاحية، والمشبعة بالدهون المتحولة مما يصيبهم بأمراض عديدة وأشهرها زيادة الوزن وهشاشة العظام وغيرها من أمراض خطيرة.
ويشير اختصاصيو التغذية إلى أن أخطار الأكل الجاهز لا تتوقف عند إلحاق الضرر بالجسد، وإنما هناك بعض الأطعمة تساهم في خلق حالة مزمنة من التوتر النفسي والقلق على مدار اليوم، وخاصة عند من يدمنون على العصير الصناعي المحلّى بالسكريات، والمشروبات الروحية، والأطعمة المعلبة التي تكون غير مطبوخة بشكل جيد، وغالباً ما تتجلّى آثارها بالغثيان والصداع الدائم الذي يسبّب قلة النوم، وما يزيد الطين بلّة بحسب الأطباء هو غلاء الأدوية المسكّنة للآلام، وفقدان أصناف عديدة منها، ليس فقط محلياً وإنما عالمياً أيضاً، وهنا يشير تقرير سابق لمنظمة الصحة العالمية إلى أن 80% من سكان العالم يعيشون في ظل انعدام توفر الأدوية المسكنة للآلام.

حصة توعية
وطالب عدد من الأهالي المعنيين في وزارة التربية بضرورة أن يكون هناك حصة أسبوعية للتوعية الصحية، تركز على إرشاد التلاميذ من مخاطر الأطعمة المعلبة، وتحذيرهم من مخاطرها، وإلا ستكون الكلفة باهظة مادياً على الجيبة وصحياً على الجسم.

ولعلّ من يطلع على أرقام أقسام الإسعاف في المشافي العامة والخاصة يجد أن حالات نسب التسمّم كثيرة جداً والناتجة عن الأكل السريع الذي لا تتحقق فيه الشروط الصحية، لذا يجب العمل على التوعية الصحية وتجنّب الاعتماد على الوجبات الجاهزة قدر الإمكان، وخاصة التي تُقدّم للأطفال الذين يفتقدون للمناعة القوية.

البعث