“البرج 22”.. صفعة قوية
تقرير إخباري
رغم تكرار المقاومة في المنطقة لاستهداف القواعد الأمريكية غير الشرعية لأكثر من 160 مرة، لكن يمكننا القول، إن الهجوم الذي استهدف قاعدة البرج 22 كان ضربةً قاصمة للإدارة الأمريكية، من حيث حجم الخطوط الحمراء التي تخطتها المقاومة عبر القضاء على 3 جنود وجرح أكثر من الثلاثين من قوات ومرتزقة العدو الأنغلوساكسوني، ومن حيث ضخامة حجم المسيّرة والذخائر ذات القدرة التفجيرية العالية التي تحملها، فضلاً عن قدراتها البصرية العالية وخرقها لأنظمة الدفاع الجوي الأمريكي، فاجتماع ذلك كله شكّل خضّة قد تعيد بعض الإتّزان للتفكير “الصبياني القاصر” لهذه الإدارة التي عودت العالم على فعل ما لا تقول، وقول ما لا تريد فعله، وبالتأكيد ستعيد حساباتها وستضطر لتطبيق مقولة “لا نريد توسيع الحرب” بشكل فعلي؛ لأنها ببساطة بعد تكرار عمليات المقاومة وحجم الضربة أدركت أنها ستنزلق في مستنقع قواعد الاشتباك المتدحرجة التي حذّرتها منه مراراً وتكراراً كل قوى المنطقة، كما أدركت أنها تضع نفسها في مواجهة فصائل ليس لها صفة الجيوش وليست مجبرة على الانصياع لـ”نظام القواعد الغربي”، أو العقوبات الأحادية الغربية، أو أي من القيود الدولية التي من الممكن أن تحرج وتربك أي جيش في العالم، وهذا ما يفسّر ميل تلك الإدارة لاتهام إيران في أي عمل للمقاومة على لسان وزير دفاعها لويد أوستن، رغم نفي الأخيرة مراراً وتكراراً قيامها بتوجيه قوى المقاومة في المنطقة بالردّ أو عدم الردّ، كما أثبت واقع الحال أن كل فصيلٍ يقرّر ويرسم استراتيجياته وقواعد اشتباكه الخاصة وردوده على اغتيال قياداته، ضدّ العدوان الصهيوـ أمريكي دون مشورة من أي دولة إقليمية، ولكن بالتأكيد فإن أمريكا لا يمكنها التفاوض مع عدد كبير من الفصائل وتظن أنه من الأسهل لها تحميل تبعة كل ما يجري في المنطقة لإيران طالما هو غير صادر عن التنظيمات الإرهابية التكفيرية التي صنعتها واشنطن لأنها بالتأكيد لن “تعضّ ذيلها”، ويمكننا أن نضيف على ذلك، رغبة أمريكا في التغطية عن عجزها في توجيه أي ضربة لإيران في محاولة لتطويق قوتها ونموها مهما سمعنا صرخاتٍ من بعض “حمقى الكونغرس” مثل ” ليندسي غراهام” وغيره من الجهلة في السياسة الدولية ومدى القدرات العسكرية لإيران، وتارةً أخرى نجد الإدارة الأمريكية تحاول البحث عن حل بديل مثل إدخال الصين كوسيط لتهدئة الوضع في المنطقة، وكأن الوضع المتأزم لا يد لأمريكا وأفعالها فيه، لا بشكل مباشر ولا بشكل غير مباشر عبر دعمها لعدوان الاحتلال على المدنيين في غزة لأكثر من 116 يوماً.
إن أمريكا الآن في وضع متخبّط لا تحسد عليه وتظهر الوجه الأضعف أمام العالم باعتراف رئيسها السابق دونالد ترامب، وهي تدرك الآن أن دعمها لـ”إسرائيل” لن يمرّ دون حساب، بل أنها أصبحت منذ تاريخه مطالبةً بدفع الثمن الكبير، وبشكل مباشر من قواتها وقواعدها وحتى مصالحها، كما ستتعالى أكثر الأصوات الداخلية المطالبة لإدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن بالتعقّل لتجنب المزيد -ليس فقط من الخسائر المادية- بل والبشرية، وستنصاع إدارته لذلك، ولا سيّما مع اقتراب السباق الانتخابي الأمريكي.
بشار محي الدين المحمد