أول وأشد المنخفضات لهذا الموسم.. الثلوج والأمطار الغزيرة شملت أغلب المحافظات
محافظات – البعث
في أول وأقوى منخفض جوي لهذا الشتاء، شهدت بعض المحافظات أمطاراً غزيرة وتساقطاً للثلوج على المرتفعات الجبلية، مع توقعات باستمرارية المنخفض حتى نهاية الأسبوع.
20 سم ثلوج
ففي ريف دمشق (البعث)، تشكلت هطولات مطرية غزيرة في أغلب مناطق المحافظة، فيما تساقطت الثلوج فوق المرتفعات التي تزيد عن ١٢٠٠ متر، وهناك تراكمات جيدة على ارتفاع ١٥٠٠ متر. وشهدت قرى جبل الشيخ ومناطق الزبداني سماكات مختلفة من الثلوج تراوحت يوم السبت، وحسب نشرة مديرية الزراعة، بين 2 سم إلى 7 سم في بلدة عرنة بجبل الشيخ، علماً أن استمرار تساقط الثلوج في هذه المناطق زاد السماكات الثلجية إلى 20 سم وأكثر في المرتفعات الجبلية.
ويستبشر فلاحو المحافظة خيراً باستمرارية هطول الثلوج والأمطار، لاسيما أن الهطولات لم تكن كافية منذ بداية الموسم.
أربعة أضعاف
وشهدت محافظة القنيطرة (محمد غالب حسين) هطولات مطرية غزيرة كان أعلاها في بلدة حضر، حيث تم تسجيل 76.2 مم حتى الساعة الثامنة من صباح اليوم الأحد، كما جاء في نشرة مديرية الزراعة.
أما في مدينة القنيطرة فبلغت كمية الأمطار الهاطلة 35 مم، وفي نبع الصخر بريف المحافظة الجنوبي 27 مم، وفي صيدا 29 مم.
وفي مقارنة سريعة مع أمطار العام الماضي، يتضح أن الهطولات المطرية، حتى تاريخه، تعادل أربعة أضعاف هطولات الموسم للفترة المقابلة في حضر، وثلاثة أضعافها بالقنيطرة، وأكثر من الضعفين في نبع الصخر وصيدا، كما أنها جاءت في الوقت المناسب لمتابعة زراعة الحبوب.
وبيّن مدير زراعة القنيطرة، المهندس رفعت موسى، أن كمية الهطولات حتى تاريخه بلغت في القنيطرة 160 مم، يقابلها بالعام الماضي 111 مم، وفي حضر 800 مم مقابل العام الماضي 194,5 مم، وفي نبع الصخر 269 مم والموسم الماضي المقابل 119 مم، وفي صيدا 293 مم والمقابل بالعام الماضي 107 مم.
وأوضح أن الثلوج الخفيفة التي هطلت على ريف المحافظة الشمالي في حضر وجباتا والأمطار على عموم المحافظة ممتازة بالنسبة للمحاصيل الزراعية الشتوية والخضراوات الشتوية وعلى الأشجار والمراعي وزيادة مخازين السدود والمياه الجوفية.
ودعا مدير زراعة القنيطرة الفلاحين ومربي النحل إلى توخّي الحيطة من تشكل الجليد وحدوث الصقيع، متمنياً اتخاذ الإجراءات المناسبة لحماية محاصيلهم بالتعاون والتنسيق مع الوحدات الإرشادية والجمعيات الفلاحية.
عاصفة وفيضانات
وتعيش محافظة طرطوس (وائل علي) أياماً شتائية عاصفة مطيرة غير مسبوقة وظواهر مناخية تجلت مع بداية مربعانية الشتاء بتكرار ما يعرف بالزوابع البحرية “المناطقية”، أو التنين البحري الذي شهده سهل عكار، جنوبي طرطوس، وشمالها في سهول بصيرة والمتن وتدفق ينابيع المياه العذبة الغزيرة وجريان الأنهار الدائمة والموسمية والسواقي المنسية، وابتلاء سهل عكار بفيضان نهر الكبير الجنوبي الحدودي مع لبنان، ونهري العروس وأبو الورد، التي غمرت مياهها مئات الهكتارات الخصبة والبيوت المحمية التي كانت سلة سورية الغذائية على مدار العام، وخروجها من دائرة الاستثمار الزراعي “المؤقت”، بعد أن خسر المزارعون شقاء وجنى العمر، وما أحدثه الفيضان بمأساة غرق أربعة أشخاص من أسرة واحدة في سيارتهم.
