مظاهرات غاضبة لمزارعي أوروبا احتجاجاً على تخصيص أموال إضافية لأوكرانيا
بروكسل – باريس – سانا
تجمّع آلاف المزارعين في العاصمة البلجيكية بروكسل احتجاجاً على تخصيص 50 مليار يورو إضافية لأوكرانيا، في ظل ارتفاع أسعار المحروقات والأسمدة وكلفة الإنتاج بعد العقوبات ضد روسيا، وتقليص الدعم الحكومي لهم.
وأظهرت فيديوهات للاحتجاجات تجمع حوالي ألف جرار في العاصمة البلجيكية، فيما ألقى المزارعون البيض وأطلقوا الألعاب النارية على مبنى البرلمان الأوروبي.
وتأتي الاحتجاجات في بروكسل بعد أن شكل مئات المزارعين الفرنسيين قافلة بجراراتهم الثلاثاء الماضي واتجهوا بها إلى باريس للمشاركة في احتجاج جديد واسع النطاق ضد ارتفاع تكاليف الإنتاج وقيود اللوائح الخضراء وفتح السوق أمام المنتجات الزراعية الأوكرانية الرخيصة، بفضل الدعم الأوروبي لها على حسابهم، وتقليص الدعم الحكومي للمزارعين، وارتفاع أسعار الوقود والأسمدة بعد العقوبات ضد روسيا.
وأرسلت السلطات الفرنسية المدرعات لتعزيز الإجراءات الأمنية في أكبر سوق بالقرب من باريس تحسبا لأي احتجاج من المزارعين الذين يعتزمون إغلاقه ومحاصرة العاصمة.
وأعلنت نقابة المزارعين الفرنسيين أنها تعتزم تنظيم حصار كامل على باريس وضواحيها لمنع توريد أي سلع إلى العاصمة.
كذلك أوقفت الشرطة الفرنسية يوم أمس عشرات المزارعين خلال مشاركتهم في احتجاجات غاضبة ضد سياسات الاتحاد الأوروبي الزراعية.
وكان المحتجين اقتحموا بعد ظهر أمس منطقة تخزين في سوق رونجي أكبر سوق للمنتجات الطازجة في العالم، ونقطة إمداد مهمة للعاصمة الفرنسية لتقوم الشرطة باعتقال 79 منهم، إضافة إلى توقيف 15 آخرين مؤقتاً بتهمة عرقلة حركة المرور.
وحتى منتصف نهار أمس تم تسجيل أكثر من ثمانين إغلاقاً، وخروج ستة آلاف متظاهر، و4500 مركبة في أنحاء البلاد بحسب مصدر في الشرطة، وأبدى وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان المعروف بحزمه تفهمه للاحتجاجات.
ولا تقتصر حركة الاحتجاج على فرنسا، إذ شهدت كذلك ألمانيا وبولندا ورومانيا وبلجيكا تظاهرات مماثلة في الأسابيع الأخيرة.
ففي إيطاليا، تظاهر آلاف المزارعين من سردينيا إلى بيدمونت مرة أخرى أمس، ورفعوا لافتة كتب عليها (الزراعة تحتضر) في بلدة كونيو في شمال البلاد.
وفي إسبانيا، تم الإبلاغ عن تجمعات قرب ليون وزامورا في الشمال الغربي.
وأعلن وزير الزراعة أنه سيستقبل غداً الاتحادات الزراعية الرئيسية الثلاثة التي توعدت بالتعبئة في الأسابيع المقبلة.
كما دعا المزارعون البرتغاليون إلى التعبئة صباح اليوم على طرق البلاد بالجرارات والمركبات الزراعية.
وفي مواجهة السخط، قدمت المفوضية الأوروبية تنازلات حول أمرين يثيران استياء المزارعين، فقد اقترحت بالنسبة لعام 2024 إعفاء جزئياً من إراحة الأرض الإلزامية التي تفرضها السياسة الزراعية المشتركة، وبحث آلية للحدّ من الواردات الأوكرانية وخاصة الدواجن.
وإذ رحبت باريس بكون بروكسل استجابت لطلبات فرنسا اعتبرت منظمة كوبا-كوغيكا التي تضم غالبية النقابات الزراعية في الاتحاد الأوروبي أن الإعفاء يأتي متأخراً ويظل محدوداً تتكرر نفس المطالب والانتقادات في أغلب البلدان الأوروبية التي تواجه سخط المزارعين، والتي تشير إلى أن السياسة الأوروبية معقدة للغاية، والأرباح منخفضة بشدة، والتضخم مرتفع والمنافسة الأجنبية وخاصة من المنتجات الأوكرانية غير منصفة، في ظل ارتفاع أسعار الوقود.