كرتنا في كأس آسيا حققت الهدف.. وبلوغ المونديال بات الطموح
المحرر الرياضي
توقفت رحلة منتخبنا الوطني لكرة القدم في بطولة كأس آسيا الثامنة عشرة التي تستضيفها قطر عند محطة الدور الثاني بعد أن ترك بصمة ستدوم لوقت طويل في ذاكرة عشاقه، حيث نجح في تحويل كمية التشاؤم الكبيرة التي سبقت المشاركة إلى ثقة وتفاؤل بما هو قادم من الأيام والاستحقاقات.
منتخبنا في البطولة خاض ثلاثة من أربعة لقاءات بمواجهة منتخبات مرشحة للصعود لمنصة التتويج، فأفلح في الوقوف كندٍ لها، بل قارع منتخبات أستراليا وأوزبكستان وإيران وتفوق عليها، وكان قريباً للغاية من بلوغ ربع النهائي لكن ضربات الحظ حرمته من ذلك.
بلغة المنطق حقق لاعبونا الهدف المرسوم لهم قبل البطولة بتجاوز الدور الأول للمرة الأولى في تاريخ كرتنا، واستطاع الجهاز الفني كسب الرهان، فأوجد توليفة متوازنة مع تنظيم دفاعي لم نشهده في منتخبنا سابقاً، كما أعاد الثقة لأسماء خبيرة أمثال أحمد مدنية ومؤيد عجان، وأعطى فرصة لمواهب سيكون لها حضورها المستقبلي بكل تأكيد مثل محمود الأسود وعمار رمضان.
أما الأمر الأكثر إيجابية فكانت تجربة الاعتماد على مجموعة من اللاعبين المغتربين الذي شكلوا إضافة لم تكن منتظرة لدى الكثيرين، فكان خليل إلياس وازيكيل العم وأيهم أوسو وعبد الرحمن ويس وإبراهيم هيسار العمود الفقري في المنتخب دفاعاً وهجوماً.
ويمكن الحديث أيضاً عن استعادة المنتخب لسمته المعروفة التي غابت في الفترة الأخيرة، وهي القتالية والشراسة واللعب بروح عالية ما قلّص الفوارق الفنية مع الخصوم وجعل المنتخب يحوز على احترام جميع الخبراء والمتابعين، دون نسيان فكرة انتهاء الخلافات التي كانت موجودة بين اللاعبين وهو ما يحسب للجهاز الفني والإداري.
المشاركة في كأس آسيا انتهت أمس وبات اليوم المطلوب على وجه السرعة نسيان مرارة الخروج منها، والتفكير بما هو قادم، خاصة وأن الجولتين الثالثة والرابعة من تصفيات كأس العالم ستقامان نهاية الشهر المقبل، أي أن الوقت ليس طويلاً للاستعداد والتحضير، وهذا الاستعداد لن يحصل إلا بعد أن يحسم اتحاد الكرة ملف المدرّب الأرجنتيني هيكتور كوبر ومساعديه الذين انتهت عقودهم مع نهاية كأس آسيا، وهذه الخطوة مطلوبة بشدة من الشارع الرياضي للحفاظ على الاستقرار الفني الذي يعدّ الخطوة الأهم للاستمرار في بناء المنتخب، فما قبل كأس آسيا ليس كما بعده، فالطموحات كبرت والتأهل للمونديال بات هدفاً مشروعاً وممكناً.