ويؤكد مدير فرع الموارد المائية محمد محرز انتهاء أعمال إغلاق الفتحات على نهر الكبير الجنوبي وتعزيل الأقنية والمجاري والسواقي والعبارات ومعالجة كافة النقاط التي فاضت منها المياه. وقد بلغ حجم تخزين سدود خليفة ثلاثة ملايين م3 والدريكيش والصوراني في الشيخ بدر خمسة ملايين م3 لكل منها حدود التخزين الأعظمي فيما تجاوز تخزين سد الباسل، السد الأكبر في المحافظة، حوالي ثلاثة أرباع تخزينه الأعظمي البالغ مئة وثلاثة ملايين م3.
وتبين نشرة أرصاد طرطوس الجوية تجاوز معدلات الأمطار لتاريخه ضعف معدلات الهطل السنوية في كافة مناطق المحافظة، ولا يزال أمامنا أكثر من شهرين من عاصمة الشتاء التي تنبئ بمزيد من الأجواء الماطرة والمثلجة والعواصف الرعدية والحرارة المنخفضة. وقد شهدت أماكن مختلفة من أحياء مدينة طرطوس صباح أمس السبت سقوط البرد الغزير الذي ألبس شوارعها حلة من البياض غير المألوف.
وتشهد المحافظة منذ ساعات صباح اليوم الأحد استقرارا مناخيا وسطوعا شمسيا دافئا تنفس الناس خلاله الصعداء. ومن حسن الحظ أن درجات الحرارة لا تزال أعلى أو حول معدلاتها المعتادة بدرجات تصل لثلاث وأربع درجات، ما خفف وطأة البرد نهارا، فيما تشهد ساعات الليل تدنياً كبيراً في درجات الحرارة.
وتتوقع إسعاف شدود المتنبئة الجوية بمركز الأرصاد الجوية مناخا قطبيا شديد البرودة منتصف الأسبوع الجاري ما سيتسبب في تساقط الثلوج على ارتفاع 700 متر، ما سيزيد من أعباء الأسر الباحثة عن الدفء المفقود في ظل عدم توفر وسائط ووسائل التدفئة والنقص الحاد في مخصصات الغاز والمازوت في المدن الساحلية كطرطوس وبانياس، فيما الأرياف استلمت دفعة الخمسين ليتر الأولى، وتؤكد رغداء اسكندر مديرة فرع المحروقات أن نسبة تسليم مازوت التدفئة تجاوزت الثلاث وسبعين بالمئة.
دعم الوارد المائي
وفي اللاذقية (مروان حويجة)، بين رئيس دائرة المركز بمديرية الزراعة، الدكتور عمّار ناصر، أن الهطولات التي حصلت خلال الفترة الأخيرة جيّدة لجهة دعم الوارد المائي والسدود، لافتا إلى أن استمرار الهطولات يسهم في الوصول الى كميات كافية لتحسين المخزون المائي في السدود والبحيرات والأنهار والمياه الجوفية، كما تساهم الهطولات المطرية في زيادة النمو الحجمي لبعض أنواع ثمار الفاكهة كالحمضيات كونها تساهم في إتاحة العناصر، وأيضاً تساهم في الحصول على إنتاج جيّد لأشجار الفاكهة متساقطة الأوراق التي ستبدأ نموها في الربيع، أمّا بالنسبة للمحاصيل الشتوية من قمح وشعير وفول وبازلاء وعدس تعتبر عاملاً أساسياً في زراعتها كونها تزرع بعلياً في المنطقة الساحلية.
