دراساتصحيفة البعث

مزاعم “الغارديان” سلسلة من الأكاذيب التي لا تنتهي!

سمر سامي السمارة

نشرت صحيفة “الغارديان” مؤخراً القصة الأحدث في سلسلة الأكاذيب التي لا نهاية لها في وسائل الإعلام الغربية، والتي تزعم أن فصائل المقاومة الفلسطينية ارتكبت “اغتصاباً جماعياً منظّماً” في السابع من تشرين الأول الماضي.

في الواقع، المشكلة الأكبر في هذه الروايات المضللة، لا تكمن فقط بمجرد الغياب المستمر لأيّ دليل على الاغتصاب “المنهجي” الذي تدّعيه الصحيفة، أو سجل “إسرائيل” الطويل من الكذب لتبرير الإرهاب الذي ترتكبه بحق الفلسطينيين، والحملات الصهيونية المضللة التي تروج لأكاذيب وادّعاءات لا أساس لها من الصحة، أو رفضها التعاون مع محققين مستقلين ممّن يتمتعون بالحيادية، أو الاستعارات العنصرية المعادية للعرب التي تخضع للتحليل المتطوّر في الدوائر الغربية.

المشكلة ببساطة بالأكاذيب الشنيعة التي يتم تقديمها حول مزاعم الاغتصاب وغيرها من القصص التي تفتقر إلى الأدلة، حيث تعيد صحيفة “الغارديان” روايتها حول “اغتصاب” فصائل المقاومة امرأة في مهرجان نوفا الموسيقي في السابع من تشرين الأول، وذلك استناداً إلى مزاعم منقولة عن أشخاص يعملون لمصلحة الجيش والاستخبارات الإسرائيلية.

السؤال الذي يطرح نفسه، هل يمكن تصديق هذه الادّعاءات على الرغم من أن وسائل الإعلام “الإسرائيلية” نفسها أكّدت أن فصائل المقاومة وصلت إلى مهرجان نوفا وهي تتوقّع أنها ستكون في مواجهة كبرى مع الجيش “الإسرائيلي” في مكان قريب من قاعدة عسكرية، كما كانوا في مواجهة مع الشرطة الإسرائيلية التي اشتبكت معهم في معارك بالأسلحة النارية، وأن طائرات الهليكوبتر الإسرائيلية من طراز أباتشي، كانت تطلق صواريخ هيلفاير على أيّ شيء يتحرّك، بناءً على “توجيه هانيبال” لمنع احتجاز الرهائن بأي ثمن.

وهل كان لدى مقاتلي المقاومة الفلسطينية – الذين تدرّبوا لسنوات والذين كانوا على دراية بأن هذه قد تكون اللحظة القصيرة الوحيدة لهم لمواجهة جيش الاحتلال “الإسرائيلي” في معركة شبه عادلة أو سحب الرهائن إلى غزة لتبادل الأسرى قبل أن يستخدم جيش الاحتلال قوّته الجوية- الوقت للانغماس في لعبة مريضة تتعلق باغتصاب امرأة؟.

إذاً، لماذا لم تتوقّف مراسلة صحيفة الغارديان، وغيرها من المحرّرين للتفكير للحظة هل هذه المزاعم كاذبة؟ وهل يتم التلاعب بهم من أجل تنفيذ أجندة شريرة؟” –في هذه الحالة، الإبادة الجماعية.

في الواقع، متطوّعو منظمة زاكا الذين تم الاعتماد عليهم بشكل كبير في تقرير “الغارديان” هم من الصهاينة المتطرّفين، ممن يتمتعون بسجل مثبت من الكذب والتضليل، حيث روّجوا للعثور على “40 طفلاً مقطوعي الرأس”.

والمرأة التي تقود حملة “الاغتصاب الجماعي” – وهي الآن أكاديمية- كانت متحدثة سابقة باسم جيش الاحتلال، مهمّتها الكذب على الصحفيين لتبرير جرائم الحرب الإسرائيلية المتواصلة.

في الحقيقة، تجاهلت “الغارديان” التحقيق الذي نشره موقع “واي نت” الإسرائيلي والذي يظهر أن فصائل المقاومة نجحت في إسقاط الطائرات دون طيار الإسرائيلية فوق غزة في ذلك اليوم، ما ترك الجيش “الإسرائيلي” أعمى عما كان يحدث، وبسبب الذعر، استند القادة “الإسرائيليون” إلى توجيهات هانيبال، ما سمح لأولئك الموجودين في الميدان بإصدار أوامر للدبابات والمروحيات بإطلاق النار على أي شيء يتحرك، وكانت “إسرائيل” هي التي أحرقت مئات السيارات التي حاولت الفرار من مهرجان نوفا، ما أسفر عن مقتل المئات من المدنيين “الإسرائيليين” البالغ عددهم 1140 الذين لقوا حتفهم في ذلك اليوم، وأضاف الموقع: إن دبابة إسرائيلية هي التي أحرقت 13 مدنياً إسرائيلياً.

لا شك أن “إسرائيل” لا تريد أن يتحدث أحد، وخاصة وسائل الإعلام الغربية، عن أي من هذه الحقائق، وما تحتاج إليه بدلاً من ذلك هو أي شيء يساعد على صرف الانتباه عن جرائمها وتبرير ارتكابها للإبادة الجماعية ضد أهالي غزة، لذا فإن لديها كل الأسباب للترويج لرواية “الاغتصاب الجماعي المزيّفة”، وتغذية التحيّزات المعادية للفلسطينيين لدى معظم اليهود الإسرائيليين والمراسلين الغربيين.

من المؤكد أن المحرّرين في صحيفة “الغارديان” والـ”بي بي سي” وبقية وسائل الإعلام الرسمية يحصلون على أموال طائلة مقابل لعب دورهم في تكرار هذه الأكاذيب لتعزيز أهداف السياسة الخارجية الغربية.