وقد ألقت العاصفة المطرية بآثارها على الشبكة الكهربائية حيث تسببت بأعطال في كافة أرجاء المحافظة. وقال مدير شركة الكهرباء المهندس جابر العاصي أنّ ورشات الشركة تعمل على مدار الساعة لإصلاح الأعطال التي توزّعت في شبكتي التوتر المتوسط و التوتر المنخفض، ما بين شبكات مقطوعة ومنصهرات توتر منخفض ومتوسط وعدد من أبراج التوتر المائلة ، وتضرر العديد من المحولات والقواطع في مختلف محاور الشبكة التي يجري العمل عليها.
وقد باشرت اللجان من الوحدات الإرشادية وصندوق الكوارث والجفاف جولاتها الميدانية للكشف على الأضرار المحتملة ومستواها، وهذا الإجراء المعتاد في كل منخفض جوي شديد، ولاتزال اللجان تواصل عملها في الكشف.
جيدة ومبشرة
وفي حلب (معن غادري)، أوضح المهندس رضوان حرصوني مدير الزراعة أن الهطولات المطرية الأخيرة خلال الأيام الماضية جيدة ومبشرة، وتفاوتت بين منطقة وأخرى، إذ زادت معدلات الهطولات عن العام الماضي في نفس التوقيت بأكثر من الضعف، حيث بلغ معدل الهطولات حتى الآن 248 ملم فيما بلغ في العام الماضي 110 ملم، مضيفاً أن المنخفض الجوي ما زال مستمراً، ولا يوجد أي أضرار، ومن المأمول أن تزداد الهطولات المطرية وترتفع المعدلات وبنسب أفضل، وبما يبشر بموسم زراعي جيد، إلا أن الحاجة تبدو أكثر أهمية إلى موجات صقيع متناسبة للقضاء على الآفات الضارة.
وأضاف حرصوني أن مديرية الزراعة ومنذ بداية الموسم الزراعي عملت على تأمين كل مستلزمات واحتياجات العملية الزراعية وقدمت الدعم المطلوب للفلاحين للحفاظ على زراعاتهم، مشيراً إلى أن الخطة الزراعية تسير بنجاح وفق ما هو محدد، إذ بلغت المساحات المزروعة من القمح أكثر من 95 ألف هكتار، و181 ألف هكتار شعير، و15 ألف هكتار من محصول العدس و2200 هكتار من محصول الحمص، مضيفاً بأنه تم توزيع 6,7 مليون ليتر مازوت عن طريق البطاقة الالكترونية الزراعية و6300 طن من بذار القمح.
ودعا حرصوني الأخوة المزارعين إلى التواصل المستمر مع الوحدات الإرشادية ومديرية الزراعة لمساعدتهم وتقديم النصح والمشورة لتفادي ومعالجة أي آثار جانبية قد تضر بمزروعاتهم.
لم تشهدها المحافظة
وشهدت منطقة الجزيرة السورية (اسماعيل مطر) أمطاراً غزيرة في معظم المناطق والنواحي والقرى خلال اليومين الماضيين، ما أدى إلى جريان بعض الأودية والسيول ولاسيما في منطقتي أم مدفع وأبو خشب جنوب المحافظة وتل بيد والمالكية والزهيرية شمال المحافظة.
وبين مدير الزراعة المهندس علي خلوف الجاسم أن هذه الأمطار لم تشهدها المحافظة منذ سنوات في مثل هذه الفترة من العام، مشيراً إلى انحباس للأمطار استمر لأكثر من أربعين يوماً ما أدى إلى تلف قسم كبير من البذار، إضافة إلى موجة الصقيع التي كان لها دور سلبي في تلف مساحات وصلت الى 25 بالمائة قياساً بالعام الماضي.
وأوضحت شعبة المناخ في مديرية الزراعة أن كمية الأمطار التي هطلت خلال اليومين الماضيين تجاوزت المعدل في معظم المناطق، فقد وصلت في منطقة مبروكه 29 مم ومنطقتي الهول وتل براك 24، والمالكية والزهيرية 16 مم، والشدادي والعريشة 10 مم، و6 مم في منطقة أم مدفع.